البحث

عبارات مقترحة:

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...

الغفار

كلمة (غفّار) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (غَفَرَ يغْفِرُ)،...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

تعبدي لله بهذا

العربية

المؤلف عبد الملك القاسم
القسم كتب وأبحاث
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الفضائل
تعبدي لله بهذا: فإن الله - عز وجل - أمرنا بعبادته وطاعته، حتى ننال الأجر والمثوبة، ندرأ عن أنفسنا العذاب والعقاب. وهذه الرسالة تُقدِّم للأخت المسلمة بعضًا من الأمور التي تحرص على أن تتعبد الله - عز وجل - بها في كل حين.

التفاصيل

تعبدي لله بهذا المقدمة تعبدي لله  تعبدي لله بهذاعبد الملك القاسم المقدمةالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد : فإن الله – عز وجل – أمرنا بعبادته وطاعته، حتى ننال الأجر والمثوبة، ندرأ عن أنفسنا العذاب والعقاب. والمسلم مأمور بعبادة الله وطاعته واستصحاب النية حتى في المباحات، لتتحول إلى قربة يحبها الله – عز وجل -: ]قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[ [الإنعام:162] ووقت العبادة لا انقطاع له ولا أمد إلا مع آخر أنفاس الدنيا، ودخول الإنسان إلى الدار الآخرة ]وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ[ [الحجر:99]. ومع إطلالة كل يوم وإشراقة كل شمس، وامتثالا لقول الله –تعالى- ]وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ[ [الذاريات:55] أقدم للأخت المسلمة بعضا من الأمور التي تحرص على أن تتعبد الله – عز وجل – بها في كل حين، جعلنا الله وإياها ممن يستعمله في طاعته، ورزقنا الإخلاص في القول والعمل، وغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.  تعبدي لله أختي المسلمة: يحتاج المرء إلى أن يذكر بين الحين والآخر، والذكرى تقع موقعها إذا أقبل المرء بقلبه ]وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ[ [الذاريات:55]. وهذه بعض الأمور التي أحببت تذكيرك بها وإلا فهناك الكثير غيرها: 1- ألبسي أعمالك حُلَّة من الإخلاص، فإن الله – عز وجل –لا يقبل عملاً فيه شرك معه، قال تعالى : ]وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ[[البينة:5] وقال تعالى: ]وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ[[النساء:125] قال ابن كثير – رحمه الله - : أي أخلص العمل لربه – عز وجل – فعمل إيمانا واحتسابا. [1/560]. وعن أبي هريرة مرفوعا قال الله تعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه»[رواه مسلم]. قال ابن القيم  - رحمه الله - : «فالسجود، والعبادة، والتوكل، والتكبير، والتسبيح، والتهليل، والتحميد الاستغفار وحلق الرأس خضوعاً وتبعداً، والطواف بالبيت، والدعاء، كل ذلك محض حق الله ولا ينبغي لسواه من ملك ولا نبي مرسل»[الجواب الكافي ص180] ولا تنسى الدعاء المأثور عن النبي ﷺ‬ : «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم»[رواه احمد]. والتوحيد سبب لحصول الأمن في الدنيا والآخرة قال تعالى: ]الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ[[الأنعام:82]. 2- تعبدي لله – عز وجل – بالصلاة في وقتها واحذري أن تقعي فيما وقع فيه أقوام ذمَّ الله – عز وجل – حالهم وتوعدهم : ]فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ[[الماعون:4-5] والسهو: هو تركها حتى يخرج وقتها. واحرصي على الاهتمام بأدائها على الوجه الأكمل، قال ﷺ‬ «إن الرجل لينصرف ما كتب له إلا عُشر صلاته وتُسعها، ثُمنها، سُدسها، خُمسها، ربُعها، ثُلثها، نصفها»[رواه أبو داود]. وقال عمر بن الخطاب t وهو على المنبر : إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل لله – تعالى – صلاة، قيل : وكيف لك ؟ قال : لا يتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله  – عز وجل – فيها. 3- تعبدي لله بالجلوس في المنزل، وعدم الذهاب للأسواق ففي هذا القعود تكسب المرأة المسلمة أمورا كثيرة منها: أولا: البعد عن الأسواق، وهي أماكن ذمها النبي ﷺ‬، وفي البقاء في المنزل بُعد عن مواطن الفتن.ثانيا: المحافظة على الوقت، الذي تصرفه في طاعة الله والتقرب إليه. ثالثا: إنجاز أعمال المنزل بيسر دون ضغط نفسي. رابعا: راحة البال وصفاء الذهن. خامسا: البعد عن الإسراف والتبذير. وهناك فوائد أخرى لا تخفي على الأخت المسلمة.قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - : «ما تقربت امرأة إلى الله بأعظم من قعودها في بيتها». وقالت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - «إن خيرا للمرأة ألا ترى الرجال ولا يروها». والموفقة من النساء توصي من تثق به لشراء ما تريد، أو تجعل لها وقتا كل ثلاثة أشهر تذهب فيه مع محرمها للسوق وتشتري ما تريد مرة واحدة. وهناك نساء كثر يفعلن مثل هذا، وما نقص من جمالهن وبهائهن شيء، بل هن قريرات العين. 4- تعبدي لله – عز وجل – بالدعوة إليه في هذا الزمن فإن النفوس متشوقة لسماع الخير، والقلوب متفتحة لسماع النصيحة، والتجارب في هذا كثيرة جداً، والدعوة إلى الله – عز وجل – من أجل الطاعات وأعظم القربات. قال ابن القيم – رحمه الله - : «فالدعوة إلى الله أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها وفيها الرفعة في الدنيا والآخرة»كما قال – رحمه الله - : «إن أفضل منازل الخلق عند الله منزلة الرسالة والنبوة فالله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس». والدعوة إلى الله من أبواب الصدقة، كما قال تعالى: ]الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ[[البقرة:3] قال الحسن: «من أعظم النفقة نفقة العلم»وفي الدعوة من الأجور ما الله به عليم. وفيها جاء رجاء صلاح الذرية، وسعة البال، وانشراح الصدر، فكوني من الدعاة بحسب الطاقة والجهد. 5- تعبدي لله – عز وجل – بإخراج جيل صالح عبر تربية الأبناء، والمحافظة عليهم، وتعليمهم السنن والآداب : فإن هذا الأمر الواجب يكون من السهل حفظه وتعلُّمه في هذا السن، واعلمي أن لك أجر الدعوة إلى الخير وتعليم الصغار ذلك حيث قال ﷺ‬ : «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» قال النووي: «دل بالقول واللسان والإشارة والكتابة». ونحن نطمح في أن تخرجي لك وللأمة رجالاً صالحين مصلحين. وما ذلك على الله بعزيز. 6- تقربي إلى المولى – جل شأنه – بحب ما يحب من الخير، وبغض ما يبغض من المنكر، وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذا أمر عظيم، وهو سبب لإجابة الدعاء ورفع البلاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية  -رحمه الله- : «ومن لم يكن في قلبه بغض ما يبغض الله ورسوله من المنكر الذي حرمه من الكفر والفسوق والعصيان، لم يكن في قلبه الإيمان الذي أوجبه الله عليه، فإن لم يكن مبغضا لشيء من لمحرمات أصلا لم يكن منه إيمان أصلاً». 7- طرزي حياتك بجميل الخصال، وتقربي إلى الله – عز وجل – بالجلوس مع زوجك وأبنائك، فإن في الجلوس معهم أنسا بك وتعليما لهم وحفظهم من الشرور وإشباعا لحاجاتهم النفسية والعاطفية، وليكن بينكم مودة ورحمة ولقاء إيماني يُقرأ فيه كتاب الله – عز وجل – وتُغرس فيه الفضائل. 8- حصني نفسك بقراءة باب من أبواب التوحيد: الذي ضيعه كثير من الناس في هذا الزمن، وانظري في نواقض الإسلام، وكيف وقعت لدى البعض، وتأملي في حال ضعف التوكل، وإتيان السحرة والكهان، وتعليق التمائم وغيرها كثير. ومن أسهل وأيسر الكتب للمبتدئ حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن قاسم – رحمه الله – وبإمكانك قراءة باب من أبواب التوحيد كل يوم، لتكتمل قراءة الكتاب في شهور قليلة، ولو قرأت باباً واحدا فقط من أبواب الكتاب لعرفت فائدته العظيم. 9- سابقي لإكرام الضيف، فهذا من سنن الأنبياء، وقد عده الرسول ﷺ‬ من الإيمان فقال عليه الصلاة والسلام :  «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفه»[رواه مسلم]. واحرصي على أن لا يأكل طعامك إلا صاحب طاعة وعبادة، امتثالا لأمر الرسول ﷺ‬ : «لا يأكل طعامك إلا تقي»[رواه أحمد] وفي موسم رمضان المبارك سابقي لإطعام الطعام وتفطير الصوام: وهذا فيه أجر عظيم، لقول النبي ﷺ‬ «من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء »[رواه أحمد]. قال الشافعي – رحمه الله - : «أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان، اقتداء برسول الله ﷺ‬  ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم بالعبادة عن مكاسبهم». 10- تقربي إلى الملك الكريم بالاهتمام بأمر الجيران، وتفقد أحوالهم، وإرسال الطعام لهم حتى وإن كانوا أغنياء. سأل رجل النبي ﷺ‬ : أي الإسلام خير؟ قال لله : «تُطعم الطعام وتُقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»[رواه البخاري]. واحرصي على القليل والكثير، ولا تحقري من المعروف شيئاً، « فقد استطعم مسكين عائشة – رضي الله عنها – وبين يديها عنب فقالت لإنسان: خذ حبة فأعطه إياها، فجعل ينظر إليها ويتعجب، فقالت عائشة – رضي الله عنها – أتعجب؟ كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة؟»[الموطأ 2/997]. 11- اقتني كتب السيرة، واقرئيها أنت ومن معك في البيت خاصة سيرة النبي ﷺ‬ وأصحابه الكرام. قال علي بن الحسين –رضي الله عنهما- «كانوا يعلموننا المغازي والسير كما يعلموننا السورة من القرآن». ومن أفضل كتب السير: كتاب مختصر السيرة للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، وفي سيرة الصحابة كتاب «صور من حياة الصحابة» وكتاب «صور من حياة التابعين»وغيرها. وستجدين بعد برهة تعلق الجميع ومحبتهم للسلف الصالح بدلا من غيرهم من رعاع الناس. 12- احرصي على كتابة وصيتك خاصة إذا كان عليك حقوق، قال ﷺ‬ : «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه، يبيت ليليتين إلا ووصيته مكتوبة عنده»[رواه البخاري]. قال الشافعي –رحمه الله- :«ومن مات وقد أوصى مات على سبيل وسنة»[رواه ابن ماجه]. وقال أبو بكر المزني: «إن استطاع أحدكم أن لا يبيت إلا وعهده عند رأسه مكتوب فليفعل، فإنه لا يدري لعله أن يبيت في أهل الدنيا ويصبح في أهل الآخرة».13- احملي همَّ هذا الدين، ولا تكن أمور الدنيا من ملبس، ومأكل، ومشرب، هي الهم الأكبر لديك، فما هذا ديدن نساء المؤمنين وبناتهم ! وفي هذا الزمن اجتهد الأعداء وأجلبوا بخيلهم ورجلهم نحو إغراق المسلمة في البحث عن الأزياء، والأحذية، والألوان، والألعاب، حتى تركت الأمر الأهم، وهذه بغيتهم. 14- استشعري نعم الله عليك في كل شيء ]وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ[[النحل:53] وأعظم النعم وأتمها وأكملها نعمة الإسلام، فاسعي إلى التمسك به وشكر المنعم على نعمه وسؤاله الثبات عليه حتى تلقي الله – عز وجل -. 15- صاحبة الهمة تستبدل مكالمات الهاتف والأحاديث الفارغة، وتحولها إلى أحاديث فيها الدلالة على الخير وإشاعته، فإن الكثيرات تحرك هممهن وتشتاق أرواحهن للجنة إذا سمعن الخير، ورأين من يعملن وهن قاعدات. وتجنبي رضي الناس في سخط الله – عز وجل – قال الشافعي : «ورضى الناس غاية لا تدرك، فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه، ودع ما سواه، فلا تعانه، فإرضاء الخلق لا مقدور ولا مأمور، وإرضاء الخالق مقدور ومأمور» [الطحاوية]. 16- سابقي إلى الدرجات العلا بزيادة ساعة عمل للآخرة، ولتكن من ساعات نومك مثلا فإذا كنت تنامين ثماني ساعات فاجعلي نومك سبع ساعات واصرفي هذه الساعة في طاعة الله – عز وجل – فيذهب النوم، ويبقى الأجر – بأذن الله تعالى-. 15- تعبدي لله – عز وجل – بحمل هم هذا الدين في كل وقت ومكان، إن ذهبت للمستوصف فكري كيف تخدمين الإسلام وتدعين إلى الله بحمل كتب وأشرطة لتوزيعها، وإن ذهبت إلى مكان عام ليكن لك أثر فيه. ولقد رأيت أناسا أسلموا حديثاً، وجل حديثهم عن الإسلام، ومن أسلم، وكيف نرسل الكتب ؟ وكيف نصل إلى فلان؟...إلخ. قال ابن القيم –رحمه الله- : «إذا أحب الله عبداً اصطنعه لنفسه، واجتباه لمحبته، واستخصه لعبادته، فشغل همه به ولسانه بذكره وجوارحه بخدمته». 18- لحديث النبي ﷺ‬ «تهادوا تحابوا»أثر في إزالة الشحناء، ونبذ البغضاء، ورفع درجة المحبة. فتعبدي لله – عز وجل – بامتثال أمر الرسول ﷺ‬ وبإدخال السرور على أخواتك المسلمات. ولتكن هديتك ذات فائدة. 19- تعبدي لله – عز وجل – بالأذكار المشروعة التي وردت عن النبي ﷺ‬ واحفظيها، وردديها كما وردت بدون زيادة أو نقصان، بل واقتني من مطويات الأذكار، وانشري سنة الرسول ﷺ‬ التي هي أرخص قيمة مادية مما تصورين! 20- تعبدي لله – عز وجل – بتذكر الجنة ونعيمها والنار وأغلالها وزفيرها، واسألي الله  – عز وجل – أن يُحسن خاتمتك في الأعمال كلها، وفي خروجك من الدنيا. واقبلي على الله – عز وجل - : «فإن في القلب شعثا لا يُلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه ثلاث حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداً »من كلام ابن القيم –رحمه الله. 21- تعبدي إلى الله – عز وجل – بسلامة صدرك من الغل والحسد والحقد، فقد سئل النبي ﷺ‬ أي الناس أفضل. قال : «كل مخموم القلب، صدوق اللسان»قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد»[رواه ابن ماجه]. 22- تعبدي لله – عز وجل – بإصلاح ذات البين ممن حولك فإن الشيطان يسعى إلى إيقاع العداوة والبغضاء وسوء الظن وقد قال ﷺ‬ «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: بلى. قال: «إصلاح ذات البين»[رواه أبو داود]. فاسعي إلى تنقية الأجواء، وبث حديث المحبة بين الطرفين. 23- تعبدي لله – عز وجل – بالسعي في حوائج المسلمات وتفريج كربهم فإن النبي ﷺ‬ يقول «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة»[متفق عليه] وأصحاب الحوائج كثر في هذا الأيام واحمدي الله – عز وجل – أنك تُعطين ولا تأخذين. 24- لا يكن هناك حائل بينك وبين فعل الخير، فاجعلي لك سهماً في كل أبواب البر والصلة، فأنت لا تعلمين أرجي أعمالك عند الله – عز وجل – ولا تحقري من المعروف شيئا. وفي هذه الأيام ولله الحمد انتشرت حلق تحفيظ القرآن في المساجد، وكذلك دور التحفيظ النسائية، فبادري إلى الدلالة عليها، ودعمها ماديا ومعنويا فإن في ذلك أجرا عظيماً. قال ابن تيمية –رحمه الله - : «وإن إعانة المسلمين بأنفسهم وأموالهم على تعلم القرآن وقراءته وتعليمه من أفضل الأعمال»[الفتاوى 24/216]. قال ابن القيم –رحمه الله - «فإن من بخل بماله أن ينفقه في سبيل الله وإعلاء كلمته سلبه الله إياه، أو قيض له إنفاقه فيما لا ينفعه دنيا ولا أخرى، وإن حبسه وادخره منعه التمتع به، ونقله إلى غيره فيكون له مهنئوه، وعلى مُخلفة وزره، وكذلك من رفه بدنه وعرضه وآثر راحته على التعب وفي سبيله أتعبه الله – سبحانه وتعالى- أضعاف ذلك في غير سبيله ومرضاته». 25- تعبدي لله – عز وجل – بكتم الغيظ والعفو عن المسئ فإن الله – عز وجل – جعل لذلك مراتب عالية رفيعة، قال تعالى : ]وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[[آل عمران:134] فاكتمي غيظك، واعفي عمن ظلمك، بل وأحسني إليهم، لتنالي المراتب العلا. قال ابن القيم –رحمه الله- : «الدرجة الثانية: أن تقرب من يقصيك، وتكرم من يؤذيك، وتعتذر إلى من يجني عليك، سماحة لا كظماً، ومودة لا مصابرة.. إلى أن قال: ومن أراد فهم هذه الدرجة كما ينبغي فلينظر إلى سيرة الرسول ﷺ‬ مع الناس يجدها هذه بعينها، ولم يكن كمال هذه الدرجة لأحد سواه، ثم للورثة منها بحسب سهامهم من التركة»[المستدرك على مجموع الفتاوي 1/121]. 26- أقبلي واحرصي على كثرة الصدقة: انظري في ملبسك وحُليك تجدي الكثير مرَّ عليه سنوات أو شهور دون أن يُلبس. فلعل الله أن يستر به مسلمة وأن يدخل السرور على قلب أختك الفقيرة المسكينة. وأذكر أن امرأة دعيت لحفل زفاف ابنة زميلة لها وكانت أحوالهم مستورة. فأرسلت لهم ظهر ذلك اليوم ثياباً قد استعملت وعقدا لا تزيد قيمته عن المائتين ريال. وفوجئت عند المساء وفي حفل الزواج أن العروس تلبس كل ما أرسلت لها، وما ذاك إلا من الحاجة والفقر. فيا ترى كم من سرور أدخلته على العروس وأهلها. وتخيري طيب مالك، فإن الله – عز وجل –يقول: ]لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ[[آل عمران:92]. 27- تعبدي لله – عز وجل – بقراءة كتابه وحفظ سورة أو أكثر كل شهر، وإن كنت من أصحاب الهمم فاجعلي لك جدولا لحفظ أجزاء من كتاب الله – عز وجل – فإن الأجر عظيم قال ﷺ‬ «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنه، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف»[رواه الترمذي] وقد ذكر لي أن امرأة متزوجة ولديها أطفال، وتقرأ في شهر رمضان فيما بين العشاءين ثلاثة أجزاء كل يوم. وقد كان السلف يختمون في سبعة أيام، فإذا جاء رمضان ختموا كل ثلاثة وبعضهم أقل. وهناك دورات تقام في مدارس تحفيظ القرآن المسائية يحفظ فيها القرآن الكريم كاملا في دورة مدتها ثمانية أشهر فقط! فأين أنت من هذا الخير العظيم؟!. 28- عطري سمعك بسماع إذاعة القرآن الكريم، فإن فيها خيرا كثيراً عظيماً، وهي دوحة خضراء مورقة , وليكن في مطبخك مذياع، لتسمعي الدروس والمواعظ وآيات الله البينات، وإن كنت حافظة فراجعي حفظك معهم، ودُلي من حولك على هذه الإذاعة العظيمة. 29- ارفعي صوتك إلى عنان السماء بالدعاء لك، ولزوجك، ووالديك، وذريتك، والمسلمين أجمعين، واقتدي بالأنبياء والصالحين فقد كانوا يدعون لأنفسهم، ومن حولهم : «ربنا هب لنا من لدنك رحمة» ]رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ[[إبراهيم :41] ]رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ[[الفرقان:74] وغيرها كثير، فلعل الله أن يستجيب لدعوتك، فإن الله جواد كريم. 30- احتفي بإظهار الحرص على مواطن الخير، كيوم عرفة، ويوم عاشوراء، واحرصي على موافقة ليلة القدر : فإن ذلك دلالة على محبة الخير والحرص عليه، واستشعري عظم الأجر والمثوبة في هذه الليلة العظيمة قال ﷺ‬ : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري]. قال ابن القيم رحمه الله - «أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى به، وأنفع لها في معادها». 31- اجعلي لك ريالات تجمعينها، لتكون في وقف يدر عليك الحسنات في الدنيا وبعد الممات، والوقف أجر دائم. وقد شرع الله – عز وجل – الوقف، وندب له فقد قال ﷺ‬ : «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علما نشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورَّثه، ومسجداً بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته» [رواه ابن ماجه].قال جابر –رضي الله عنه – فما أعلم أحدا كان له مال من المهاجرين والأنصار إلا حبس مالاً من ماله صدقة مؤبدة لا تشتري أبداً، ولا توهب، ولا تورث. 32- اسعي إلى أن تلحقي بركب الكرام، واجعلي لك خبيئة من عمل لا يعلمها أحد من الناس حتى زوجك، واكتمي حسناتك كما تخفين سيئاتك. قال محمد بن واسع : «إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم به»فإن الإخلاص في العمل يرفع القدر ويعلي المنزلة. قال ابن تيمية –رحمه الله- :«إذا كان العبد مخلصا له اجتباه ربه، فيحيي قلبه واجتذبه إليه، فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء» [مجموع الفتاوي [10/216] قال سهل بن عبد الله : «ليس على النفس أشق من الإخلاص، لأنه ليس لها فيه نصيب». ولهذا كان الأجر عظيما لمن صدق التوجه لربه. قال ابن تيمية في هذا الشأن  «والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه عبوديته، فيغفر الله به الكبائر كما في حديث الطاقة، فهذه حال من قالها بإخلاص وصدق». 33- جملي مجلسك بالسرور والفرح بالعبادة والتذكير بحال السلف في ذلك، فإن كان الوقت شهر رمضان المبارك فاذكري لهم حال السلف.. فقد كانوا يدعون الله – عز وجل – أن يبلغهم رمضان، فإذا أقبل رمضان جدوا واجتهدوا حتى إذا أزف على الرحيل ودعوه بالدموع محبة لما هم فيه من الصيام والقيام، ولما يرجونه من الله – عز وجل – في ذلك، وقد رأيت كبار السن يبكون إذا أعلن عن انتهاء الشهر، فهذا حبيب مفارق لا يعلمون هل يرون هلاله مرة أخرى أم لا! 34- تعبدي لله – عز وجل – بأداء فريضة الحج التي هي ركن من أركان الإسلام، ولا تسوفي ولا تأخري، فإن الإنسان لا يعلم ما في الغيب قال النبي ﷺ‬ : «تعجلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له»[رواه أحمد] واحرصي على المداومة على العمرة بين الحين والآخر إذا تيسر لك، ذلك وخاصة في شهر رمضان فقد ورد فيها قول النبي ﷺ‬ «فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة» أو قال: «حجة معي»[رواه البخاري] والتزمي بالستر والحجاب التام، وابتعدي عن مضايقة الرجال، وأحسني إلى نفسك حتى ترجعي مأجورة لا مأزورة. 35- الزمي الرفق بالخادمة ومن هم تحت يدك، فإن الله – عز وجل – أمر بالرفق في كل شيء قال لله عنهم : «ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم»[رواه البخاري]. واحرصي على تعليمها أمور دينها حتى تعود إلى بلادها داعية فيكون لك أجر الدلالة على الخير قال الرسول ﷺ‬ : «ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله»[رواه مسم]. 36- طيبي لسانك بالكلم الجميل: فإنها قربة إلى الله – عز وجل – وفي ذلك تربية للنفس على الصبر وضبطها، واحتسبي الكلمة الطيبة صدقة من الصدقات التي تقومين بها قال ﷺ‬ : «والكلمة الطيبة صدقة» «وتبسمك في وجه أخيك صدقة». 37- انفقي من مالك لنشر الدعوة إلى الله – عز وجل –وانظري في حال أبي بكر – رضي الله عنه – وقد أنفق ماله كله في سبيل الله، وتأملي في حال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- وقد أنفق نصف ماله في سبيل الله! ثم انظري ماذا أعد الله – عز وجل – لك حين تنفقين ريالا واحدا لطبع كتاب أو شريط ثم يصل إلى أقصى الأرض، ويقع أثره على تلك الأرض التي حط بها.. فتقام الصلاة بعد هجرها، ويصحح التوحيد بعد تفلته، ويعبد الله حق عبادته! كم لك من الأجور! يأتي يوم القيامة أناس بحسنات، وتأتين يوم القيامة – بإذن الله- بأقوام كنت السبب في هدايتهم إلى الطريق الصحيح فإن أقاموا الصلاة فلك مثل أجورهم، وإن صاموا وإن تصدقوا وإن ذكروا الله.. وهكذا وفضل الله واسع يؤتيه من يشاء! وأعرف رجلا فلبينيا أسلم حديثاً، ووهب نفسه للدعوة حتى أسلم على يديه أربعة آلاف شخص حسب الإحصاءات الرسمية! وكم من معلمة هدى الله – عز وجل – على يديها من الطالبات وهؤلاء الطالبات تخرجن وأصبحن داعيات في مدارسهن.. والسلسلة طويلة إلى يوم القيامة. قال عوف بن عبد الله : «إن من كان قبلكم كانوا يجعلون للدنيا ما فضل على آخرتهم، وإنكم اليوم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم»[تذكرة الحفاظ 1/299]. 38- إن كنت متزوجة فعليك بحسن التبعل لزوجك من حسن الخلق، وطيب العشرة، وتفقد أحواله، ودلالته على الخير، وتجنبي إغضابه، واصبري على ما تلاقينه من صعوبات، وأطيعيه في غير معصية فقد بشرك النبي ﷺ‬ بقوله : «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة» [رواه الترمذي]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج» [الفتاوى 32/260]. وانظري أين أنت منه؟ «فإنما هو جنتك ونارك»وإن أصابك أمر من الزوج أو معاشرته فاعلمي أن ذلك من الابتلاء لتكفير السيئات ورفع الدرجات، وهي لابد منها في هذه الدنيا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية «العوارض والمحن كالحر والبرد، فإذا علم العبد أنه لابد منها لم يغضب لورودهما ولم يغتم لذلك، ولم يحزن»[المستدرك على الفتاوى 1/145]. 39- من أعظم القربات المنسية البر بالوالدين أحياء أو أمواتا، فإن كانوا أحياء فزيارتهم وإظهار سعادتك وسرورك حتى تطمئن أنفسهم، وبالغي في إكرامهم وخاصة عند الكبر، ولا تنسي إهداءهم الهدايا الطيبة وتفقد أحوالهم، وإن كانوا أمواتا فبالترحم عليهم والدعاء لهم والصدقة عنهم، فإن هذا من البر بهم. سأل رجل من الأنصار النبي ﷺ‬ فقال: يا رسول الله، هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به ؟ قال: «نعم خصال أربع: الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحمة التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهذا الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما»[رواه أحمد]. 40- تعبدي لله – عز وجل –بالترديد مع المؤذن : فإن البعض من الأخوات تتساهل في هذا الأمر، وهو يتكرر خمس مرات في اليوم، وقد ورد فيه فضل كبير، ومن السنة الترديد مع المؤذن ثم الدعاء : «اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمد الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد»لتحصل لك شفاعة النبي ﷺ‬. 41- ما أحببت مكانا إلا طال مكوثك فيه... اسعدي بالجلوس في مصلاك حتى تطلع الشمس : فإن الوقت قصير جداً وفيه أجر عظيم قال ﷺ‬: «من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة» قال ﷺ‬ «تامة تامة»[رواه الترمذي]. 42- تعبدي لله بإعانة زوجك وأبنائك على أعمال الخير ومن ذلك مثلا الاعتكاف : فلك في هذا أجر الدلالة على الخير، والاعتكاف سنة، قالت عائشة –رضي الله عنها- إن النبي ﷺ‬ كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله – عز وجل – ثم اعتكف أزواجه من بعده [رواه البخاري] قال الإمام الزهري : عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي ﷺ‬ ما تركه منذ قدم المدنية حتى قبضه الله – عز وجل -. وليكن شعارك دفعهم إلى أعمال العبادة والخير، لتنالي الأجر والمثوبة. 43- الحال في غفلة ولابد من محاسبة النفس ومراجعة أعمالها طوال عام مضى، قال ابن القيم : «إذا خلا القلب من ملاحظة الجنة والنار، ورجاء هذه والهرب من هذه فترت عزائمه، وضعفت همته، ووهي باعثه، وكلما كان أشد طلبا للجنة وعملا لها، كان الباعث له أقوى، والهمة أشد والسعي أتم». 44- تعبدي لله – عز وجل –بالبعد عن الحرام، واحذري أموال الربا، والغش، والخداع، والسرقة، وغيرها، قال إبراهيم بن أدهم : «ما أدرك من أدرك إلا من كان يعقل ما يدخل جوفه».وكانت الزوجة الصالحة من السلف تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله : «اتق الله، وإياك والكسب الحرام، فإنا نصبر على الجوع والضر، ولا نصبر على النار». ولا تكن الدنيا أكبر همك، فإنها إلى زوال، طال الأمد أم قصر! 40- تعبدي لله – عز وجل – بعدم النظر في الشاشات خاصة ما حرم الله – عز وجل – فقد غزت الأمة هجمة شرسة أضاعت أوقاتهم، وفرقت قلوبهم عن الطاعة وكأني به رجل يضيع أوقات التجار عن البيع والشراء وصرفهم عن أعمالهم، فهل – يا ترى – هذا الرجل محبوب أم مذموم؟ من أوضح الأمثلة على هذا التفريط ما ترك الناس رمضان والاهتمام بالعبادة فيه إلا حينما صرفوا قلوبهم نحو الشاشة.  فتعبدي لله – عز وجل – بتركها وسوف تجدين الأنس والسعادة ما تقر به عينك، فإن الذنوب لها آثار كثيرة. 46- تقربي لله – – عز وجل – بترك فضول الطعام والاستفادة من ذلك الوقت في الطاعة والعبادة، ولا تبالغي في كثرة المأكل والمشرب، فإن الله – عز وجل – ذم الإسراف : ]وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا[[الأعراف:31] قال الشافعي – رحمه الله - : «ما شبعت منذ ست عشرة سنة، لأن الشبع يثقل البدن، ويقسي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة». قال مجاهد: «لو أنفق الإنسان ماله كله في الحق لم يكن مبذراً، ولو أنفق مداً في غير حق كان مبذراً»! 47- أمطري الخير مطراً وليكن لك سهم في تعليم العلم النافع، فلو علمت ابنك سورة الفاتحة فحسب وحفظها، فكم فيها من الحسنات؟ وإذا وجبت عليه الصلاة فكم من مرة يقرؤها في اليوم والليلة؟ ولو أصبح مدركا غداً فكم من طالب سيعلمها إياه ؟ الأجر عظيم ومتواصل، وأنت لا تعلمين نهايته، ومما يسر الخاطر في جانب التعليم قول النبي ﷺ‬ : «وأن العالم ليستغفر له من في السموات والأرض حتى الحيتان في الماء..»[رواه أحمد] وقوله ﷺ‬ : «إن الله وملائكته حتى النملة في حجرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير»[رواه الترمذي]. 48- ادع الله – عز وجل – ألا يجعلك ممن ينشرون ما يغضبه من تشبه بالكفار، أو سماع الأغاني، أو التساهل في الحجاب. فقد يكون المرء من دعاة الضلالة، ويلحقه الوزر في ذلك، كما قال ﷺ‬ : «ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً» [رواه مسلم]. قال الشاطبي –رحمه الله- «طوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه، والويل لمن مات وبقيت ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة». وتأملي في حال امرأة نشرت العباءات الغير محتشمة بين النساء، كيف هو وزرها ووزر من تبعها إلى يوم القيامة؟ كيف هي تلك التي تدعو إلى السفر للخارج وسماع الموسيقى و...؟ 49- الحرص على السنن والرواتب من سمات الصالحين والصالحات: عن أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان – رضي الله عنها – قالت : سمعت رسول الله ﷺ‬ يقول : «ما من عبد مسلم يصلي لله –تعالى- كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بني الله له بيتا في الجنة» [رواه مسلم]. 50- لا يغيب عن بالك تعليم الصغار دعاء الطعام، والنوم، وأذكار الصباح والمساء، وليكن بيتك دوحة إيمانية مثمرة : فكل ما تزرعينه اليوم تجدين ثمرته في الدنيا وحصاده في الآخرة أجراً ومثوبة. وتقربي إلى الله – عز وجل – بتعويذ أبناك كل يوم ورفع الصوت، ليتعلموا ذلك، فقد كان الرسول ﷺ‬ يعوذ الحسن والحسين «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة»[رواه البخاري]. 51- اجعلي لجيرانك نصيبا من الدعوة إلى الله – عز وجل – عبر إرسال الكتاب والشريط الإسلامي، فلعل الله أن يهدي على يديك ضالة أو أن تتعلم سنة فيكون لك مثل أجر فاعلها، كما قال ﷺ‬ ولتكن الدعوة صدقة منك عليهم قال تعالى: ]الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ[[البقرة:3] قال الحسن: «من أعظم النفقة نفقة العلم». 52- اصبري على إيقاظ الزوج والأبناء لقيام الليل وصلاة الفجر وكذلك للسحور في شهر رمضان، فإن فيه بركة، لقول النبي ﷺ‬ : «تسحروا، فإن في السحور بركة» [متفق عليه]. وتعبدي لله – عز وجل –بالاستغفار والدعاء في هذا الوقت العظيم، فأبواب السماء مفتوحة، والرب جواد كريم. 53- تعبدي لله – عز وجل – بصلاة ركعات في جوف الليل الأخير، وإن خشيت عدم الاستيقاظ فأوتري قبل النوم، وقد أوصى النبي ﷺ‬ أبا هريرة كما في الحديث المتفق عليه : «أوصاني خليلي رسول الله ﷺ‬ بثلاث: «صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوت قبل أن أنام» وقيام الليل سنة مؤكدة حافظ عليها الرسول ﷺ‬ في السفر والحضر. وقد قال ﷺ‬ : «أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل» [رواه مسلم] وصلاة التروايح في رمضان أمرها عظيم قال ﷺ‬ : «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» فاحرص على أدائها إن تيسر لك في مسجد من المساجد القريبة دون أن يكون هناك فتنة، وإلا فأديها في عقر دارك. 54- إن كتب الله لك طول العمر، وأدركت شهر رمضان احرصي على الاجتهاد في العشر الأواخر، فإنها نهاية الشهر وختامه وقد قالت عائشة أم المؤمنين عن النبي ﷺ‬ كان رسول الله ﷺ‬ «إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدَّ، وشد المئزر» [رواه البخاري]. 55- تعبدي لله – عز وجل – بترك الذنوب والمعاصي، فإن خطرها عظيم، واجتنبي الغيبة والنميمة، واتركي قراءة المجلات الهابطة ومشاهدة المسلسلات وسماع الموسيقى، وتجنبي ما يغضب الله – عز وجل – ولا تزرعي في صغارك المعاصي فينشأوا عليها، فيكون عليك وزر غرسها في نفوسهم. 56- تعبدي لله – عز وجل – بكثرة الذكر، ففيها الأجر العظيم مع قلة الجهد والتعب قال تعالى: ]فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ[[البقرة:152] وقال تعالى:  ]وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[[الأحزاب:35] وقد مثل النبي ﷺ‬ الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه بقوله ﷺ‬ : «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» [رواه البخاري] وقد سأل رجل النبي ﷺ‬ فقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت على، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال : «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله» [رواه الترمذي]. والآيات والأحاديث في فضل الذكر كثيرة جداً، لا تخفي على المسلمة، ولله الحمد. 57- تعبدي لله – عز وجل – بإدخال السرور على قلوب الصغار بشراء الحلوى وتقديمها لهم بين الحين والآخر، واجعلي العيد الحقيقي هو عيد الإسلام «الفطر والأضحى»لا الأعياد المحدثة. 58- تقربي لله – عز وجل – بلبس اللباس الساتر المحتشم الذي أمر الله – عز وجل – به فهو عبادة، واحذري الانسياق مع الأزياء المخالفة للشريعة التي هي لباس الكافرات، فإن التشبه بهن محرم، ولا تنزلقي مع المنزلقات في لباس العري الذي انتشر في هذا الزمن، واخشي أن تكوني ممن وقع في ذلك فقد حذر النبي ﷺ‬ :«رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» [رواه البخاري]. 59- ابعثي التفاؤل فيمن حولك أن العاقبة للمتقين وأن النصر لهذا الدين لكن تساءلي : ما دورنا ممن يقومون بهذا الدين وينصرونه؟ وليكن لديك مشاريع جاهزة لطرحها مثل كفالة الأيتام، والدعاة، وطبع الكتب، ونشرها، وغير ذلك من أعمال الخير. 60- تذللي بين يدي الله – عز وجل – أن يقبل عملك القليل، وأن يبارك فيه، واحذري العُجْب بما قدمت من أعمال، فإن أصل مرض إبليس قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «وكثيرا ما يقرن الناس بين الرياء والعجب، فالرياء من باب الإشراك بالخالق، والعجب من باب الإشراك بالنفس، وهذا حال المستكبر، فالمرائي لا يحقق قوله: ]إِيَّاكَ نَعْبُدُ[ والمعجب لا يحقق قوله: ]وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[ خرج عن الرياء، ومن حقق قوله ]وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[خرج عن الإعجاب» [الفتاوي:10/277]. وقال ابن القيم –رحمه الله- «لا شيء أفسد للأعمال من العجب ورؤية النفس، ولا شيء أصلح لها من شهود العبد مِنة الله وتوفيقه والاستعانة به والافتقار إليه، وإخلاص العمل له»[ الفوائد ص64]. 61- أرسلي الدمع مدراراً في هجعة الليل وظلمة من خوف الله عز وجل -، وقد أثنى الله – عز وجل – على أهل الخشية فقال –تعالى- : ]يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ[[النور:37]. قال أبو سليمان الداراني : «أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله – عز وجل – وكل قلب ليس فيه خوف هو قلب خرب» وليكن لك ساعة تناجين الله – عز وجل – فيها وتسألينه الجنة، والفردوس الأعلى منها قال الحسن : «ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله إلا حرم الله جسدها على النار، فإن فاضت على خدها لم يرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة، وليس من عمل إلا له وزن وثواب، إلا الدمعة من خشية الله، فإنها تطفئ ما شاء الله من حر النار، ولو أن رجلا بكى من خشية الله في أمة لرجوت أن يرحم الله ببكائه الأمة بأسرها» [الزهد للحسن البصري ص99]. وكان محمد بن المنكدر : إذا بكى مسح وجهه ولحيته بدموعه ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعا مسته الدموع، وذكر أن عمر بن عبد العزيز –رحمه الله- إنه كان يصلي ذات ليلة فقرأ: ]إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ[[غافر:71-72] فجعل يرددها ويبكي حتى أصبح وعن تميم الداري –رضي الله عنه- أنه قرأ هذه الآية: ]أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ[[الجاثية:21] فجعل يرددها حتى الصباح ويبكي. قد كان في وجه عمر بن الخطاب خطان أسودان من البكاء. وقدوتهم ﷺ‬ كان يبكي إذا قرأ القرآن حتى يُسمع له أزيز كأزيز المرجل. 62- تعبدي لله عز وجل- بمحاسبة نفسك وأطرها على الحق أطراً، وحاسبي نفسك قبل أن تُحاسبي يوم القيامة، قال ابن القيم –رحمه الله- «جماع ذلك أن يحاسب الإنسان نفسه أولا على الفرائض، فإن تذكر فيها نقصا تداركه، إما بقضاء أو إصلاح، ثم يحاسب على المنهيات، فإن عرف أنه تكتب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار، والحسنات الماحية، ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله –تعالى-»63- ليكن لك قدوة في لبس العباءة الساترة المحتشمة، ودافعي عنها وافتخري بها، فلعلها تكون سترا لك في الدنيا وسترا لك في الآخرة عن النار، والعباءة عبادة تتقربين بها إلى الله – عز وجل – حين تلبسينها، فلتهنأ نفسك بالعفاف والحشمة والأجر والمثوبة. 64- الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة، فتعبدي لله – عز وجل – بالولاء للمسلمين، والبراءة من الكفار والمشركين، والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان، قال ﷺ‬ : «من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان» [رواه أبو داود]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله تقتضي أن لا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يواد إلا لله، ولا يعادي إلا لله، وأن يحب ما أحب الله، ويبغض ما ابغض الله». 65- تعبدي لله – عز وجل – بالاستغفار والإكثار منه في كل حين قال ﷺ‬ : «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» وطوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا، فإنه عبادة سهلة ميسورة وفيها من خيري الدنيا والآخرة ما لا يحصى، ولا يعد من الفوائد. 66- تعبد لله – عز وجل – بعدم الذهاب إلى المناسبات التي فيها منكرات، إذا لم يكن في مقدورك إنكارها وإزالته واحذري لباس الشهرة فقد قال ﷺ‬: «لا يدخل الجنة من كان في قبله مثقال ذرة من كبر»[رواه مسلم]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : «ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الإنكار إلا بموجب شرعي، مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه لابد فيه من حضوره، أو يكون مكرها» [الفتاوى 28/239]. 67- اللعن هو طرد والإبعاد من رحمة الله وقد قال الرسول ﷺ‬ : «لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات» [رواه البخاري]. وإذا طردت من رحمة الله فإلى أين الملجأ والملاذ؟ فتقربي إلى ربك بترك المحرمات التي نهى عنها. 68- تعبدي لله – عز وجل – بكثرة الإنجاب واحتسبي ذلك قربة وعبادة، واصبري على التعب والمشقة، فإن في ذلك أجرا قال ﷺ‬: «تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم»[رواه أبو داود] وتجنبي حديث الكفار ومن يريد تقليل النسل لأمة محمد ﷺ‬، فإنهم على غير هدى. 69- تقربي إلى الله – عز وجل – بصلة الأرحام فقد أمر الله – عز وجل – بذلك في آيات كثيرة، وحذري النبي ﷺ‬ من الهجر والقطيعة فقال ﷺ‬ : «لا يدخل الجنة قاطع رحم» وقال ﷺ‬ في حديث عظيم: «من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فليصل رحمه»[رواه البخاري]. وقد ذكر من الذنوب والأسباب التي تحول بين الإنسان والخير قطعة الرحم، قال –تعالى- : ]أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ[[محمد:23] قال بعض العلماء: إن الإنسان إذا قطع رحمه أصابه الصمم وعمى البصيرة، والمراد بالصمم أنه لا تنفع فيه موعظة، ولو عرضت عليه المواعظ التي تفتت الجبال ما أثرت فيه، ولو أثرت فيه فهي لحظية ثم تزول: ]وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ[ فلا يرى خيراً، ولا يوفق لطاعة. 70- تقربي إلى الله – عز وجل – بالتحذير من الكهنة، والعرافين، والسحرة، والمشعوذين، وعدم تصديقهم بما يقولون، قال ﷺ‬ : «من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ‬» [رواه أحمد]. وكوني عونا في التبليغ عنهم، لاكتفاء شرهم، وتطير المجتمع من أذاهم. 71- تعبدي لله – عز وجل – بالمحافظة على الأسرار الزوجية ولا يكن ذلك حديثا على لسانك، فقد حذر النبي ﷺ‬ : من ذلك بقوله : «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها» [رواه مسلم] فاحذري أن يقوم لسانك مقام «جهاز تصوير» ليصف ما يقع، فالأمر خطير. 72- تعبدي لله – عز وجل – بترك فضول الأسئلة وتتبع الناس وأحوالهم «فإن من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه» ولو تأملت لوجدت الكثير من الأسئلة فيها إحراج وتدخل في خصوصيات عباد الله. فدعي الناس في أحولهم ولا تكوني كثيرة الأسئلة. 73- أكثري من تعدد النبات في العمل الواحد، فإن أردت الوضوء ليكن لك نية طاعة أمر الله عز وجل : ]إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ[ [المائدة:6] وليكن لك نية في متابعة أمر الرسول ﷺ‬ : «صلوا كم رأيتموني أصلي» وليكن لك نية أن تتساقط ذنوبك من آخر قطرة من الماء كما ذكر ذلك النبي ﷺ‬، وليكن لك نية رفع الحدث حتى تصح صلاتك، وهكذا في جميع الأعمال. قال بعض العلماء : «وددت لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم  ويقعد للتدريس في أعمال النيات ليس إلا، فإن ما أتى على كثير من الناس إلا من تضييع ذلك». ومن الموفَّقين من يجمع الله – عز وجل – له عشر نيات أو تزيد في العمل الواحد، بل وحتى إذا نوى العبد ولم يعمل يثاب على ذلك كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : « النية المجردة عن العمل يثاب عليها، والعمل المجرد عن النية لا يثاب عليه، ومن نوى الخير وعمل منه مقدوره وعجز عن إكمال كان له أجر عامل». قال الشيخ السعدي –رحمه الله- : «ولابد أن يميز العادة عن العبادة، فمثلا الاغتسال يقع نظافة، أو تبردا، ويقع عند الحدث الأكبر، وعن غسل الميت، وللجمعة ونحوها، فلابد أن ينوي فيه رفع الحدث أو ذلك الغسل المستحب.. فالعبرة في ذلك كله على النية». وقد صح عن النبي ﷺ‬ : أنه قال لسعد بن أبي قاص: « إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيِّ امرأتك» [رواه البخاري]. قال النووي –رحمه الله : « وضع اللقمة في فيِّ الزوجة يقع غالبا في حال المداعبة، ولشهوة النفس في ذلك مدخل ظاهر، وعلى ذلك إذا وجَّه القصد في تلك الحالة إلى ابتغاء الثواب حصل له بفضل الله» [فتح الباري 1/37]. 74- لا تكن الدنيا أكبر هماك، ومبلغ علمك فإن نهايتها قريبة، قال الحسن : «أدركت أقواماً وصحبت طوائف  ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل ولا يقبلون على شيء منها أدبر، وهي في أعينهم أهون من التراب، وكان أحدهم يعيش سنة أو سنتين لم يطوله ثوب، ولم ينصب له قدر، ولم يجعل بينه وبين الأرض شيئاً، ولا أمر من في بيته بصنعة طعام قط. فإذا كان الليل فقيام على أقدامهم يفترشون وجوههم، تجري دموعهم على خدودهم، يناجون ربهم فكاك رقبتهم، كانوا إذا عملوا الحسنة دأبوا في شكرها، سألوا الله أن يقبلها، وإذا عملوا السيئة أحزنتهم وسألوا الله أن يغفرها لهم، فلم يزالوا على ذلك، والله ما سلموا من الذنوب ولا نجوا من الذنوب إلا بالمغفرة. رحمة الله عليهم رضوانه».