البحث

عبارات مقترحة:

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

التحذير من التنجيم وأهله

العربية

المؤلف علي بن يحيى الحدادي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات أركان الإيمان - التوحيد
عناصر الخطبة
  1. علم الغيب خاص بالله تعالى .
  2. الجن لا تعلم الغيب .
  3. الله يطلع أنبيائه ورسله على شيء من الغيب .
  4. كذب المنجمون والسحرة والكهان .
  5. حكم من صدق الكهنة   .
  6. تعريف علم التسيير وحكمه. .

اقتباس

احذروا الكهان والسحرة والنجمين, والقراءة في الأبراج, ومتابعة البرامج التي يخرج فيها هؤلاء المنجمون, ولا يعرّض أحدكم دينه للخطر بدعوى حب الاستطلاع, والثقة في نفسه أنه لن يتأثر بما يسمع أو يرى أو يقرأ, فهذا من الغرور البالغ, فإن القلوب ضعيفة والشبه خطافة...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102] (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1] (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].

عباد الله: فإن الله تعالى قد استأثر بعلم الغيب فلا يعلمه أحد سواه, غير أنه يطلع من شاء من أنبيائه ورسوله وملائكته على شيء منه, قال تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59] (وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 73] (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النمل: 65] وقال تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) [آل عمران: 179] أي ما كان في حكمة الله أن يطلع عباده على غيبه الذي يعلمه فيهم.

وأمر الله تعالى أول رسله إلى البشرية أن ينفي عن نفسه علم الغيب؛ لأنه لا يعلمه إلا الله فقال -سبحانه- عن نوح: (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) [هود: من الآية31], كما أمر الله تعالى آخر رسله أن يقول للناس مثل ذلك,  فقال -سبحانه- لعبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) [الأنعام:50], وأمر الله نبيه أن يقول للناس أيضاً: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 188] أي قل لهم: إنني عبد فقير إلى الله مدَبَّر بأمره, لا يأتيني خير إلا من قبله, ولا يَصرف عني السوء إلا هو. ولو كنت أعلم الغيب لما مسني سوء, لعلمي بالأشياء قبل وقوعها فأتحاشاها, ولكنّ الأمرَ على غير ذلك فقد ينالني سوء, وقد يفوتني خير, فهذا أدل دليل على أني لا أعلم الغيب.

وقال تعالى: (وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) [يونس: 20] ولما ادعت الجن أنها تعلم الغيب أبان الله كذبها بموت سليمان؛ فإنهم لم يعلموا بموته وظنوا أنه قائم يراقب أعمالهم, فكانوا في خوف شديد وعمل مضنٍ, قال بعض المفسرين: "مكثوا على ذلك سنة, فلما  أكلت الأرضة عصاه التي كان يتكئ عليها وخرّ على الأرض, فطنوا لموته فظهر بذلك جهلهم بالغيب". قال تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) [سبأ: 14].

ومن حكمة الله تعالى أنه يطلع بعض أنبيائه ورسله على شيء من أمر الغيب؛ ليكون ذلك دليلاً على صدق نبوتهم, قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) [الجن: 26، 27].

وإذا كان من عقيدة المسلم أن الله تعالى وحده هو العالم بالغيب, فإن من عقيدته أيضاً أن الله هو المتفرد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة والإسعاد الإشقاء, وبيده الضر والنفع لا يملك شيئاً من ذلك معه أحد من الخلق, قال تعال: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) [يونس: 31، 32] وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) [الرعد: 2].

معاشر المؤمنين: إن من أدرك هذه الحقائق علم علماً يقينياً كذب ما يدعيه السحرة والكهان والمنجمون, وأصحاب البروج والقراءةِ في الكف والفنجان, والخط في الرمل من ادعائهم علم الغيب, والإخبار بما سيكون في المستقبل من حياة وموت وسعادة وشقاء وأفراح وأحزان.

وغاية ما يتوصلون إليه من ذلك إفسادُ العقيدة والإيمان وأكل الأموال بغير حق. فمن اعتقد أن الكاهن يعلم الغيب فقد جعله شريكاً لله في هذه الصفة العظيمة التي اختص الله بها. ومن اعتقد في النجوم والأبراج والطوالع وما شابهها أنها تؤثر في مجريات الأمور وتتحكم فيما يجري في الأرض, فقد جعل لله شريكاً في ربوبيته -والعياذ بالله-.

ولهذا كان مَنْ صدقهم في ادعاء علم الغيب كافراً بما أنزل الله على محمد -صلى الله عليه وسلم-, وكان من أهل النار إن لم يتب, فعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم ، ومصدق بالسحر". [رواه احمد وابن حبان]. ومعنى قوله: "مصدق بالسحر" يدخل فيه التصديق بأخبار المنجمين؛ لأن التنجيم شعبة من شعب السحر. وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-". [رواه أحمد وغيره].

إن هذه النجوم خلقها الله لحكم بينها في كتابه الكريم فقال: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ) [الملك: 5] وقال تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) [النحل: 16] قال قتادة -رحمه الله- مبينا ما في الآيات الكريمة: "خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها. فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به". انتهى

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا ذكرت النجوم فأمسكوا" [رواه أحمد]. أي إذا ذكرت النجوم بغير ما جاءت به الأدلة فأمسكوا عن الخوض فيها؛ لأنه من القول بغير علم, والذي قد يجر القائل إلى الوقوع في الشرك الأصغر أو الأكبر. وعن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من اقتبس علماً من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر ما زاد زاد وما زاد زاد". [أخرجه أحمد].

وقال ابن عباس: "إن قوماً ينظرون في النجوم ويحسبون أباجاد ,وما أرى للذين يفعلون ذلك من خلاق" أي من نصيب من رحمة الله في الآخرة -والعياذ بالله-. وجاء عن عمر أنه رد على من أشار عليه بمراعاة منازل القمر في خروجه إلى عدوه, فقال: "إنا -والله- ما نخرج بالشمس ولا بالقمر, ولكن نخرج بالله الواحد القهار".

وجاء عن علي أنه رد على من أشار إليه بمراعاة النجوم في مسيره للحرب, فقال له: "ما كان لمحمد -صلى الله عليه وسلم- منجم ولا لنا من بعده". ثم قال له: "من صدّقك بهذا القول كذب بالقرآن". ثم قال: "من صدقك بهذا القول لم آمن عليه أن يكون كمن اتخذ من دون الله نداً أو ضداً, اللهم لا طائر إلا طائرك, ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك، نكذبك ونخالفك ونسير في الساعة التي تنهانا عنها" ثم قال: "أيها الناس: إياكم وتعلم هذه النجوم إلا ماتهتدون به في ظلمات البر و البحر".

أيها الأخوة: إن بعض الناس قد يشكل عليه ما يكون في كلام المنجم أحياناً مما يطابق الواقع, فيتناسى كل ما أخطأ وكذب فيه, ولا يحفظ إلا ذلك المثال الذي وافق فيه الواقع. وكون المنجم يصيب في بعض الأحيان لا يدل ذلك على صدقه ولا علمه بالغيب, معاذ الله!! ولكن المنجمين لهم أولياء من الشياطين, والشياطين تسترق السمع من السماء, فقد تخبر المنجم بشيء مما سمعته من الملائكة مما قضاه الله وقدره, فيتحدث به المنجم ويزيد من عنده كذباً كثيراً.

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناس عن الكهان, فقال: "ليس بشيء", فقالوا: يا رسول الله؛ إنهم يحدثونا أحيانا بشيء فيكون حقا!. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تلك الكلمة من الحق يخطفها من الجني فيقرها في أذن وليه, فيخلطون معها مائة كذبة". [متفق عليه].

كما أن المنجم قد يذكر احتمالين لا ثالث لهما, فيقع أحد الأمرين, فينسى الناس حقيقة ما قال, ويعلق بأذهانهم أنه أصاب, كمن يُسأل عن مريض فيجيب بما يفيد أنه إما أن يموت وإما أن يشفى, أو يسأل عما في بطن المرأة فيجيب بما يفيد أنه إما ذكر وإما أنثى, ومعلوم أن المريض إنما يحصل له هذا أو هذا, والحمل إما أن يكون ذكراً أو أنثى, فينسى الجهال ذلك ويعلق بأذهانهم الاحتمال الذي طابق الواقع.

وخلاصة القول: أنه يحرم على المسلم إتيان الكهان والمنجمين, وإذا سألهم لم تقبل له صلاة أربعين ليلة, وإذا صدقهم في ادعاء علم الغيب فقد كفر بما أنزل الله على محمد -صلى الله عليه وسلم-. وإذا اعتقد أن النجوم مؤثرة بنفسها في الحوادث والوقائع فهذا شرك أكبر. وإذا اعتقد أنها أسباب وأن الخالق هو الله فهذا شرك أصغر. فعلى المسلم الحذر والاحتياط لدينه وعقيدته وتوحيده.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

الخطبة الثانية:

الحمد لله ..

أما بعد: فإن مما يدخل في اسم التنجيم ما يسمى بعلم التسيير, وهو أن يتعلم منازل النجوم وحركاتها؛ لأجل أن يعرف القبلة والأوقات وما يصلح من المواسم للزرع وما لا يصلح, فهذا على الصحيح تعلمه جائز لا حرج فيه؛ لأن هذا النوع داخل في قوله تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) [النحل: 16] وهذا قد جعل طلوع النجم الفلاني علامة على دخول فصل الشتاء مثلاً أو على خروجه, وليس في هذا القدر أن الشتاء دخل بسبب هذا النجم أو ذاك فلا حرج فيه.

فمن قال مطرنا في نوء كذا فهذا جائز؛ لأنه جعل النوء ظرفاً ووقتاً للمطر ولم يجعله سبباً. وهكذا توقع نزول المطر بأمارات وعلامات غير داخل في التنجيم المحرم, قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) [الأعراف: 57] فجعل بعض الرياح مبشرات يستبشر بها من عرفها بإقبال المطرلأنها علامة عليه, وليس معنى ذلك أنه يعلم الغيب.

وهكذا معرفة الكسوف والخسوف ليس من التنجيم المحرم, بل هو مما يطلع عليه بمعرفة الحساب وسير الشمس والقمر, ولا يمنع ذلك أن يكون آية عظيمة يخوف الله بها عباده ليتوبوا وينيبوا.

فاتقوا الله -عباد الله- واحذروا الكهان والسحرة والنجمين, والقراءة في الأبراج, ومتابعة البرامج التي يخرج فيها هؤلاء المنجمون, ولا يعرّض أحدكم دينه للخطر بدعوى حب الاستطلاع, والثقة في نفسه أنه لن يتأثر بما يسمع أو يرى أو يقرأ, فهذا من الغرور البالغ, فإن القلوب ضعيفة والشبه  خطافة.

ثم اعلموا -رحمكم الله- أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد.