العربية
المؤلف | خالد القرعاوي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أركان الإيمان - الأعياد الممنوعة |
أيُّها المؤمنون: كُلَّ يَوْمٍ وَنَحنُ نَشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّداَ رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّ عِيسى ابنَ مَريمَ عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ إلى مَرْيمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وأَنَّهُ مَا مَاتَ وَمَا قُتِلَ ومَا صُلِبَ؛ هذا بِنَصِّ القُرآنِ، وَصَرِيحِ السُّنَّةِ، وبِالإنْجِيلِ الصَّحِيحِ، وَأَنَّهُ سَينْزِلُ آخِرَ الزَّمَانِ، فَيَقْتُلُ الدَّجَالَ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الخِنْزِيرَ، وَيَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ مُحمَّدٍ -عَليهمْ أفضَلُ الصَّلاةِ وَأزْكَى السَّلامِ-. كُلَّ يَوْمٍ وَنَحنُ نَشهدُ أَنَّ اللهَ فَرْدٌ صَمَدٌ لَمْ يَتَّخِذَ صَاحِبَةً ولا وَلَدَاً. كُلَّ يَوْمٍ وَنَحنُ نَشهدُ أَنَّ مُحَمَّداً -صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لَمْ...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ أنعمَ علينا بالإيمانِ، وكرَّه إلينا الكُفرَ والفُسُوقَ والعِصيَانَ، أَشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربُّ الأَكوانِ، وأشهدُ أنَّ نَبيَّنا محمداً عبدُ الله ورَسُولُهُ دَعَانَا إلى التَّوحيدِ وإفرادِ اللهِ بالمحَبَّةِ والتَّمجيدِ، صلَّى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِهِ خَيْرِ العَبِيدِ، ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الوَعِيدِ.
أمَّا بعد: فاتَّقوا الله -عبادَ الله- حقَّ التَّقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعروةِ الوثقى.
أيُّها المؤمنون: كُلَّ يَوْمٍ وَنَحنُ نَشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّداَ رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّ عِيسى ابنَ مَريمَ عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ إلى مَرْيمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وأَنَّهُ مَا مَاتَ وَمَا قُتِلَ ومَا صُلِبَ؛ هذا بِنَصِّ القُرآنِ، وَصَرِيحِ السُّنَّةِ، وبِالإنْجِيلِ الصَّحِيحِ، وَأَنَّهُ سَينْزِلُ آخِرَ الزَّمَانِ، فَيَقْتُلُ الدَّجَالَ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الخِنْزِيرَ، وَيَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ مُحمَّدٍ -عَليهمْ أفضَلُ الصَّلاةِ وَأزْكَى السَّلامِ-.
كُلَّ يَوْمٍ وَنَحنُ نَشهدُ أَنَّ اللهَ فَرْدٌ صَمَدٌ لَمْ يَتَّخِذَ صَاحِبَةً ولا وَلَدَاً.
كُلَّ يَوْمٍ وَنَحنُ نَشهدُ أَنَّ مُحَمَّداً -صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يُهَنِّئِ اليَهُودَ ولا النَّصَارَى بِأَعْيَادِهِمْ، بَلْ أَمَرَ أُمَّتَهُ بِشِدَّةِ مُخَالَفَتِهٍمْ، فَمِمَّا خافَ منهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ على أُمَّةِ الإسلامِ: التبعيِّةُ لأَعْدَاءِ الإسْلامِ من قِبَل ضِعَافِ الإيمانِ؛ فعن أبي سعيدٍ الْخُدريِّ -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أنَّهُ قال: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كانَ قَبلَكُم شِبْراً شبراً وذِرَاعَاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُم" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اليهودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: "فَمَنْ"(رَواهُ البخَارِيُّ).
أيُّها الكِرَامُ: لَمْ يَعُدْ خَافيًا اغترارُ كثيرٍ من إخوانٍ لنا بأعيادِ النَّصارى والتَّعَلُّقُ والافتتانُ بِها، كَمَا لم يَعُدْ خَافيًا ما تبثُّه القَنَوَاتُ والوَسَائِطُ مِن اسْتِعْدَادَاتِ وَتَجْهِيزَاتِ دُوَلٍ عَربيِّةٍ وإسلاميِّةٍ؛ مِن الاحْتِفَاءِ بِرَأْسِ العَامِ المِيلادِيِّ الجَدِيدِ؛ حتى اتَّخَذُوا ذلِكَ اليومَ عُطْلَةً وعيدًا؛ كلُّ ذلك بسبب غَيابِ الحكم الشرعي، وبالْجَهْلِ بِخُطُورةِ ذلكَ على الدِّينِ والأخلاق والْمجتمعِ، فَمَا نَرَاهُ في تلْكَ البِلاد من مَظَاهرِ الفَرَحِ والاسْتِعْدَادِ لَيُؤذِنُ بالخطرِ، فَوَاجِهَاتُ الْمَتَاجِرِ والفَنَادِقِ مُزَيَّنةٌ، وإحياءُ الحفلاتِ صَاخِبَةٌ.
أيُّها المؤمنونَ: واللهِ هذا ما كانَ يَخْشَاهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- على أُمَّتِهِ، وَهَذا مَا يَخْشَاهُ أيضَاً أَهْلُ الدِّين والتُّقَى على أمَّتِنا ومُجتَمَعِنا، فلا تظنُّوا أنَّ مشاركةَ النَّصارى في أَعْيَادِهِمْ مَسأَلَةَ إثمٍ ومَعْصِيَةٍ فَحَسْبُ، كلاَّ وربِّي ولكنَّها مَسْأَلةُ عَقِيدَةٍ وَدِينٍ، بَلْ مَسأَلَةُ كُفْرٍ وَإيمَانٍ؛ لأَنَّ المُشَارَكَةَ نَوعٌ مِن التَّشَبُّهِ المَمَنُوعِ، وَنَبِيُّنَا -صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَدْ قَالَ: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَومٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"(رَواهُ أحْمَدُ وَصَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ).
ولهذا تَوَاتَرتِ نُصوصُ الشَّريعةِ الغَرَّاءِ على حَصْرِ أَعْيَادِ أَهْلِ الإسلام بِعِيدَيِ الفِطْرِ وَالأَضْحَى، وَأَنَّ مَا سِوَاهَا مِن الأَعْيَادِ فَهو مُحدَثٌ بَاطِلٌ فَاسِدٌ، قَدِمَ رسولُ الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- المدينةَ فوجدَ أهلَها لهم يومانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، قَالَ: "مَا هَذَانِ اليَومَانِ؟" قَالوا: كنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: "إنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهمَا خَيراً مِنْهُمَا يَومُ الأَضْحَى وَيومُ الفِطِرِ"، وَصَدَقَ اللهُ -سُبْحَانَهُ- حِينَ قَالَ: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)[المائدة: 48].
وَقَدْ فَسَّرَ مُجَاهِدٌ -رَحِمَهُ اللهُ- قولَ اللهِ -تَعَالَى-: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)[الفرقان: 72] بأنَّها أعيادُ المشركينَ.
عِبَادَ اللهِ: وهذا عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يُحَذِّرُ الأُمَّةَ مِن خُطُورَةِ التَّبَعِيَّةِ، فَيَقُولُ: "لا تَعَلَّموا رَطَانةَ الأَعَاجِمِ، ولا تَدخُلُوا على المشركينَ في كنائِسِهم يومَ عيدهمِ؛ فإنَّ السَّخْطَةَ تَنْزِلُ عليهم".
أيُّها المؤمنون: ولسائلٍ أنْ يقولَ: ما المْحاذيرُ التي تَجْعَلُ سَلَفَ الأُمَّةِ وَعُلَمَاءَ الشَّرِيعَةِ يُحذِّرونَ من مُشاركةِ النَّصارى في أعيادهم؟ ألا يمكنُ أنْ نَتَأَلَّفَهُمْ ونكسِبَ وُدَّهُم ونُحَبِّبَهُم بِالإسْلامِ إذَا شَارَكْنَاهُم؟
فَالجوابُ: فِي قَولِ عَلاَّم الغُيُوبِ: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)[البقرة: 120]، فَمَهْمَا فَعَلْتَ وَتَودَّدَتَ فَلَنْ يَرْضَوا عَنْكَ.
ثُمَّ إنَّ مُشَارَكَتَهُمْ في أَعْيَادِهِم تُورِثُ نَوعَ مَحبَّةٍ وَمُوَالاةٍ، وَهَذا يُنَافِي كَمَالَ الإيمَانِ، ثُمَّ إنَّ مُشَارَكَتَهُمْ في أَعْيَادِهِم يُوجِبُ سُرُورَ قُلُوبِهم بِمَا هُمْ عَليهِ مِن بَاطِلٍ، قَالَ الإمَامُ ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: "وَأَمَّا تَهنِئَتُهُم بِشَعَائِرِ الكُفْرِ الْمُخْتَصَّةِ بِهم فَحَرَامٌ بِالاتِّفَاقِ، فهذا إنْ سَلِمَ قَائِلُه من الكُفْرِ فَهوَ مِن الْمُحَرَّمَاتِ وهو بِمَنْزِلَةِ أَنْ يُهَنِّئَهُ بِسُجُودِهِ لِلصَّلِيبِ. وَكَثِيرٌ مِمَّنْ لا قَدْرَ للدِّينِ عندَهُ يَقَعُ فِي ذَلكَ ولا يَدري قُبحَ ما فَعَلَ فَمَنْ هَنَّأَ عَبْدًا بِمَعْصِيَةٍ أَو بِدْعَةٍ أَو كُفْرٍ فَقَد تَعَرَّض لِمَقْتِ الله وسَخَطِهِ".
فاللهم أرنا الحقَّ حقَّاً وارزقنا إتباعه، وأَرِنَا البَاطِلَ باطلاً وارزقنا اجتنابهُ.
أقول قَولي هَذَا، وأَستَغفِر اللهَ لي ولَكم ولسائرِ المسلِمين مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنَّه هوَ الغَفورُ الرَّحيم.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ للهِ الْمُتَفَرِّدِ بالعَظَمةِ والْجَلالِ أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ لَهُ الكَبِيرُ المُتَعَالِ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ المُصْطَفَى المُخْتَارُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطْهَارِ وَمَنْ سَارَ عَلى نَهْجِهِمْ إلى يَومِ القَرَارِ.
أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ تَقْوَاهُ، وَاسْتَمْسِكُوا بِدِينِكُمْ، فَقَدْ قَالَ رَبُّنَا: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[آل عمران: 85].
أيُّها المُسْلِمُونَ: مُشَارَكَةُ النَّصَارَى فِي أَعْيَادِهِم لا تَقْتَصِرُ على الحُضُورِ فَقَط فَالتَّهنِئَةُ والمُبَارَكَةُ بِالقَولِ، أَو إهداءُ الشُّموعِ وَالْحَلَويات ِنَوْعٌ مِن التَّعَاوُنِ عَلى الإثْمِ وَالعُدْوَانِ.
أيُّها المؤمنون: كُلَّ يَوْمٍ وَدِينُنَا يَأْمُرُنَا بِالبِرِّ وَإحْسَانِ المُعَامَلَةِ مَعَ جَمِيعِ النَّاسِ مُسْلِمِهِمْ وَكَافِرِهِمْ، ولا يَمْنَعُنَا أَنْ نُشَارِكَهُم فِي مُنَاسَبَاتِهِمُ الاجْتِمَاعِيَّةِ دُونَ الدِّينِيَّةِ مِثْلُ الزِّوَاجِ والوِلادَةِ وَالنَّجَاحِ دُونَ مَيلٍ أو تَعَلُّقٍ بِهِمْ.
أيُّها المسلمونَ: دِينُنَا العَظِيمُ يُحَرِّمُ عَلينَا أنْ نَعْتَدِيَ عَلى كُلِّ أحَدٍ أيَّاً كَانَ جِنْسُهُ أو دِينُهُ فلا نَظْلِمُهُ أو نَبْخَسُ لَهُ حَقَّاً أو نَحْقِرُهُ أو نُهِينُهُ.
إخْوَةَ الإيمَانِ: اسْمَعُوا وَاعُوا مُشَارَكَةُ النَّصارى بِعيدِهم خَطرٌ وخَلَلٌ على عَقِيدَتِنَا، فَكَيفَ نَرْضَى أنْ نُشَارِكَهم ونَحْنُ نَقْرَأُ قَولَ اللهِ -تَعَالَى-: (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ)[البقرة: 105].
كَيفَ نُجَامِلُ عَلى حِسَابِ عَقِيدَتِنَا وَدِينِنَا وَهُمُ الذينَ قَالوا: "الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟" كَيَفَ تُشَارِكُهُمْ واللهُ يَقُولُ عَنْهُمْ: (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا)[مريم: 89].
فيا مُسلِمُون: اتَّقُـوا اللهَ فِي دِينِكُم وعَقِيدَتِكُم وَثَوَابِتِكُمْ، واشْكُروا نِعْمَتَهُ عَلَيكُم أَنْ هَدَاكُمْ للإسْلامِ، وخَصَّكم بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحمةِ والسَّلام، ِوجعلَكُم مِنْ خَيرِ أُمَّةٍ أخرجت للنَّاس.
واعتَزُّوا بدينِكُم فدِينُكُم غَنيٌّ بالعقيدةِ الصحيحة ِوالشَّرِيعَةِ العَادِلَةِ، والأَخْلاقِ الفَاضِلَةِ.
ولا تَغتَّرُوا بِما يَفْعَلُهُ الْمُترَفُونَ، وَخُذُوا عَلى أَيْدِي السُّفَهَاءِ الذينَ لا يَعْقِلُونَ، فَقَدْ اَنْتَشَرَ عِنْدَ بَعْضِ المَشَاهِيرِ لُبْسُهُمْ فِي مِثْلِ هَذِهِ الأيَّامِ مِنْ ألْبِسَةِ النَّصَارى فَيُضِلَّوا النَّاسَ بِغَيرِ عِلْمٍ: (لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ)[النحل: 25].
وَهُنَا تَحْذِيرٌ لِمَا قَدْ انتَشَرَ مِنْ بَعْضِ المُسَنِّبِينَ مِنْ تَعَدٍّ على ثَوَابِتِ دِينِنَا، والإسَاءةِ لِلغَيرِ، والتَّنَابُزِ بالأَلقَابِ، وَتَنَقُّصِّ الآخَرِينَ، مِمَّا يُخَالِفُ تَعَالِيمَ دِينِنَا، وَيُوجِبُ عُقُوبَةً نِظَامَاً، كَيفَ وَقَد حَذَرَنَا اللهُ -تَعَالى- مِنْ ذَلِكَ بِقَولِهِ: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)[الأحزاب: 58].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله الطَّيبينَ، وارضَ عن الخلفـاءِ الراشدينَ، وعن الصحابةِ أجمعينَ، والتابعينَ لهم بإحسـانٍ إلى يـوم الديـن.
اللهم أَرِنَا الْحَقَّ حَقَّا وارزقنا إتباعَه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
اللهم أَحْيِنا مُسلمين وتوفَّنا مسلمينَ غير مُبدِّلينَ ولا مُغيريِّنَ.
اللهم يا مُقلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قُلُوبَنَا على دِينِكَ.
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)[آل عمران: 8].
اللهم أصلح شَأْنَنَا كُلَّه ووفِّق ولاتَنا وعلماءَنا إلى ما تُحبُ وترضى، وخذ بنواصينا للبر والتقوى.
اللهم انصر دينكَ وكتابك وسنةَ نَبِيِّكَ وعبادَك الصالحين.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)[الحشر: 10].
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].