البحث

عبارات مقترحة:

الأعلى

كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...

المتعالي

كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...

العلي

كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...

ما استطعتم من قوة

العربية

المؤلف عبد العزيز بن عبد الله السويدان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات
عناصر الخطبة
  1. حث الإسلام على إظهار القوة أمام الأعداء .
  2. إهمال جانب القوة المادية على حساب القوة الإيمانية .
  3. الجمع بين نصوص ظاهرها الحث على القوة المادية وأخرى تهون منها .
  4. جريان السنن الكونية على الخلق جميعا .
  5. سنة التأييد الإلهي .
  6. الأمر باتخاذ أسباب القوة المادية .
  7. حرص الأمم على اكتساب القوة المادية .
  8. الخطوة الأولى في اكتساب القوة المادية .
  9. عناية السلف بالتربية على القوة .
  10. المآلات مرهونة بالبدايات .

اقتباس

أيها الإخوة: إن مفهوم الإسلام للقوة المادية قائم على لزوم جريان السنن الكونية؛ كما قدر الله في خلقه؛ ففي الوضع الطبيعي قدر الله –تعالى- في سنن الكون أن القوي يهزم الضعيف، والغني يستأجر الفقير، والحاكم يملك السلطة، والجد ينتج ويورث الثمر، والكسل يقعد، وينتج كسلا.

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 -71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أَنَّ قُرَيْشًا، قَالَتْ: إِنَّ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ! فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعَامِهِ الَّذِي اعْتَمَرَ فِيهِ –عمرة القضاء-، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: "ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثلاثا –أي في الثلاثة أشواط الأولى- لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَكُمْ" فَلَمَّا رَمَلُوا، قَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا وَهَنَتْهُمْ –يعني حمى يثرب- "

رمل إذا أسرع في مشيته، وهز منكبيه، وهو في ذلك لا يجري، الرمل: المشي السريع.

وفي رواية لأحمد: "فقال المشركون: أهؤلاء الذين نتحدث أن بهم هزلا! ما رضي هؤلاء بالمشي حتى سعوا سعيا!".

وفي روية: فقال المشركون: "كأنهم الغزلان".

أيها الإخوة: إن من السياسة الشرعية الحكيمة التي يعلمنا إياها نبينا -صلى الله عليه وسلم- في هذا المشهد إظهار القوة أمام الأعداء، ولئن كانت القوة هي عنصر الحسم الأول في زمان مضى، فإنها اليوم بلا شك أظهر.

يقول الله –تعالى- في سياق هذه الحقيقة: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) [الأنفال: 60].

وهي سنة من سنن الكون، فالقوة بمعناها الشامل الذي يؤدي إلى جلب المصالح الشرعية، ودفع المفاسد؛ مطلب إسلامي أصيل.

بل إن القوة صفة يحبها الله -تعالى- في الأمة أفراداً وجماعات؛ ففي صحيح مسلم وفي السنن بإسناد صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل الخير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدرُ الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان".

وفي رواية: "قّدر الله وما شاء فعل".

من المفاهيم الدارجة التي تحتاج إلى تهذيب: إهمال جانب القوة المادية في مقابل القوة الإيمانية في واقع الحياة، وتهذيب هذا المفهوم لا يتم بالمنطق العقلاني الفلسفي؛ نأتي على النصوص الشرعية ثم نلويها، أو نحرف معناها، حتى يوافق المعنى عقولنا وأذواقنا -أعوذ بالله من هذا المنهج-.

لا أبداً، التهذيب يكون من خلال النصوص ذاتها، ومن خلال فهم الصحابة وسلفهم من الأئمة لتلك النصوص.

أيها الإخوة: عندما نستعرض ما ورد في القرآن، أو السنة، حول موضوع القوة، قد يرد على البعض شبهة التعارض، ففي آية يذكر الله فيها نعمة القوة المادية، فيقول تعالى فيما يعد فيه هود -عليه السلام- قومه: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) [هود: 52] نعمة من نعم الله -تعالى-.

ويقول تعالى -كما تقدم-: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ).

ففي هاتين الآيتين: ذكرا لأهمية القوة المادية، وأمراً بأخذها في الاعتبار، والسعي إلى تحقيقها.

وفي آية أخرى تشير في الظاهر إلى التهوين من تلك القوة، وضعف الاعتماد عليها؛ يقول سبحانه: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 249].

وفي آية أخرى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ) [آل عمران: 123].

فهل في هذه الآيات تعارض؟ -حاشا لله- أبداً ليس فيها أي تعارض!.

أيها الإخوة: إن مفهوم الإسلام للقوة المادية قائم على لزوم جريان السنن الكونية؛ كما قدر الله في خلقه؛ ففي الوضع الطبيعي قدر الله –تعالى- في سنن الكون أن القوي يهزم الضعيف، والغني يستأجر الفقير، والحاكم يملك السلطة، والجد ينتج ويورث الثمر، والكسل يقعد، وينتج كسلا.

فالله -تعالى- لم يخلق سننه في الكون عبثا، بل لتنتظم الحياة، ولم يقصر تلك السنن على أناس آخرين، بل جميع الناس مؤمنهم وكافرهم، تجري عليهم السنن: (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) [الأحزاب: 62].

ففي سنن الكون أثر القوة المادية قوي وفاصل في الحياة؛ كيفما كانت القوة عسكرية، أو صناعية، أو اقتصادية، أو علمية، أو سياسية.

ومن مبدأ هذه الحقيقة الكونية جاءت النصوص تحث على السعي إلى تقوية الأمة ماديا، ولكن في نفس الوقت هناك حقيقة أخرى، هناك سنن إلاهية لا يدركها سوى المؤمن، سنن تكمل النقص المادي، إذا بذل المستطاع، ولو كان المستطاع قليلا.

كما في ما حدث في معركة بدر عندما جمع الله المسلمين مع عدوهم من غير ميعاد، وكان المسلمون قلة، غير مهيئة للمعركة، فوقعت سنة من نوع آخر، وقعت سنة التأييد الإلهي لعباده الصالحين، في حال الاضطرار والشدة، وأوحى الله للملائكة أن تقاتل معهم، وقذف في قلوب الذين كفروا الرعب: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ) [آل عمران: 151].

فكان النصر للمسلمين.

إنها سنة التأييد الإلهي حين تضيق بالمؤمنين السبل، وتنعدم الحيل، إلا من اللجوء إلى الله -جل وعلا-.

إنها بركة العمل التي تقلب الموازين المادية، وتكسر لغة الأرقام، ومن هذا المبدأ جاءت النصوص الأخرى التي تشير إلى قطع الاعتماد على الأسباب المادية.

ولهذا نقول: إن السبب المادي مهم جدا لتحقيق الأهداف، لكن مع اليقين بالله، والتوكل عليه.

وقد جاء في صحيح الجامع بإسناد حسن قوله صلى الله عليه وسلم لصاحب الناقة: "اعقلها وتوكل".

وجاء في سنن ابن ماجة في بإسناد صحيح من حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو على المنبر، يقول: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي".

القوة المادية التي ينادي بها صلى الله عليه وسلم هي قوة الرمي، يعتبرها قوة مهمة: "ألا إن القوة الرمي" بل يؤكد عليها صلى الله عليه وسلم بترديدها ثلاثا.

بل صح في مسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال: "من علم الرمي ثم تركه فليس منا، أو قد عصى".

الشاهد: أن السبب المادي كما ترون مهم، ومأمور باتخاذه.

إذاً لماذا هونت نصوص أخرى من أثره؟!

والحقيقة أنها لم تهون من أثره، بل هذبت علاقة القلب بها؛ لأن المؤمن مأمور بالتوكل لا على السبب المادي، وإنما على خالق السبب -جل وعلا-.

ولو تأملنا في بعض الآيات التي تناولت معركة بدر ذاتها؛ لعلمنا هذا التوجيه حين النظر في تلك الأسباب المادية.

ولعلمنا التوجيه بربط القلب بالله -تعالى- لا بالأسباب حين أنزل سبحانه: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى) [الأنفال: 17].

في مجمع الزوائد بإسناد صحيح: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي: "ناولني كفاً من حصى، فناوله فرمى به وجوه القوم، فما بقى أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء، فنزلت: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى)[الأنفال: 17].

فسواء كان الأثر أو الفعل خارقا للعادة، أو كان عاديا، فإنه ما كان ليكون إلا بأمر الله -تعالى-، ولهذا ربط النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته هدايتهم وصدقتهم وصلاتهم بأمر الله، عندما كانوا يحفرون الخندق.

فقد صح في البخاري عن البراء -رضي الله عنه- قال: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْخَنْدَقِ يَنْقُلُ التُّرَابَ، حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعْرَ صَدْرِهِ، وَكَانَ رَجُلا كَثِيرَ الشَّعْرِ، وَهُوَ يَرْتَجِزُ بِرَجَزِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، يَقُولُ:

اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَنَّ سَكِينَةً عَلَيْنَا

وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا

إِنَّ الأُلَى بَغَوْا عَلَيْنَا

وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا

يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ".

إذاً لولا الله ما وقع شيء، وهذا لا يعني الاتكال على القدر، فكل ميسر لما خلق له، ولهذا جاء في النصوص الأخرى الأمر باتخاذ السبب المادي، والعناية به.

يقول ابن تيمية -رحمه الله-: "فالعبد لا يسلب الفعل، بل يضاف إليه".

فالعبد هو الفاعل لكن الله هو الخالق، وكما قال تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ) [التوبة: 14].

فلا تعارض بين النصوص، بل هو تنوع، وفي هذا التنوع إرشادا إلى التعامل مع الحياة بمنطقية عملية مادية، وفي الوقت ذاته يحث على تعلق القلب أثناء ذلك لخالق الأمر، ومدبره سبحانه وتعالى.

أيها الإخوة: إن المسلم ليتحسر عندما يرى من حوله من الأمم أحرص منا على اكتساب القوة بجميع أشكالها، وبالذات القوة العلمية، والعسكرية، والصناعية.

فالنصارى من قبل تحركوا، والوثنيون في اليابان تحركوا، والبوذيون في الصين تحركوا، والهندوس في الهند تحركوا، بل حتى المجوس في الجوار بدئوا يتحركون، ونحن مع الأسف ما زلنا نزحف زحف السلحفاة.

فلا يصح من أمة التوحيد التي أخرجت للناس أن تكون آخر الناس، هابطة الهمة، تابعة لا متبوعة، متخلفة لا متقدمة، ضعيفة لا قوية.

فما الحل إذاً؟

إن الخطوة الأولى من خطوات مباشرة الحل تبدأ بالفرد، وتنتهي بالجماعة، كما بدأت خطوة الإسلام الأولى بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فرداً، وانتهت بالأمة كلها.

يجب أن نحيي مفهوم المسئولية في قلوبنا، نحن أولا، وقلوب من حولنا من الناس، وإذا كنا سنبادر إلى ذلك يوما ما، فاليوم بلا أدنى شك أوجد أزمة مالية، ما زالت تبعاتها مشتعلة، وخطر قريب جاثم على صدورنا، لديه من الأطماع ما الله به عليم، والمنافقون بين أظهرنا يدينون له بالولاء.

فأسأل الله تعالى أن يحفظنا من شر كل ذي شر، وأن ينعم علينا وعلى أمتنا بصحوة راشدة، وهمة عالية إلى معالي الأمور، وأستغفر الله، فاستغفروه إنه غفور رحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى أله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فقد كان السلف الصالح يعتنون بتربية أبنائهم على القوة، والهمم العالية.

إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص يقول: كان أبي يعلمنا مآثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعدها علينا وثرياه، ويقول: يا بني هذه مآثر آبائكم، يا بني هذه مآثر آبائكم، فلا تضيعوا ذكرها.

وقال علي بن الحسين: كنا نعلم مغازي النبي -صلى الله عليه وسلم- وسراياه؛ كما نعلم السورة من القرآن.

وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح: أن علموا غلمانكم العوم –السباحة- ومقاتلتكم الرمي.

إن المآلات مرهونة بالبدايات، فمن تربى على معاني القوة، ومضامين القوة؛ سيجد أثر ذلك في تكوينه، فلنسع لهذا النوع من التربية.

القوة المادية للأمة أفراداً وجماعات مهمة جداً، بل ضرورية، فلا مناص للعز بعد الإيمان إلا بقوة ترفع رأس الأمة، وتعيد كرامتها.

ونعود، ونذكر بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابة لما كانوا يطوفون بالبيت أمام المشركين: "ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثلاثا لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَكُمْ" ذلك أن القوة حاسمة في إظهار الهيبة لدين الله، وللمسلمين.

دعـا المصطفى دهراً بمكة لم يجـب

وقد لان منـه جانب وخطاب

فلما دعا والسيف صلت بكــفه

له أسلموا واستسلموا وأنابوا

على النصر خيل الله سير رعيلها

وجهز جنود الحق حيث تساب

وسير ذوي الرايات أعلام حاشدا

فهيهات أن ينسد دون سباب

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين...