البحث

عبارات مقترحة:

الكريم

كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

الرفيق

كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...

الوسائل العشر للوقاية من الأمراض

العربية

المؤلف الشيخ السيد مراد سلامة
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - المنجيات
عناصر الخطبة
  1. عظم نعمة الصحة والعافية .
  2. وسائل للوقاية من الأمراض .
  3. الحث على التوبة والرجوع إلى الله. .

اقتباس

عدمُ الشُّربِ من فَمِ الزجاجة؛ فإنه سبب من أسباب انتشار الأمراض, وانتقال الفيروسات من شخص إلى أخر, قال أبو هريرة: "نَهَى رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ القِرْبَةِ أوِ السِّقَاءِ"...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

  

الحَمْدُ للهِ الذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ؛ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ الـمُشْرِكُونَ، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، وَمَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعلِنُونَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الصَّادِقُ الـمَأْمُونُ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الذِينَ كَانُوا يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعدِلُونَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كثِيرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.

 

أما بعد: فإن البشرية منذ ما يقرب من عام خائفة واجفة, أبصارها خاشعة؛ فقد عم الخوف والقلق أرجاء الكرة الأرضية، شلت حركة العالم أشهرا عديدة، سيطر الخوف من ذلك الفيروس على القلوب و العقول, فكيف يقي الإنسان منا نفسه وأهل بيته ومجتمعه من تلك الأمراض؟؛ أعيروني القلوب والأسماع -أيها الأحباب-.

 

إخوة الإسلام: إن من أجلِّ النعم وأعظمها نعمة الصحة والعافية؛ ولأنها بهذا الشأن فقد جاء عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري، عن أبيه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أصبح منكم معافى في جسده, آمناً في سربه, عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"(أخرجه الحُمَيدي والبخاري في الأدب المفرد), قال الشاعر:

 

ثلاثة يجهل مقدارها

الأمن والصحة والقوت

فلا تثق بالمال من غيرها

 لو أنه در وياقوت

 

والصحة -أيها الأحباب- مؤهل من مؤهلات الملك, قال الله -تعالى- (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 247]؛ قال ابن كثير: "ومن ههنا ينبغي أن يكون الملك ذا علم وشكل حسن, وقوة شديدة في بدنه ونفسه".

 

وإليكم الوسائل العشر للوقاية من الأمراض -متعني الله وإياكم بالصحة والعافية-:

أولا: العناية بالطهارة والنظافة: فأي دين وأي شرع -أحبابي في الله- جعل الطهارة نصف الإيمان؟؛ إنه دين الإسلام, عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ: "الطُّهْورُ شَطْرُ الإِيمَانِ"(أخرجه مسلم).

 

أحبابي في الله: الله -تعالى- جميل يحب الجمال, نظيف يحب النظافة, قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[البقرة: 222].

 

وتعد نظافة اليدين بمثابة درع الوقاية من الأمراض؛ حيث إنها تشكّل حائط صد أمام الجراثيم والبكتيريا؛ لتحول دون الإصابة بالإنفلونزا, أو أمراض الجهاز الهضمي, أو الجهاز التنفسي؛ لذا نرى ضرورة نشر الوعي بأهمية رفع مستويات النظافة كإجراء وقائي.

 

ثانيا: الحمية رأس كل دواء, والبطنة رأس كل داء: ومن الأمور التي تقي الإنسان من الأمراض الحمية؛ فقد جمع الله -تعالى- الطب كله في نصف آية؛ فقال -سبحانه-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأعراف: 31], فالحمية رأس كل دواء, والبطنة رأس كل داء.

 

يذكر أن هارون الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق، وكان معتزاً بعلمه، فقال مرة لعلي بن الحسين المروزي: "ليس في كتابكم -يعني القرآن- من علم الطب شيء"، -والعلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان-, فرد عليه علي بن الحسين: "قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابنا، فقال: ما هي؟! قال: قوله -عز وجل-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا)[الأعراف: 31].

 

وها هو النبي -صلى الله عليه وسلم- يضع لنا ميزان الأكل والشرب, عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كُلْ وَاشْرَبْ، وَالْبَسْ وَتَصَدَّقْ، فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلَا مَخِيلَةٍ"(رواه النسائي وابن ماجه).  

 

عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ, أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا ‌مَلَأَ ‌ابْنُ ‌آدَمَ ‌وِعَاءً ‌شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ, حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ, فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ؛ فَثُلُثٌ طَعَامٌ, وَثُلُثٌ شَرَابٌ, وَثُلُثٌ نَفَسٌ"(أخرجه أحمد)؛ قال العلامة ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: "وهذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها، وقد روي أن ابن ماسويه لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال: "لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام, ولتعطلت المارشايات، ودكاكين الصيادلة", وإنما قال هذا لأن أصل كل داءٍ التخم".

 

ثالثا: عدم مخالطة المرضى: من موجبات الوقاية من الأمراض أخذ الحذر والحيطة وعدم مخالطة المرض, فيجب علينا في تلك الآونة أخذ الحذر والحيطة من تلك الأوبئة، عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَا عَدْوَى, وَلَا طِيَرَةَ, وَلَا هَامَةَ, وَلَا صَفَرَ، وَفِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنْ الْأَسَدِ"(أخرجه البخاري)؛ والْجُذام: عِلَّةٌ تتآكل منها الأعضاءُ وتتساقط, وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ"(رواه مسلم).

 

رابعا: الحث على نظافة البيئة: ومن الأسباب الواقية للإنسان من الأمراض النظافة, التي هي عنوان الإيمان, عن أبي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَجْرِي، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ"(متفق عليه), وعن ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "اتَّقُوا الْمَلاَعِنَ الثَّلاَثَ", قِيلَ: مَا الْمَلاَعِنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟, قَالَ: "أَنْ يَقْعُدَ أَحَدُكُمْ في ظِلٍّ يُسْتَظَلُّ فِيهِ, أَوْ في طَرِيقٍ, أَوْ في نَقْعِ مَاءٍ"(أخرجه أحمد).

 

وحثنا على نظافة الطرقات؛ حتى لا تكون موطنا للحشرات والمكروبات والجراثيم, عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي، حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا، الأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا، النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لاَ تُدْفَنُ"(رواه مسلم)

 

خامسا: اجتناب الخبائث الضارة بالعقل أو البدن: ومن أسباب الحماية والوقاية من الأمراض اجتناب الأطعمة والأشربة التي تضر بالصحة؛ فقال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)[الأعراف: 157].

 

قد حرم ربنا -جل وعلا- أكل الخنزير تحريما قطعيا، قال -تعالى-: (قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ)[الأنعام: 145], ومن رحمة الله -تعالى- بنا، وتيسيره علينا، أنه أباح لنا أكل الطيبات، ولم يحرم علينا إلا الخبائث، قال -تعالى-: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)[الأعراف: 157].

 

سادسا: عدمُ الشُّربِ من فَمِ الزجاجة؛ فإنه سبب من أسباب انتشار الأمراض, وانتقال الفيروسات من شخص إلى أخر, قال أبو هريرة: "نَهَى رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ القِرْبَةِ أوِ السِّقَاءِ"(أخرجه البُخاري), وعن عائشةَ -رضيَ اللهُ عنها-: "أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ؛ لأنَّ ذلكَ يُنْتِنُهُ"(أخرجه الحاكم), يقول الدكتور محمد نصر الدين -أستاذ التغذية بجامعة القاهرة- يقول: "ليس من الصحيح طبيا أو دينيا الشرب من فم الزجاجة مباشرة؛ لأن ذلك يصاحبه انتقال الأمراض من فرد لآخر, كما أنها عادة مكروهة في الإسلام, ومن الممكن أن يكون أحد الأفراد مصابا بمرض في شفتيه أو أسنانه".

 

سابعا: التداوي وطلب العلاج من الأمراض والأوبئة, ومراجعة المستشفيات والمراكز الطبية والصحية؛ لتشخيص المرض والاستعانة بالعلاج والأدوية التي يوصي بها ويصفها الأطباء للمريض؛ لما روى جابر -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: "لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ؛ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-"(رواه مسلم), وفي حديث أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ -رضي الله عنه- قال: قَالَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- "تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ؛ الْهَرَمُ"(رواه أبو داود(.

 

ثامنا: المواظبة على حصون الأمان من الأذكار التي أرشدنا إليها النبي المختار -صلى الله عليه وسلم-, ومن ذلك قولُ: "أعُوذُ بكلِمَاتِ اللهِ التامَّاتِ مِنْ شَرِّ ما خلَقَ"، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قالَ حينَ يُمْسِي ثلاثَ مَرَّاتٍ: أعُوذُ بكلِمَاتِ اللهِ التامَّاتِ مِنْ شَرِّ ما خلَقَ؛ لَمْ يَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ الليلَةَ", قالَ سُهَيْلٌ: فكانَ أَهْلُنَا تَعَلَّمُوهَا فكانُوا يقُولُونَها كُلَّ ليلَةٍ، فَلُدِغَتْ جارِيَةٌ مِنهُمْ فلَمْ تَجِدْ لَهَا وَجَعَاً"(أخرجه ابن ماجه والترمذي).

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ، قَالَ: "أَمَا لَوْ قُلْتَ، حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ؛ لَمْ تَضُرَّكَ"(رواه مسلم).

 

نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إِلَّا اللهُ رَبُّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَقَيَّومُ السَّمَاوَات وَالأَرَضِين، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى الْمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ, صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين، وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّين.

 

تاسعا: المواظبة على ذكر التأمين الشامل ضد الأخطار والأضرار قول: "بسْمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شيْءٌ في الأَرْضِ ولا في السَّمَاءِ وهُوَ السميعُ العلِيمُ"، ثلاثَ مَرَّاتٍ، قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِنْ عبدٍ يَقُولُ في صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ، ومَسَاءِ كُلِّ ليلَةٍ: بسْمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شيْءٌ في الأَرْضِ ولا في السَّمَاءِ, وهُوَ السميعُ العلِيمُ، ثلاثَ مَرَّاتٍ؛ فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ"، وكانَ أَبَانُ -أي: الراوي- قدْ أَصَابَهُ طَرَفُ فَالِجٍ، فجَعَلَ الرَّجُلُ يَنظُرُ إليهِ، فقالَ لهُ أَبَانُ: "ما تنظُرُ؟! أَمَا إنَّ الحديثَ كَمَا حَدَّثتُكَ، ولكنِّي لَمْ أَقُلْهُ يومئِذٍ؛ لِيُمْضيَ اللهُ علَيَّ قَدَرَهُ"(رواه الترمذي وصحَّحهُ ابنُ القيِّم)، وفي روايةٍ: "مَنْ قالَ حينَ يُصْبحُ: بسْمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ معَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرضِ ولا في السَّمَاءِ، وهُوَ السَّميعُ العليمُ، ثلاثَ مَرَّاتٍ؛ لَمْ تَفْجَأْهُ فاجئَةُ بَلاءٍ حتَّى يُمْسيَ، وإنْ قَالَهَا حينَ يُمْسي لَمْ تَفْجَأْهُ فاجئةُ بلاءٍ حتَّى يُصْبحَ"(أخرجه أبو داود)؛ قال الشوكانيُّ: "وفي الحديثِ دليلٌ على أن هذهِ الكَلِمَاتِ تدْفَعُ عنْ قائلها كُلَّ ضُرٍّ كائناً ما كانَ، وأنه لا يُصَابُ بشيْءٍ في ليلَهِ ولا في نَهَارهِ إذا قالَهَا في اللَّيْلِ والنَّهَارِ", قال البهلولُ بنُ راشدٍ ت183 -رحمهُ اللهُ-: "أقمتُ ثلاثينَ سنةً أقولُ إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ: بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مَعَ اسمهِ شيءٌ في الأرضِ وهو السميعُ العليمُ، فأُنسيتُها يومي مع العكي؛ فابتليتُ"، ابتُليَ -رَحِمَهُ اللهُ- بسجن وضرب الأمير العكي له.

 

عاشرا: الدُّعاء بما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم-، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ"(مسند أحمد).

 

أصاب النّاس قحط على عهد داود-عليه السّلام-فاختاروا ثلاثة من علمائهم, فخرجوا حتّى يستسقوا بهم، فقال أحدهم: "اللهمّ إنّك أنزلت في توراتك أن نعفو عمّن ظلمنا، اللهمّ إنّا ظلمنا أنفسنا فاعف عنّا"، وقال الثّاني: "اللهمّ إنّك أنزلت في توراتك أن نعتق أرقّاءنا، اللهمّ إنّا أرقّاؤك فأعتقنا"، وقال الثّالث: "اللهمّ إنّك أنزلت في توراتك أن لا نردّ المساكين إذا وقفوا بأبوابنا، اللهمّ إنّا مساكينك، وقفنا ببابك فلا تردّ دعاءنا، فسقوا.(الأذكار النووية).

 

هذا الفيروس جندي من جنود الله؛ جاء ليأخذ بالنواصي والأقدام إلى رب الأنام, ليس لها من دون الله كاشفة, توبة إلى الله صادقة, ودعوة إلى الله خالصة, وسجدة بين يديه بافتقار ترفع عنا الأضرار؛ (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا)[الأنعام: 43].

 

أيتها البشرية الخائفة الواجفة: عودي إلى الله, ارفعي الظلم, أقيمي العدل, ارحمي الأبرياء؛ فليس لها من دون الله كاشفة.

 

من الذي يملك مقاليد كل شيء؟! من الذي أوجد الفيروس؟! من بيده رفع البلاء؟! المفتاح بيد الفتاح, والدواء بيد رب الأرض والسماء!, من منا لا يريد الفلاح والنجاح، والفوز بالجنة، والنجاة من النار؟!، إن الإنسان إذا عرف سبيل الفلاح بذل كل شيء في سبيل تحصيله، نعم كل شيء, قال -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور من الآية:31].