البحث

عبارات مقترحة:

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم الكثير العطاء، واسم (الجواد) من أسماء الله الحسنى، ويدل على اتصافه تعالى بصفة الكرم على وجه الإطلاق، فلا أحد أجود منه جل جلاله. وهو اسم ثابت لله عز وجل في سنة النبي ، والعقل يدلّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

الجواد في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم الكثير العطاء، قال ابن فارس: «الجيم والواو والدال أصل واحد، وهو التَّسَمُّحُ بالشيء، وكثرة العطاء. يقال رَجُلٌ جَوادٌ بَيِّنُ الجُودِ، وقومٌ أجْوادٌ.» "المقاييس" (1/493) والفعل منه: جادَ يجودُ.

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على اتصاف الله تعالى بصفة الكرم، وهي من صفاته الفعلية جل وعلا، لأن لها تعلُّقًا بالمخلوقين. قال ابن القيم رحمه الله: «وا لجود كله له، وأحب ما إليه أن يجود على عباده ويوسعهم فضلا، ويغمرهم إحسانًا وَجُودًا، ويتم عليهم نعمته، ويضاعف لديهم منته، ويتعرف إليهم بأوصافه وأسمائه، ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه. فهو الجواد لذاته، وَجُود كل جواد خلقه الله، ويخلقه أبدًا أقل من ذرة بالقياس إلى جوده، فليس الجواد على الإطلاق إلا هو، وجود كل جواد فمن جوده، ومحبته للجود والإعطاء والإحسان، والبر والإنعام والإفضال فوق ما يخطر ببال الخلق، أو يدور في أوهامهم، وفرحه بعطائه وجوده وإفضاله أشد من فرح الآخذ بما يُعطاه ويأخذه». "المدارج" (1/228).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما واضحة لأن ما دلت عليه اللغة مطابق لما جاء في الاصطلاح، إلا أن الوصف الثابت لله هو على غاية الجلال والكمال وليس ذلك إلا لله تعالى.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة الكرم لله تعالى.

الأدلة

السنة النبوية

الجواد في السنة النبوية
جاء اسم الله (الجواد) في السنة النبوية في حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه حيث قال: «إنَّ اللَّهَ جوادٌ يحبُّ الجودَ ويحبُّ معاليَ الأخلاقِ ويَكرَه سَفسافَها» شعب الإيمان (7‏/3480). ونحو هذا الحديث حديثُ سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه: «إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ يحبُّ الطَّيِّبَ، نظيفٌ يحبُّ النَّظافةَ، كريمٌ يحبُّ الكرمَ جوادٌ يحبُّ الجودَ فنظِّفوا أُراهُ قالَ أفنيتَكُم ولا تشبَّهوا باليَهودِ» الترمذي (2799).

العقل

يُثبت العقلُ صفة الكرمَ التي يدل عليها اسم الله (الجواد) بقياس الأولى؛ فالكرم صفة كمال، وخلافه صفة نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من آثار الإيمان باسم الله (الجواد) ما يلي: محبة الله؛ لكرمه وجوده ونعمه التي لا تُعَدُّ ولا تحصى، ثم السعي لتحقيق أثر هذه المحبة القلبية من خلال الأعمال القولية والفعلية، فيصرف العبد حينئذ جميع ما أكرمه الله به وجاد به عليه في طاعته تعالى، وفعل ما يحب يرضى واجتناب ما يكره ويسخط، ثم إن كان هذا كله لزم منه أن يحبه الله عز وجل، كما قال سبحانه: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: 31]، فإن أحبه رزقه معيّته ونصره ومعونته، وأدام عليه نِعَمه بشكره. الحياء مع الله سبحانه وتعالى والخوف منه والتأدب معه، إذ إنه رغم المعاصي التي يبارزه بها عبده إلا أنه لم يمنع عنه عطاءه ولم يقطع عنه إمداده. ومن أعظم منح الله تعالى إذا آمن باسمه (الجواد) أن يرزقه: التوكل عليه، وتفويض الأمور إليه، والطلب منه سبحانه دون غيره، لأنه وحده المعطي بلا سبب، وبلا حد، وبلا مقابل.

المظاهر في الكون والحياة

أثر اسم الله (الجواد) في الكون والحياة ظاهر لا يخفى، ومنه أن الله يعطي خلقه كل شيء بلا مقابل، كما قال جل جلاله على لسان موسى: ﴿قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ﴾ [طه: 50]، وشمل ذلك الفضلُ منه المؤمنَ والكافر، والبر والفاجر، والمحسن والمسيء على حدٍّ سواء، بل في كثير من الأحيان يظهر أثر رزق الله على أهل الباطل أكثر مما يظهر على أهل الحق إمهالًا لهم، وهذا من شدة إحسان الله تعالى، وحِلمه، وكرمه.

أقوال أهل العلم

«لا ريب أن الله عند أهل الملل كريم جواد ماجد محسن عظيم المن قديم المعروف، وأن له الأسماء الحسنى التي يُثنى عليه فيها بإحسانه إلى خلقه». ابن تَيْمِيَّة "بيان تلبيس الجهمية" (1/521)
«وهو الجواد فجوده عم الوجو *****د جميعه بالفضل والإحسان وهو الجواد فلا يخيّب سائلا *****ولو أنه من أمة الكفران» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (2/229)
«الجواد: يعني أنه تعالى الجواد المطلق الذي عم بجوده جميع الكائنات، وملأها من فضله وكرمه، ونعمه المتنوعة، وخص بجوده السائلين بلسان المقال أو لسان الحال من بَرٍّ وفاجر ومسلم وكافر، فمن سأل الله أعطاه سؤاله، وأناله ما طلب، فإنه البر الرحيم». ابن سَعْدي "الحق الواضح المبين" (ص66)