فإنه لا يتم التوحيد حتى يكمل العبد جميع مراتبه، ثم يسعى في تكميل غيره, وهذا هو طريق جميع الأنبياء والمرسلين - عليهم الصلاة والسلام -, فإن أول ما يدعون إليه هو: كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله)، والتي هي عبادة الله وحده لا شريك له، وهي طريقة سيدهم وإمامهم - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه قام بهذه الدعوة أعظم قيام, ودعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ولم يفتر ولم يضعف حتى أقام الله به الدين، وهدى به من الخلق الكثير, ووصل دينه - ببركة دعوته - إلى مشارق الأرض ومغاربها, وكان يدعو بنفسه، ويأمر رسله وأتباعه أن يدعوا إلى الله، وإلى توحيده - قبل كل شيء -؛ لأن الأعمال جميعها متوقفة في صحتها وقبولها على التوحيد.