الشافي
كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...
العربية
المؤلف | عبدالباري بن عواض الثبيتي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - التاريخ وتقويم البلدان |
القوةُ في الإسلام لإعادة الحقِّ المسلُوب، وزرع الأمن والسلام. والفئةُ الباغيةُ سلَبَت حقًّا، واحتلَّت أرضًا، وقهَرَت شعبًا، وهدَّدت بإشعال المنطقة بأسْرِها؛ تحقيقًا لمطامِع ومُخطَّطاتٍ تُغذِّيها أحقادٌ دفينة، بدعمٍ من جهاتٍ مشبوهةٍ ذات عقائِد باطنيَّة. منهجُ القوة يبدأُ بالتعليم، ثم العدالة والقِسط، وأسلوب الحِوار الذي يجنَحُ إليه العُقلاء وأصحابُ النيَّات الحسنة، حِفاظًا على المُكتسَبات، وحقنًا للدماء، وسدًّا لمنافِذ الفتنة. ولقد سلَكَ الحُكماءُ في اليمَن منهجَ الحِوار مع الفئة الباغية، لكنَّها صمَّت آذانَها عن صوتِ الحقِّ والعدلِ، وتمادَت في غيِّها،ورفعَت السلاح، وبطَشَت العباد، وتشبَّثَت بطائفيَّتها وعُنصريَّتها، ونهَجَت مسالِك عُدوانيَّة ترُومُ تمزيقَ اليمَن وتفتيتَه.
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله، الحمد لله الذي منَّ على عبادِه بشرعٍ حكيمٍ فيه نهيٌ وأمر، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه على كل نعمةٍ وفضلٍ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سخَّر الشمسَ والقمرَ وأجرَى الماءَ في البحر والنهر، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه قادَ الأمةَ بعدلٍ ورحمةٍ وحزم، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه أُولِي الفضائلِ والعزم.
أما بعد: فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].
تمُرُّ بالأمة فِتنٌ جِسام، ومواقِفُ فاصِلة، وأحداثٌ تتطلَّبُ نُصرةَ الحقِّ والمظلوم. والقوةُ في نظر الشرعِ أداةٌ في خدمةِ الحقِّ، لا غايةٌ تُنشَدُ لذاتِها، لكنَّها إذا انفصَلَت عن الحقِّ أصبَحَت خطرًا وتدميرًا، قال الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) [الأنفال: 60].
القوةُ تُثبِّتُ دعائِمَ السلام، وتحمِي الإسلام، وتصُونُ ديارَ المُسلمين أن تمتدَّ إليها يدُ الغاصِبين والمُعتَدين والباغِين، والعالَمُ لا يحترِمُ إلا الأقوِياء.
القوةُ الحقيقيةُ هي المُستمَدَّةُ من الله، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يلقَى الأعداء وهو يستمِدُّ من الله العزمَ والجُهدَ والتوفيقَ، وكان يقول: "اللهم بك أحُولُ، وبك أصُولُ، وبك أُقاتِل"، ويقول: "اللهم إنا نجعلُك في نحُورهم، ونعوذُ بك من شُرورهم".
ومن استمَدَّ القوةَ من الله لا يعرِفُ للضعفِ معنًى، ولا يجِدُ اليأسُ في نفسِه مكانًا؛ فالله هو الناصِرُ والمُهيمِنُ على زِمام الحياة، وإليه تصيرُ الأمور.
والمؤمنُ في الشدائِد تقوَى صِلَتُه بربِّه، ويتعلَّقُ قلبُه بمولاه، ويلُوذُ بحِماه، (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا) [الإسراء: 80].
الإسلامُ دينُ العزَّة والقوَّة، قال الله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]، أنتم الأعلَون بإيمانِكم، ولو قلَّ مالُكم وعددُكم؛ فالأمةُ قويةٌ بدينِها وعقيدتِها ورِجالِها، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المُؤمن الضعيف".
القوةُ تدحَضُ الباطِلَ وتُزهِقُه، هذا الباطلُ الذي بدأ يتمدَّدُ في جزيرة العرب، ويمَن الحكمة والإيمان، من فئةٍ باغيةٍ تُمارِسُ الخِداع، وتستخِفُّ بالعقول، وترفعُ شِعارَ "الموت للكفر"، و"الموت للباطل"، وهي من جُنده، وتسيرُ في رِكابِه، وتُنفِّذُ مُخطَّطاته.
لقد انطلَت هذه الفِريةُ على الشعوبِ ردَحًا من الزمان، لكنها غدَت اليوم مكشوفةً مفضوحةً ممجُوجَة، فقد وعَت الأمةُ مكرَهم، وأن هذه الشِّعارات مُجرَّد غِطاءٍ ودغدغةٍ لمشاعِر وعواطِف المُسلمين، وتخديرٍ لهم؛ ليسهُل افتِراسُ الفريسة بالتهجير، أو القتل، أو بفرضِ الباطل الأرض بقوةِ الحديدِ والنار.
لقد سقطَ القناع .. وانكشَف المستُور .. وتجلَّت الحقائِق .. وبانَ زيفُ باطلِ الفئةِ الباغِية، الذي سيخبُو سريعًا ويستحيلُ رمادًا، وزحفُهم المشؤوم سيغدُو وبالاً عليهم وحسرةً، (إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء: 81].
القوةُ في الإسلام لإعادة الحقِّ المسلُوب، وزرع الأمن والسلام. والفئةُ الباغيةُ سلَبَت حقًّا، واحتلَّت أرضًا، وقهَرَت شعبًا، وهدَّدت بإشعال المنطقة بأسْرِها؛ تحقيقًا لمطامِع ومُخطَّطاتٍ تُغذِّيها أحقادٌ دفينة، بدعمٍ من جهاتٍ مشبوهةٍ ذات عقائِد باطنيَّة.
منهجُ القوة يبدأُ بالتعليم، ثم العدالة والقِسط، وأسلوب الحِوار الذي يجنَحُ إليه العُقلاء وأصحابُ النيَّات الحسنة، حِفاظًا على المُكتسَبات، وحقنًا للدماء، وسدًّا لمنافِذ الفتنة.
ولقد سلَكَ الحُكماءُ في اليمَن منهجَ الحِوار مع الفئة الباغية، لكنَّها صمَّت آذانَها عن صوتِ الحقِّ والعدلِ، وتمادَت في غيِّها،ورفعَت السلاح، وبطَشَت العباد، وتشبَّثَت بطائفيَّتها وعُنصريَّتها، ونهَجَت مسالِك عُدوانيَّة ترُومُ تمزيقَ اليمَن وتفتيتَه.
والقوةُ الحازِمةُ - بفضل الله - تُعيدُ الأمورَ إلى نِصابِها، وتتصدَّى لكل من يرُومُ إثارةَ الفتنة، وزعزعَة الأمن، وإشاعَة الفوضَى والشِّقاق، وتُحقِّقُ لليمَن استِقرارَه، وللشعبِ اليمَنيِّ سعادتَه ورخاءَه، وتحفظُ عليه عقيدتَه وإيمانَه؛ ليبنيَ اليمَنُ حضارتَه ومُستقبلَ أبنائِه. وهو بذلك لا يسمَحُ لأحدٍ - كائنًا من كان - أن يُشوِّهَ تاريخَه الإسلاميَّ، ويطمِسَ هويَّتَه العربية، ويُلغِي أصالَة أهل اليمَن وفضلِهم.
ومن فضائلِ أهل اليمَن: ما رواه جُبيرُ بن مُطعِم، عن أبيه قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسيرٍ له فقال: "يطلُعُ عليكم أهلُ اليمَن كأنَّهم السَّحاب، هم خيارُ من في الأرض".
ومن فضائلِهم: قولُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتاكُم أهلُ اليمَن هم أرقُّ أفئدةً، وأليَنُ قلوبًا، الإيمانُ يمانٍ، والحكمةُ يمانيَّة"، هذا ثناءٌ على أهل اليمَن؛ لإسراعهم إلى الإيمان وحُسن قبولِهم إيَّاه.
ودعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل اليمَن فقال: "اللهم بارِك لنا في شامِنا، اللهم بارِك لنا في يمَنِنا".
ومن فضائلِهم: قولُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لبِعُقر حوضِي أذُودُ الناسَ لأهل اليمَن، أضرِبُ بعصايَ حتى يرفَضَّ عليهم".
