الباطن
هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...
العربية
المؤلف | علي عبد الرحمن الحذيفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
الإصلاحُ لذاتِ البَين بابٌ من أبواب الجنة، وأمانٌ من الفتن الخاصَّة والعامَّة، وجلبٌ لمصالِح خاصَّة وعامَّة، ودرءٌ لمفاسِد يعُمُّ ضررُها، ويطيرُ شررُها. والإصلاحُ لذاتِ البَين سدٌّ لأبواب الشيطان التي يدخلُ منها على الإنسان.. والمُتأمِّل لتاريخ الأفراد والأُمم يجدُ أن شُرورًا اتَّسَع دائرتُها في حياتهم؛ بسبب إصلاح ذات البَين، ويجدُ شُرورًا وفتنًا دُفِعَت وصُرِفَت بسبب إصلاح ذات البَين. ومُعظَم النار من مُستصغَر الشَّرر.
الخطبة الأولى
الحمد لله الملك الحق المُبين، يُحقُّ الحقَّ بكلماته ويُبطِلُ الباطلَ ولو كرِه المُجرِمون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهُ الأولين والآخرين، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفيُّه من خلقه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبه المتقين.
أما بعد: فاتقوا الله بالعمل بمرضاته، وبُغض مُحرَّماته؛ فقد فازَ بكل خيرٍ من اتَّقى، وخابَ من اتَّبع الهوى.
أيها المسلمون: اعلموا أن أحبَّ شيءٍ إلى الله الصلاحُ والإصلاح؛ فالصلاحُ هو صلاحُ النفس بالوحي الذي جعله زكاةً وطهارةً، والإصلاحُ هو تقويمُ ما انحرَفَ من أحوال الفرد أو الجماعة، أو إصلاح ما فسَد من العلائق بين اثنين أو بين طائفتين، على مُقتضى الشرع الحَنيف.
فالإصلاحُ هو التقريبُ بين القلوب المُتنافِرة، ولمُّ الشَّعَث في الآراء المُتباعِدة، وإعطاءُ الحقوق الواجِبة لأصحابها بسعي المُصلِحين، واحتِساب الخيِّرين، وحكمةِ الراشدين.
والإصلاحُ لذاتِ البَين بابٌ من أبواب الجنة، وأمانٌ من الفتن الخاصَّة والعامَّة، وجلبٌ لمصالِح خاصَّة وعامَّة، ودرءٌ لمفاسِد يعُمُّ ضررُها، ويطيرُ شررُها. والإصلاحُ لذاتِ البَين سدٌّ لأبواب الشيطان التي يدخلُ منها على الإنسان.
والمُتأمِّل لتاريخ الأفراد والأُمم يجدُ أن شُرورًا اتَّسَع دائرتُها في حياتهم؛ بسبب إصلاح ذات البَين، ويجدُ شُرورًا وفتنًا دُفِعَت وصُرِفَت بسبب إصلاح ذات البَين. ومُعظَم النار من مُستصغَر الشَّرر.
وإصلاحُ ذات البَين من مقاصِد الإسلام العظيمة، وتعاليمِه الحسنة الكريمة، قال الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [الأنفال: 1].
ومما جاء في فضل صلاحِ ذات البَين: قولُه - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أُخبِركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة؟»، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «صلاحُ ذات البَين؛ فإن فسادَ ذات البَين هي الحالِقة» (رواه أبو داود والترمذي، وقال: صحيح)، وزاد: «لا أقولُ تحلِقُ الشعر، ولكن تحلِقُ الدين» من حديث أبي الدرداء.
وقال تعالى: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 114]، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) [الأعراف: 170]، وقال - سبحانه -: (وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) [الأعراف: 142].
وقال - عز وجل -: (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف: 35]، وقال - سبحانه -: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأنعام: 48].
والإصلاحُ يكونُ بين الزوجَين فيما اختلفَا فيه، بما يضمنُ لكلٍّ حقَّه، قال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) [النساء: 35]، وقال تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ) [النساء: 128].
والإصلاحُ بين الزوجَين يُحافظُ على كِيان الأسرة من التصدُّع والضياع، وتدومُ به الرعايةُ الأُسرية، وتقوَى به الروابطُ بين الزوجَين، وتستمرُّ العِشرة، ويجدُ الأولاد في اجتماع الزوجَين الأبوَين المحضَن الآمِن المُستقرّ، والمأمَن من الانحِراف والفساد.
