البحث

عبارات مقترحة:

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو

العربية

المؤلف حسين بن علي بن محفوظ
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات أركان الإيمان
عناصر الخطبة
  1. تفسير مختصر لقوله تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ...) .
  2. اختصاص الله بعلم الغيب وعدم علم الأنبياء والملائكة بذلك .
  3. معنى قوله: (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) .
  4. معنى قوله: (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ) .
  5. التعليق على أحداث اليمن وتسليم صنعاء للحوثيين .

اقتباس

قال تعالى في الآية: (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) أي أنه يعلم ما في البراري والقفار، من الحيوانات، والأشجار، والرمال والحصى، والتراب. وما في البحار من حيواناتها، ومعادنها، وصيدها، وغير ذلك مما تحتويه أرجاؤها، ويشتمل عليه ماؤها. وَذَكَرَ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ لِقَصْدِ الْإِحَاطَةِ بـ....

الخطبة الأولى:

المقدمة...

الوصية بالتقوى...

يقول الله -تعالى-: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)[الأنعام:59].

هذه الآية العظيمة، من أعظم الآيات تفصيلاً لعلمه المحيط، وأنه شاملٌ للغيوبِ كلها، التي يُطلع منها ما شاء من خلقه، وكثيرٌ منها طوى علمَه عن الملائكةِ المقربين، والأنبياءِ المرسلين، فضلًا عن غيرِهم من العالمين.

وقوله تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) تَقْدِيمُ الظَّرْفِ لِإِفَادَةِ الِاخْتِصَاصِ، أَيْ عِنْدَهُ لَا عِنْدَ غَيْرِهِ.

وَالْعِنْدِيَّةُ؛ كما قال العلماء: "عِنْدِيَّةُ عِلْمٍ وَاسْتِئْثَارٍ، وَلَيْسَتْ عِنْدِيَّةَ مَكَانٍ".

وَ(مَفَاتِحُ الْغَيْبِ) جَمْعٌ مُضَافٌ يَعُمُّ كُلَّ الْمُغَيَّبَاتِ؛ لِأَنَّ عِلْمَهَا كُلَّهَا خَاصٌّ بِهِ تَعَالَى.

وَمَعْنَى: (لَا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) أَيْ عِلْمًا مُسْتَقِلًّا بِهِ، فَأَمَّا مَا أَطْلَعَ عَلَيْهِ بَعْضَ رسلهِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ)[الجن:26- 27].

فَذَلِكَ عِلْمٌ يَحْصُلُ لِمَنْ أَطْلَعَهُ بِإِخْبَارٍ مِنْهُ، فَكَانَ رَاجِعًا إِلَى عِلْمِهِ هُوَ.

وقد ثبت في صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أنّ رَسُول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

وَهَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ: تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْغَيْبَ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْخَلْقَ لَا يَعْلَمُونَ إِلَّا مَا عَلَّمَهُمْ خَالِقُهُمْ -جَلَّ وَعَلَا-.

عن عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: "وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ، وَاللَّهُ يَقُولُ: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) [النمل:65][رواه مسلم].

وَاللَّهُ -تَعَالَى- أَمَرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يُعْلِنَ لِلنَّاسِ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ)[الأنعام:50].

وَلِذَا لَمَّا رُمِيَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- بِالْإِفْكِ: "لَمْ يَعْلَمْ، أَهِيَ بَرِيئَةٌ أَمْ لَا، حَتَّى أَخْبَرَهُ اللَّهُ -تَعَالَى- بِقَوْلِهِ : (أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ)[النــور:26]؟".

وَقَدْ ذَبَحَ إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- عِجْلَهُ لِلْمَلَائِكَةِ، وَلَا عِلْمَ لَهُ بِأَنَّهُمْ مَلَائِكَةٌ، حَتَّى أَخْبَرُوهُ، وَقَالُوا لَهُ: (إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ)[هود:70].

وَلَمَّا جَاؤوا لُوطًا لَمْ يَعْلَمْ أَيْضًا أَنَّهُمْ مَلَائِكَةٌ، وَلِذَا: (سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ)[هود: 77] يَخَافُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَفْعَلَ بِهِمْ قَوْمُهُ فَاحِشَتَهُمُ الْمَعْرُوفَةَ، حَتَّى قَالَ: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ)[هود:80].

وَلَمْ يَعْلَمْ خَبَرَهُمْ حَتَّى قَالُوا لَهُ: (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ)[هود:81] الْآيَاتِ.

وَيَعْقُوبُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ عَلَى يُوسُفَ، وَهُوَ فِي مِصْرَ لَا يَدْرِي خَبَرَهُ حَتَّى أَظْهَرَ اللَّهُ خَبَرَ يُوسُفَ.

وَسُلَيْمَانُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- مَعَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَهُ الشَّيَاطِينَ وَالرِّيحَ، مَا كَانَ يَدْرِي عَنْ أَهْلِ مَأْرِبَ قَوْمِ بِلْقِيسَ حَتَّى جَاءَهُ الْهُدْهُدُ، وَقَالَ لَهُ: (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)[النمل:22] الْآيَاتِ.

وَنُوحٌ -عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- مَا كَانَ يَدْرِي أَنَّ ابْنَهُ الَّذِي غَرِقَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ الْمَوْعُودِ بِنَجَاتِهِمْ، حَتَّى قَالَ: (رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ)[هود:45] الْآيَةَ.

وَلَمْ يَعْلَمْ حَقِيقَةَ الْأَمْرِ حَتَّى أَخْبَرَهُ اللَّهُ بِقَوْلِهِ: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)[هود:46].

وَالْمَلَائِكَةُ -عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- لَمَّا قَالَ لَهُمْ: (أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا)[البقرة: 31- 32].

فَقَدْ ظَهَرَ أَنَّ أَعْلَمَ الْمَخْلُوقَاتِ وَهُمُ الرُّسُلُ، وَالْمَلَائِكَةُ لَا يَعْلَمُونَ مِنَ الْغَيْبِ إِلَّا مَا عَلَّمَهُمُ اللَّهُ –تَعَالَى-، وَهُوَ تَعَالَى يُعَلِّمُ رُسُلَهُ مِنْ غَيْبِهِ مَا شَاءَ؛ كَمَا أَشَارَ لَهُ بِقَوْلِهِ : (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء)[آل عمران:179].

ثم قال تعالى في الآية: (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) أي أنه يعلم ما في البراري والقفار، من الحيوانات، والأشجار، والرمال والحصى، والتراب.

وما في البحار من حيواناتها، ومعادنها، وصيدها، وغير ذلك مما تحتويه أرجاؤها، ويشتمل عليه ماؤها.

وَذَكَرَ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ لِقَصْدِ الْإِحَاطَةِ بِجَمِيعِ مَا حَوَتْهُ هَذِهِ الْكُرَةُ.

(وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ) من أشجارِ البَرِّ والبحر، والبلدان والقفر، والدنيا والآخرة: (إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ) من حبوبِ الثمارِ والزروع، وحبوبِ البذور التي يبذرها الخلق؛ وبذور النوابت البرية التي ينشئ منها أصناف النباتات.

(وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ) هذا عموم بعد خصوص: (إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) وهو اللوح المحفوظ، قد حواها، واشتمل عليها.

وبعضُ هذا المذكور، يُبهر عقولَ العقلاء، ويُذهل أفئدةَ النبلاء، فدل هذا على عظمة الرب العظيم وسعته، في أوصافه كلها.

وأن الخلقَ -من أولِهم إلى آخرهم- لو اجتمعوا على أن يحيطوا ببعضِ صفاته، لم يكن لهم قدرةً ولا وسعَ في ذلك، فتبارك الربُّ العظيم، الواسعُ العليم، الحميدُ المجيدُ، الشهيدُ، المحيط.

وجَلَّ مِنْ إله، لا يحصي أحدٌ ثناءً عليه، بل كما أثنى على نفسه، وفوق ما يُثني عليه عبادُه، فهذه الآية، دلت على علمهِ المحيطِ بجميعِ الأشياء، وكتابهِ المحيطِ بجميع الحوادث.

وقد جاءت هذه الآية أيها الإخوة بعد قوله تعالى في الآية التي قبلها: (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ)[الأنعام:58].

فعطف عليها هذه الآية، وهي الْإِخْبَارُ بِأَنَّ اللَّهَ أَعْلَمُ بِحَالَةِ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهَا غَائِبَةٌ عَنْ عَيَانِ النَّاسِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَاسِبُ حَالَهُمْ مِنْ تَعْجِيلِ الْوَعِيدِ أَوْ تَأْخِيرِهِ.

وَهَذَا انْتِقَالٌ لِبَيَانِ اخْتِصَاصِهِ تَعَالَى بِعِلْمِ الْغَيْبِ وَسَعَةِ عِلْمِهِ ثُمَّ سَعَةِ قُدْرَتِهِ، وَأَنَّ الْخَلْقَ فِي قَبْضَةِ قُدْرَتِه [انظر: تفسير السعدي، وأضواء البيان، والتحرير والتنوير، لابن عاشور].

وأقول هذا مع تطاول ليل الظالمين المجرمين الذين مازالوا يعيثون في الأرض فساداً، ولا يزالون يتلاعبون بمقدرات الأمة وخيراتها وأمنها واستقرارها، فنقول: إلى متى يبقى هذا الليل البهيم؟

فيقول الله لنا: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).

صدق الله العظيم الجليل.

الخطبة الثانية:

الحمد لله العليم الخبير، الفعال القدير، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له السميع البصير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المصير.

أما بعد:

معشر المؤمنين: أتحدث عن هذا الموضوعِ؛ لأنني أرى أن الناسَ يرون السماءَ ملبدةً بالسحبِ السوداءِ القاتمة، ويتوقعون أن وراءها ما وراءها، فأقول: إن الله يعلمُ ما تخفي هذه السحب، ومهما تكهَّن الإنسانُ أو توقع، فإن الأمورَ بيد اللهِ -عز وجل- عالمِ الغيب والشهادة العزيزِ العليم، وإلا من كان يتوقعُ زحزحةَ بعضِ الحكام من كراسيهم، وقد كانوا جاثمين على صدور الأمة عقوداً من الزمن؟

من كان يتوقَّع أننا نحصد من هذه الثورات حصاداً مراً؟

من كان يتوقع سيطرة الحوثيين على صنعاء، لو قال ذلك أحد لك قبل سنة لقلتَ: ضرباً من الخيال؟

وما زال في الغيبِ الكثيرِ الذي يخبئه الله -عز وجل- الذي يملكُ النصرَ والتمكينَ والعزةَ لعباده الصالحين.

المهم أن نتقيَ ونصبر، ونعمل بأسباب النصر، ونثق في وعده لنا؛ كما قال تعالى: (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[آل عمران:120].

وقال جل ذكره بعد أن مكن ليوسف -عليه السلام-: (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف: 90].

يوسف الذي انتقل من ابتلاء إلى آخر من غيابة الجب إلى العبودية، في بيت العزيز إلى السجن، ما كان يتوقع أن يصبح وزيراً.

وأدعوكم –أخيراً- أن تتأملوا جيداً، وتقرؤوا تفسير هذه الآية التي ختم الله بها سورة هود: (وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)[هود:123].