المتين
كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...
العربية
المؤلف | أحمد بن ناصر الطيار |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التاريخ وتقويم البلدان - الأديان والفرق |
قلوبهم لم تعِ القرآن ولم تفقهه بعدُ, بل يستدلُّون بالآيات والأحاديث, وهم أجهل الناس بالْمُراد منها, ويلتمسون المعنى الذي يطلبونه ولو كان بعيداً، ويرغبون عن المعنى الصحيح ولو كان قريباً. ولذلك هم من أجهل الناس في مقاصدِ الشريعةِ, يأخذون بظواهر النصوص, ولا يلتفتون إلى مَن خالفهم ولو كان أعلمَ الناسِ.. فيُؤخذ من هذا, أنَّه يجبُ الْحَذَرُ من الانخداع بمظاهر الصلاح, والدين والعبادة، وعدمِ جعلِ ذلك دليلاً على الإخلاص وصحةِ الطريقةِ والمنهج، فالعبرة بالأخلاقِ وحُسْنِ السيرة, والاستقامةِ على ما أمر الله به ورسولُه، فالدين المعاملة...
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي منَّ علينا بشريعته الغرَّاء, وأكرمنا بنبيٍّ فضَّله على سائر الأنبياء، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، قضى بأنَّ العدلَ قامت به الأرضُ والسماء, وحرَّم الغلوَّ والتشدُّد والجفاء, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالدَّيْنِ الْقَوِيمِ، الْمَنْعُوتُ بِالْخُلُقِ الْعَظِيمِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ, وَسَلَّمَ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ وَالتَّسْلِيمِ.
أما بعد, فاتقوا الله عباد الله, واعلموا أنَّ حديثنا هذا اليوم, سيكون عن فرقةٍ مارقة, وطائفةٍ ضالة, سفكوا الدماء, ووقعوا في أعراض الصالحين والعلماء, إنهم الخوارج.
وهم كلُّ مَن خرج على الإمام المسلم, وعلى الجماعة المسلمة بالسيف, للدعاء إلى معتقده, وكان خروجه نابعًا مِن مُخالفة الأصولِ الشرعيَّة. فأما من خرج على الحاكم لأغراضٍ دُنيويَّة, فيُسمَّى قاطعَ طريق.
ومن خرج يدعو إلى مُعتقده, ولم يكن خروجُه نابعًا من مخالفةِ الأصولِ الشرعيَّة, فيُسمَّى باغيًا, كالذين خرجوا على عليٍّ -رضي الله عنه-, ومنهم صحابةٌ وخيارُ التابعين.
وسنأخذ حقيقتهم وصفاتِهم, من خلال هذا الحديث الصحيح, فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقطعةٍ من ذهَب, فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ: الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ, وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ, وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ, وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ, فَأَقْبَلَ رَجُلٌ يُقال له ذُو الخُوَيْصِرَةِ, رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ, فَقَال: اتَّقِ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُتعجِّبًا من هذه الجُرأةِ والوقاحة: مَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ، أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَلَا تَأْمَنُونِي؟، فلما وَلَّى وأدبر نَظَرَ إِلَيْهِ فقَالَ: إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا - أيْ مِنْ نسْله وَعَقِبه - قَوْمًا أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ, يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ –أيْ: يَخْرُجُونَ مِنْهُ كخُرُوج السَّهْم, إِذَا دخل في الصَّيْد وخرج مِنْ الجِهَة الأُخْرَى- يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ, وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ, لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ, فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ" (متفق عليه).
لقد جاء وصفُ الخوارج في هذا الحديث وصفًا دقيقاً, في أخلاقهم وطِباعِهِم, وأشكالِهِم وأفعالِهم. فلْنتعرَّفْ عليها لنحذرَها, ونُحذِّر مَنِ اتَّصفَ بها.
أما أخلاقُهم وطبائعُهُم, فمن ذلك: جُرأتُهم واحْتقارُهم لمن يُخالفهم, واتهامُهم وطعنُهم للأئمة والعلماء والصالحين.
فرئيسُهمْ ذُو الخُوَيْصِرَةِ هذا, اتهم أعدل وأصدق من وطئتْ قدمُه الأرض, واجْترأ وتطاول عليه, فكيف بغيره من العلماء والصالحين؟! فهم عليهم أجرأ وأشدُّ وقاحةً وتطاولاً.
فالخوارج لا يتورّعون عن إطلاق اتهاماتهم على أيِّ أحدٍ, ولو كان في حقِّ مَنْ أجمعتِ الأمةُ على إمامتِه وفضلِه.
ولا يمنعهم عن ذلك شيءٌ على الإطلاق؛ لأنهم يعدُّون ذلك من العدل والإنصاف والصدعِ بالحق, وعدمِ الميلِ والخنوعِ والخيانة ، كما أنهم يرون أنفسهم أوصياءَ على الدِّين وحدهم.
ومن أخلاقِهم وطبائِعهم أيضًا: الخشونةُ وشدَّةُ الغضب والجفاء, فهم لا يتعاملون مع الناس والْمُخالفين لهم إلا بالحدَّة والقسوة, ويستبيحون دماء المسلمين على أتفه الأسباب.
ومن أخلاقِهم وطبائِعهم أيضًا: أنهم يفتقدون للحكمة والرَّوية، فهم لا ينظرون إلى العواقب، ولا يهتمون بالمصالح العامّة، ومحبتُهم للفُرقة تغلبُ محبتَهم للوحدة, واستماتتُهم في تقديم آرائهم والدفاعِ عنها, والقتالِ في سبيلها أمرٌ ظاهرٌ لكلِّ من عرف حالهم؛ لأنهم يرون ذلك هو ما أمر الله به, ويَعُدُّونَهُ مِنَ الولاء للمؤمنين, والبراءةِ من المشركين والكافرين.
فقد خرجوا على خيار الصحابة -رضي الله عنهم-, وقتلوا أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه-.
ومن صفات الخوارج أيضًا: أنهم أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، أي أنهم صغار السنّ, ليسوا كالكبار في رجاحة العقل, ومعرفةِ الأمور, بل هم أقرب إلى الطيش والعجلة, والحماس المذموم.
سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، أيْ أنَّ عقولَهم رديئةٌ ضعيفة, لا يملكون رجاحةً في الفهم والعقل, قد جانبوا الرشد والصواب والطريقة المرضية.
يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، أيْ أنهم يتلون القرآن والسنَّة, ويحتجون بما جاء فيهما ممَّا يُوافق أهواءهم, لكنهم كما قال عبد الله بنُ عمر -رضي الله عنه-: "إنهم- أي: الخوارج- انطلقوا إلى آياتٍ نزلت في الكفار, فجعلوها على المؤمنين"، ولهذا كان -رضي الله عنه- يراهم شرارَ خلق الله.
فقلوبهم لم تعِ القرآن ولم تفقهه بعد, بل يستدلُّون بالآيات والأحاديث, وهم أجهل الناس بالْمُراد منها, ويلتمسون المعنى الذي يطلبونه ولو كان بعيداً، ويرغبون عن المعنى الصحيح ولو كان قريباً.
ولذلك هم من أجهل الناس في مقاصدِ الشريعةِ, يأخذون بظواهر النصوص, ولا يلتفتون إلى مَن خالفهم ولو كان أعلمَ الناسِ.
ومن صفاتهم أيضًا: كثرةُ وشدَّةُ عبادتهم, بل إنَّ الصحابة -رضي الله عنهم- على ما هم عليه من العبادة العظيمة, والطاعةِ الْمُستديمة "يَحْقِرُ أَحَدُهم صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ", أي يُدْمِنُون قراءته وتلاوته, ولكن: لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ, أي أَنَّ الْإِيمَان لَمْ يَرْسَخ فِي قُلُوبهمْ؛ لِأَنَّ مَا وَقَفَ عِنْد الْحُلْقُوم فَلَمْ يَتَجَاوَزهُ, لَا يَصِل إِلَى الْقَلْب.
وهذا يدلُّ على أنهم يقرؤونه دون فهم, ويتلونه دون تدبُّرٍ وتأمُّل, وصدق الله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].
فيُؤخذ من هذا, أنَّه يجبُ الْحَذَرُ من الانخداع بمظاهر الصلاح, والدين والعبادة، وعدمِ جعلِ ذلك دليلاً على الإخلاص وصحةِ الطريقةِ والمنهج، فالعبرة بالأخلاقِ وحُسْنِ السيرة, والاستقامةِ على ما أمر الله به ورسولُه، فالدين المعاملة.
يقول ابن عبد البرِّ -رحمه الله-: "وفي هذا الحديث نصٌّ على أن القرآن قد يقرءوه من لا دين له, ولا خير فيه, ولا يجاوز لسانه". ا.هـ كلامه.
وأما عن أشكالهم وهيئاتهم, فقد وُصف سيِّدهم في هذا الحديث بصفاتٍ عجيبة, ولذا يقولُ الحافظ ابنُ كثيرٍ -رحمه الله- في صفتهم: "وَهَذَا الضَّرْبُ مِنَ النَّاسِ مَنْ أَغْرَبَ أَشْكَالِ بَنِي آدَمَ، فَسُبْحَانَ مَنْ نَوَّعَ خَلْقَهُ كَمَا أَرَادَ، وَسَبَقَ فِي قَدَرِهِ ذَلِكَ". ا.هـ كلامه.
وأما عن أفعالِهم: فإنهم "يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ, وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ", وهذا ما نراه واقعًا من أتباعهم في هذا الزمان, انظروا ماذا عملوا مع أهلنا في الفلوجة والأنبار, انظروا كيف تسلَّطوا على المجاهدين في بلاد الشام, وأعلنوها حربًا لكلِّ المجاهدين هناك, بل إنَّ الكثيرَ من المصائبِ, التي أُصيب بها أهلُ الإسلام هم سببُها, وهم وقودُها ومُحرِّكُها, فكم أُغلقتْ مُؤسَّساتٌ خيريَّةٌ بسببهم, وكمِ احْتُلَّتْ دُولٌ إسلاميَّةٌ جرَّاء حماقتهم.