والعطف الأبوِيّ، والنشأة الصالحة، وإذا ازداد الخلافُ بين الزوجَين، وتُرِك الإصلاح، تصدَّعَت الأسرة، وضاع الأولاد، وتعرَّضُوا للفساد والفشل في الحياة بعد الطلاق، وتقطَّعَت علائِقُ الرَّحِم، وتضرَّر الزوجان.
وفي الحديث: «إن إبليس يقول لجنوده: أيُّكم أضلَّ مُسلمًا اليوم أدنيتُه وألبستُه التاجَ. فيأتي أحدُهم ويقول: ما زِلتُ بفُلانٍ حتى عقَّ والدَيه، فيقول: يُوشِك أن يُصالِحهما، ويأتي الآخر فيقول: ما زِلتُ بفُلانٍ حتى سرقَ، قال: يُوشِك أن يتوب، ويأتي آخر فيقول: ما زِلتُ به حتى فعل وفعل، فيقول: يُوشِك أن يتوب، ويأتي آخر فيقول: ما زِلتُ بفُلانٍ حتى طلَّق امرأتَه، فيقول إبليس: أنت أنت، فيُدنِيه ويُلبِسُه التاج» (رواه مسلم).
والإصلاح يكون أيضًا بين الأقرباء فيما وقع بينهم من خلاف؛ لتتمَّ صِلةُ الأرحام وتدوم، ولئلا تكون قطيعةٌ بين ذوي القَرابة؛ فصِلةُ الأرحام بركةٌ وخيرٌ وفضائل، وسببٌ من أسباب دخول الجنة، ومن أسباب صلاح الدين والدنيا وبركة العُمر.
عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الرَّحِمُ مُعلَّقةٌ بالعرش، تقول: من وصَلَني وصلَه الله، ومن قطَعَني قطعَه الله» (رواه البخاري ومسلم).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من سرَّه أن يُبسَط له في رِزقِه، وأن يُنسَأ له في أثرِه فليصِل رحِمَه» (رواه البخاري). أي: يُطيلُ عُمرَه.
وعن عمرو بن سهلٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «صِلةُ القرابة مثراةٌ في المال، محبَّةٌ في الأهل، منسَأةٌ في الأجل» (حديثٌ صحيحٌ، رواه الطبراني).
كما أن قطيعةَ الأرحام شرٌّ وشُؤمٌ في الدنيا والآخرة؛ عن جُبير بن مُطعِم - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يدخلُ الجنةَ قاطعُ رحِم» (رواه البخاري ومسلم).
وعن أبي بَكرةَ - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما من ذنبٍ أجدرَ أن يُعجِّل الله لصاحبِه العقوبةَ في الدنيا مع ما يدَّخِرُ له في الآخرة من البغي وقَطيعة الرَّحِم» (رواه أبو داود والترمذي، وقال: صحيح).
فإصلاحُ ذات البَين بين الأقرباء من أعظم الحسنات.
والإصلاحُ أيضًا يكونُ بين الجيران؛ بالوفاء بحقِّ الجار، والقيام بواجباته التي أوجبَها الله؛ عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما زالَ جبريلُ يُوصِيني بالجارِ حتى ظننتُ أنه سيُورِّثُه» (رواه البخاري ومسلم).
والإصلاحُ يكونُ بين المُتخاصِمَين من المُسلمين، قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 10].
أيها المسلم: لا تترُك بابَ الإصلاح، ولا تزهدنَّ في هذا الخير الكثير؛ فقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِحُ بين أصحابِه، وقد سعى في هذا السبيل صحابةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن بعدِهم التابِعون، والمنقولُ عنهم في إصلاح ذات البَين أكثرُ من أن يُحصَر.
وفي الحديث: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أيها الناس! أصلِحوا بين المُسلمين؛ فإن الله يُصلِحُ بين المُسلمين».
والمُسلمُ في هذا الزمان يأسَى ويحزَن لقلَّة المُصلِحين، وإعراضِ الكثيرين عن إصلاح ذات البَين في مُجتمع المُسلمين.
وأنت - أيها المسلم - مأمورٌ بحُسن النيَّة والاحتِساب، ومُباشَرة الأسباب، وما بعدَ ذلك فهو إلى الله، والله تعالى قد ضمِنَ لك الثواب، قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [الجاثية: 15].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي خلق كلَّ شيءٍ فقدَّره تقديرًا، وأحصَى كل شيءٍ وأحاطَ به علمًا وتدبيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المُتعالِي بعظمته ومجدِه عما يقولُ الظالِمون علُوًّا كبيرًا، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه بعثَه الله بشيرًا ونذيرًا، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبه صلاةً وسلامًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله حقَّ التقوى، وتمسَّكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى.
عباد الله: كونوا من المُصلِحين، وانضمُّوا إلى جمع المُحتسِبين؛ فأهلُ المعروف في الدنيا هم أهلُ المعروف في الآخرة. فإذا رزقَ الله العبدَ نيَّةً صالِحة، وإرادةً وعزمًا على فعلِ الخير، ونفع العباد، وباشرَ الأسبابَ النافعةَ بإيمانٍ واحتِسابٍ، وصدقَ، باركَ الله في عملِه، وأثمرَت أفعالُه، وكان مِفتاحًا للخير، مِغلاقًا للشرِّ.
عن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من الناسِ مفاتِيحَ للخير مغالِيقَ للشرِّ، وإن من الناسِ مفاتِيحَ للشرِّ مغاليقَ للخير، فطُوبَى لمن جعل الله مفاتِيحَ الخير على يديه، وويلٌ لمن جعل الله مفاتِيحَ الشرِّ على يديه»؛ حديثٌ صحيحٌ، رواه ابن ماجه.
قال الله تعالى: (وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [البقرة: 223]، وقال تعالى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) [البقرة: 197]، وقال تعالى: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا) [المزمل: 20].
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا»، فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم وبارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذِلَّ الكفر والكافرين، والشركَ والمُشركين يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم انصر دينك وكتابك وسُنَّة نبيِّك يا رب العالمين في الأرض كلها، إنك على كل شيء قدير.
اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أن تغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسرَرنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلمُ به منَّا، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر، لا إله إلا أنت.
اللهم أصلِح لنا شأنَنا كلَّه يا حي يا قيوم، أصلِح لنا شأنَنا كلَّه، إنك على كل شيء قدير.
اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزُقنا اتِّباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزُقنا اجتِنابَه، ولا تجعله مُلتبِسًا علينا فنضلُّ يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، اللهم وأعِذنا من شرِّ كل ذي شرٍّ يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا من إبليس وذريَّته وشياطينه وجنوده، وأعِذ المسلمين يا رب العالمين من إبليس وذريَّته وشياطينه وجنوده إنك على كل شيء قدير.
اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم ضاعِف حسناتهم، وتجاوَز عن سيئاتهم، ونوِّر عليهم قبورَهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم يسِّر أمرَ كل مسلمٍ ومسلمة، وأمرَ كل مؤمنٍ ومؤمنة.
اللهم أطعِم جائعَ المسلمين، واكسُ عاريَهم، وآمِن خائفَهم، وآوِي مُشرَّدهم يا رب العالمين.
اللهم وفقِّنا والمسلمين في الدين، اللهم تُب علينا وعلى المسلمين، اللهم ارزُقنا والمسلمين توبةً نصوحًا ترضَى بها عنَّا يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك أن ترفع ما بالمسلمين من البلاء والعقوبات والمصائِب يا رب العالمين، اللهم ارفع عنهم أسباب العقوبات والمصائِب.
اللهم أبطِل مكرَ أعداء الإسلام يا رب العالمين الذي يمكُرون به على الإسلام، اللهم أبطِل خِططَ أعداء الإسلام التي يُخطِّطون بها لعداوة الإسلام يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.
اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام ألا تكِلَنا إلى أنفسِنا طرفةَ عينٍ يا أرحم الراحمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم وُلاةَ أمورنا، اللهم وفِّق عبدَك خادم الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عمله في رِضاك، وأعِنه على كل خيرٍ يا رب العالمين، واجعله من الهُداة المُهتدين، اللهم وفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى، ولما فيه الخيرُ للإسلام والمسلمين يا رب العالمين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وانصرنا على من عادانا، وأحسِن عاقبتنا يا أرحم الراحمين، إنك على كل شيء قدير.
عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90- 91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نعمه يزِدكم، ولذكرُ الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.