وهذه كرامةٌ لأهل اليمَن، في تقديمِهم للشُّرب منه، مُجازاةً لهم بحُسن صنيعِهم، وتقدُّمهم في الإسلام. والأنصارُ من اليمَن، فيدفعُ غيرَهم حتى يشرَبُوا، كما دفَعوا في الدنيا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعداءَه والمكروهات.
إن "عاصفة الحزم" تُعبِّرُ عن آمال اليمنيِّين، واستِجابةً لاستِغاثتهم، وهي عاصفةٌ قويةٌ في موضوعها، عميقةٌ في مدلُولها، واضِحةٌ في أهدافها. حزمٌ من قيادةٍ حازِمة، لا يدفَعُها التسويفُ ولا التأجيل؛ فقد كشَّر العدوُّ عن أنيابِه، وبانَ مكرُه، وصرَّح عن أطماعِه، حتى في مكة والمدينة، فقد باعَ عقلَه وفِكرَه وأرضَه لعُجمة.
الحَزمُ سِمةُ القادة الأفذاذ على مدار التأريخ، خاصَّةً مع من سِمَتهم الغدرُ والخيانةُ. وقُدوةُ القادة رسولُنا الكريمُ - صلى الله عليه وسلم -، الذي حزَمَ أمرَه في هدمِ مسجِد الضِّرار، الذي كان وكرًا للمُؤامرات، ومُناوئةً لرسولِنا الكريمِ - صلى الله عليه وسلم -.
يقولُ جابرُ بن عبد الله - رضي الله عنهما -: "رأيتُ الدخانَ من مسجِد الضِّرار حين انهار"، ونزل قولُ الله: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [التوبة: 107].
وحزَمَ أبو بكرٍ - رضي الله عنه - أمرَه في قتال المُرتدِّين، وكان يقولُ بكل حزمٍ: "أيُنقضُ الدينُ وأنا حيٌّ؟!".
أما الفاروقُ عُمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه -، فقد كان حازِمًا منذ أن دخلَ الإسلام؛ بل كان إسلامُه نصرًا أعزَّ الله به الإسلامَ والمُسلمين، قائدٌ فذٌّ لا يعرفُ التردُّد والذبذبة.
والحَزمُ في "عاصفة الحزم" من قائِد الوطن والأمة: سلمان بن عبد العزيز، الذي نصرَ الله به الدين، ورفعَ به كلمةَ المُسلمين. أيَّده الله بالحقِّ وأيَّد الحقَّ به.
والقوةُ الحازِمةُ في مُواجهةِ من يُحارِبُ دينَ الله ويُفسِدُ في الأرض، وقد حارَبَت الفئةُ الباغيةُ ربَّها، بنشر البِدع والضلالات، والتشكِيكِ في عقيدةِ الأمة، وأفسَدَت في الأرض بالخروج على وُلاة أمرِها، وقتلِ الأنفُس، وإزهاقِ الأرواح، وهدمِ المساجِد والدُّور، مع كيدٍ خفيٍّ تحت شِعاراتٍ وهميَّةٍ لبثِّ سُمومهم.
خطرُهم على المُعتقَد جسِيم، وضررُهم في العبثِ بالأمن عظيم، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 11، 12].
والقوةُ الحازِمة في ردعِ العدوِّ الداخليِّ أهلِ النفاق؛ لأنهم يتحدَّثون باسمِ الإسلام، ويتحرَّكون بثيابِ النُّصح والإصلاح، يُزخرِفُون القولَ وهم في الحقيقةِ مِعوَلُ هدمٍ. ظاهِرُهم مع الوطن وأهلِه، وباطنُهم وقلوبُهم مع أعداء الملَّة والدين، يُظهِرون الإيمان تقيَّةً وطمعًا في نقضِ عُرَى الدين بشُبَههم، قال الله تعالى: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المنافقون: 4].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله العظيم لي ولكم ولسائر المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله الذي أطعَمَنا وسقانا وآوانا، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خالِقُنا ورازِقُنا ومولانا، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه شفيعُنا وقُدوتُنا سرًّا وجِهارًا، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه، ومن سلكَ طريقَهم ليلاً ونهارًا.
أما بعد: فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله.
يُدرِكُ أهلُ اليمَن بوعيِهم، ورجاحة عقلِهم، وبصيرتهم أهميةَ البناء الداخليِّ، وتماسُك جبهتِهم؛ فهي الحِصنُ المنيع، ومصدرُ الثبات والصُّمود في مُواجَهة الأزمَات والدسائِس. فالمُواطِنُ الصالِحُ لا يُساوِمُ على ثوابِتِه الدينية ووطنيَّته وولائِه لقيادتِه الشرعيَّة.
ومن البناءِ الداخليِّ: عدمُ التجاوُبِ مع المُرجِفين الذين يقصِدُون التخذيلَ، وتفتيتَ الوحدة.
ومن قوة البناء الداخليِّ صدُّ الأبوابِ التي تتسرَّبُ منها الانحِرافاتُ العقديَّة والفِكرية على المُجتمع، فاليمَنُ أمانةٌ في أعناقِ أهلِ العلمِ والحلِّ والعقدِ. وهذا يقتضِي استِنهاضَ هِمَم رِجال اليمَن بكل فِئاتِهم: شيوخ القبائل، القُوَى الإسلامية والوطنيَّة، الكُتَّاب والإعلاميين، الأكاديميِّين والعسكريِّين، وكل مُواطِنٍ يمَنيٍّ؛ لتوحيد الكلمة، ورصِّ الصفوف، والتسامِي فوقَ الخِلافات الفرعية لدحر الفئةِ الباغِية، وليبقَى اليمَنُ واحةَ أمنٍ وأمانٍ وبلدًا مُسلِمًا عربيًّا مُستقرًّا.
والموتُ في ميادين الشرفِ والكرامة نصرٌ وعزٌّ وسيادةٌ وشهادةٌ، ومُقاومتُكم الباسِلة سوف تُؤتِي أُكُلَها - بإذن الله -، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7].
ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسول الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك اللهم على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافِرين، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدين، واجعل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائرَ بلاد المسلمين.
اللهم أيِّد بالحقِّ "عاصفة الحزم"، اللهم أيِّد بالحقِّ "عاصفة الحزم"، وانصُر بها المُسلمين يا رب العالمين، اجعَلها نصرًا للشرعيَّة، وذُلاًّ للفِئة الباغية، واجعَلها بردًا وسلامًا على أهل اليمَن يا رب العالمين.
اللهم انصُر من نصرَ الدين، واخذُل اللهم من خذَلَ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم انصُر دينكَ وكتابَكَ وسُنَّة نبيِّك وعبادكَ المُؤمنين.
اللهم كُن للمسلمين في كل مكانٍ، اللهم كُن للمسلمين في العراق والشام وفي كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم إنهم حُفاةٌ فاحمِلهم، وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم.
اللهم وحِّد صفوفَهم، واجمَع كلمتَهم، وسدِّد رميَهم، وأيِّدهم بالحقِّ يا رب العالمين، اللهم انصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم يا أرحم الراحمين.
اللهم إن الطُّغاةَ قد بغَوا وأسرَفُوا في طُغيانهم، اللهم زلزِلِ الأرضَ من تحت أقدامِهم، وصُبَّ العذابَ عليهم من فوقهم، اللهم شتِّت شملَهم، وفرِّق جمعَهم، واجعَل الدائرةَ عليهم يا رب العالمين، يا قوي يا عزيز.
اللهم مُنزِل الكتاب، مُجرِيَ السحاب، هازِمَ الأحزاب، اهزِم أعداءَك أعداءَ الدين، وانصُر المسلمين عليهم يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم اجعلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبتين، لك أوَّاهين مُنيبين.
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبتَنا، وثبِّت حُجَّتنا، وسدِّد ألسِنَتنا، واسلُل سخيمةَ قلوبِنا.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نِقمتِك، وجميع سَخَطِك.
اللهم ابسُط علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك.
اللهم وفِّق إمامنا لما تُحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، وأيِّده بالحقِّ وأيِّد الحقَّ به يا أرحم الراحمين، ووفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى.
اللهم وفِّق جميعَ وُلاة أمور المسلمين للعملِ بكتابِك، وتحكيمِ شرعِك يا رب العالمين.
اللهم ارحَم موتانا، واشفِ مرضانا، وتولَّ أمرَنا، وفرِّج هُمومَنا، إنك على كل شيءٍ قدير.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]، فاذكروا اللهَ يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.