ومن أبرز عقائدهمُ الباطلة, أنهم يتساهلون بالتكفير, ويُكفرون بالعموم, فقد كفَّروا خيار الناس وصالحيهم, كمعاويةَ وعثمانَ وعليٍّ -رضي الله عنهم-.
وأذنابُهم وأتباعُهم هذا اليوم, يُكفرون جميع الحكام, ويُفسقون علماء الإسلام, ثم تَسَلْسَلُوا بالتكفير, فكفروا جميع العساكر والجيش, نسأل الله السلامة والعافية.
"وأَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا، إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ". كما في الصحيحين عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فما أشدَّ خطر الخوارج على المسلمين, ولذلك حذّر منهمُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أشدّ التحذير.
وتأملوا كيف عزم -صلى الله عليه وسلم- على قتالِهم واسْتئصالِهم, ورتَّب الأجر الجزيل على من قاتلهم, وذلك لما يعلمه من خطرهم على الإسلام والمسلمين.
نسأل الله تعالى أنْ يكفَّ شرَّهم, وأنْ يُجنِّب المسلمين فتنتهم, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رب العالمين، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ, وَسَلَّمَ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ وَالتَّسْلِيمِ.
أما بعد: معاشر المسلمين: لقد خرجت علينا دولةُ الخلافةِ المزعومةِ, بِبَيانٍ تبنّتْ فيه تفجير مسجدٍ من مساجد أهل السنة, في هذه البلاد الْمُباركة.
فيا لهْ يا أحفاد الخوارج, كيف تطيب أنفُسُكم بإراقة دماء المصلين, وتفجير بيوت الله على الراكعين والساجدين, كيف تستبيحون بيوتَ الله تعالى؟!
ثبت في الصحيحين عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: وُجِدَتِ امْرَأَةٌ كافرةٌ مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، "فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ" (متفق عليه).
فلا إله إلا الله! يغضبُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لامْرَأَةٍ كافرةٍ قُتلت في ساحات الحرب! وقد تكون ساعدتهم بالمداواة ونحوها, ومع ذلك ينهى عن قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.
فأين هذا من أُناسٍ يذبحون المسلمين المصلين في بيتٍ من بيوت الله تعالى؟!
وهذا نبيّ الله موسى -عليه السلام-, يقتلُ قبطيًّا كافراً مشركاً بالله العظيم، ولم يكن قتلُه له عن قصدٍ منه, ومع ذلك جعل قتلَه من الشيطان فقال: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) [القصص: 15], ثم أعلن توبَتَه وندَمَهُ فقَالَ: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي) [القصص: 16]، فكيف بمن يستحلّ قتل نفسِه, لأجل قتلِ عشرات النفوس البريئة المسلمة المصليَّة؟!
يقول شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-, وهو يتحدّث عن الخوارج وكأنه يتحدّث عن أحفادِهم الدواعش: "الخوارج أجرأ على السيف والقتال". نعم, هم أجرأ أهل الأرض على سفك الدماءِ.
وقال عنهم: "الخوارج باينوا جميع المذاهب فيما اختصوا به من التكفير بالذنوب"، وهكذا أتباعُ هذا التنظيم, شذُّوا عن جميع المذاهب في أفكارهم ومُعتقداتهم.
وقال عنهم: "يتخذون لهم دارًا غير دار الجماعة"، وهذا ما قاموا به, حيث أسّسوا وَطَنًا خاصًّا بهم, انتزعوه من تحت أقدام المسلمين في العراق والشام.
وقال كذلك: "الأمة متفقون على ذم الخوارج وتضليلهم, وإنما يتنازعون في تكفيرهم"، وهكذا اتفق عقلاءُ وعلماءُ الأُمّةِ على ذم تنظيم الدولةِ.
وقال أيضًا: "الخوارج يبتدعون أقوالا يجعلونها واجبةً في الدين, ويكفرون من خالفها ويستحلون دمه". نعم, لقد رأينا الدواعش ينهجون نفس هذا النهج, والأمثلة في ذلك كثيرةٌ, يكفي منها البيانُ الرسميُّ الذي أصدره تنظيم الدولة, الذي ألقاه المتحدث الرسميُّ لتنظيم الدولة أبو محمد العدناني, وجاء فيه: "فإنك بقتال الدولة الإسلامية تقع بالكفر، من حيث تدري أو لا تدري".
انظروا كيف ابتدعوا هذه البدعة الشنيعة, وأحدثوا ناقضًا جديدًا من نواقض الإسلام, وهي مقاتلة تنظيم الدولة. فكل من حاربهم ولو دفاعًا عن النفس فهو كافر.
فاللهم عليك بالخوارج المارقين, ومن عاونهم من الراوفض المشركين, إنك على كل شيءٍ قدير.