الظاهر
هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...
العربية
المؤلف | |
القسم | موسوعة الشبهات المصنفة |
النوع | صورة |
اللغة | العربية |
المفردات | شبهات حول القرآن |
يدعي بعض المتوهمين أن القرآن مضطرب في حديثه عن مادة خلق آدم عليه السلام، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى: )إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون( (59) (آل عمران)، وقوله عز وجل: )ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12)( (المؤمنون)، وقوله عز وجل: )فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب (11)( (الصافات)، وقوله سبحانه وتعالى: )ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون (26)( (الحجر). وقوله عز وجل: )والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير (45)( (النور). ففي الموضع الأول يذكر أن مادة خلق آدم هي التراب، وفي الثاني أن مادة الخلق هي الطين، وفي الثالث أن مادة الخلق هي الطين اللازب[1]، وفي الرابع أن مادة الخلق هي الحمأ[2] المسنون[3]، وفي الخامس أن مادة الخلق هي الماء، في حين أن السنة ذكرت أن الله خلق آدم علي صورته.
وهم بذلك يشككون في اتساق آيات القرآن من جهة، ويزعمون مخالفتها لأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - من جهة أخرى.
وجها إبطال الشبهة:1) الفهم السليم لمراحل خلق آدم من: التراب اليابس والطين، والطين المتماسك، والحمأ والصلصال، وطبيعة كل مرحلة ـ يزيل هذا الادعاء الباطل بوقوع الاضطراب في القرآن.
2) سبب ورود حديث خلق آدم وتأويلات العلماء له يثبتان عدم التشبيه بين آدم - عليه السلام - والله - عز وجل - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - والحديث خبر آحاد من المتشابه الذي يرد إلى المحكم قطعي الثبوت، وهو القرآن الكريم، وعليه فلا تعارض بين القرآن والسنة.
التفصيل: أولا. الفهم الصحيح لمراحل خلق آدم يزيل هذا الادعاء:إن حديث القرآن الكريم عن خلق آدم موزع في سور القرآن: (آل عمران، والنور، والحجر، والصافات، وغيرها)، وهذا لا يعني تعارضا أو اضطرابا، فالآيات على تعددها تذكر مراحل تكون آدم، وعناصر تكوينه، فحين يذكر القرآن أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم من تراب فهذا حق؛ لأن التراب عنصر تكوينه الأول،
* قال سبحانه وتعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران: 59]
وعندما يذكر أن آدم خلق من طين فهو حق أيضا،
* قال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ [المؤمنون: 12]
ولا تناقض بين هذا النص وسابقه؛ فإن الماء إذا صب على التراب صار طينا،
* وقال الله - سبحانه وتعالى - أيضا: وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [النّور: 45]
وعندما نقرأ
* قوله عز وجل: فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا ۚ إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ [الصافات: 11]
فهذا حق أيضا؛ لأن الطين إذا مكث فترة فإنه يصير لازبا؛ إذ إن لازبا بمعنى لاصقا، وإذا
* قال الله سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ [الحجر: 26]
فهذا حق، فإن الطين إذا مكث فترة صار يابسا، فكان صلصالا، والطين إذا مكث فترة صار أسود متغيرا، وذلك هو الحمأ، ثم كان مسنونا، قال الإمام النسفي: "وفي الأول كان ترابا، فعجن بالماء فصار طينا، فمكث فصار حمأ، فصار سلالة، فصور، ويبس فصار صلصالا"؛ ومن ثم فلا تناقض بين هذه المراحل.
ولقد أخبرنا الله - عز وجل - في كتابه العزيز أنه خلق آدم من تراب شأنه شأن عيسى عليه السلام، وصفته في خلق الله إياه على غير مثال سبق إلا أن آدم قد خلق من تراب، أي: من غير أم ولا أب، فهو في الإبداع أقوى وأعظم.
* وقد قال عز وجل: إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران: 59]
ثم كونه تكوينا آخر، ذكر أطواره جملة في آيات أخر، طين ثم صلصال من حمأ مسنون،
* فقال: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ [الحجر: 26]
* وقال: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ [السجدة: 7]
والصلصال: هو الطين اليابس، والحمأ: هو الطين الأسود، والمسنون: هو المتغير بسبب التفاعل الكيميائي، وقد شبهت طينة آدم في يبسها وصلصلتها بالفخار؛ لأن الفخار - كما يقول د. محمد وصفي - لا يصنع ولا يتكون إلا من طين غني بالعناصر التي يتركب منها الإنسان، وينشأ منها النبات.
إذن فعدد الأطوار التي مر بها آدم - عليه السلام - قبل نفخ الروح فيه خمسة على الجملة لا على التفصيل هي:
1. طور التراب اليابس الذي لا حراك فيه، ولا حياة.
2. طور الطين الذي لم تتفاعل عناصره بعد.
3. طور الطين المتماسك الذي أشار إليه سبحانه: (فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب) (الصافات:11).
4. وما لبث هذا الطين حتى اسود وتفاعلت عناصره، فكأنه حمأ.
5. طور الصلصال، فقد يبس هذا الطين - بعد أن تفاعلت عناصره - يبوسة تامة، حتى صار له رنين كرنين الفخار.
وبين كل طور من هذه الأطوار أطوار لا يعلمها إلا الله. ثم سواه الله ونفخ فيه من روحه؛ أي من سره المكنون، فصار إنسانا سويا مزودا بالعقل والعلم، وبكل المؤهلات التي تجعله قادرا بإذنه - سبحانه وتعالى - على تأدية وظيفته، التي خلقه من أجلها.
وقصة خلق آدم هي قصة خلق البشرية كلها، فهو مخلوق من طين وذريته مخلوقون من طين أيضا؛ إذ إن النطفة التي خلقوا منها هي من الطين على الحقيقة، فمن الطين كان النبات، ومن النبات كان المني، ومن المني كانت النطفة.
* قال عز وجل: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ۖ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ [الأنعام: 2]
أي: ابتدأ خلقكم وخلق أبيكم من طين، وقد عرف العلماء في هذا العصر أن الطين يحمل عناصر كثيرة تبلغ في جملتها تسعين عنصرا يحمل النبات منها جملة، فإذا أكله الإنسان تحولت بعض العناصر إلى منويات، ومن هذه المنويات تتكون النطف، فتكون هذه النطف حاملة لخلاصة صالحة من هذه العناصر، يسميها الله عز وجل "سلالة"
* في قوله سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ [المؤمنون: 12]
تلك هي مراحل خلق الإنسان الأول عبر بعض سور القرآن الكريم، توالت فيها وتتابعت وتكاملت معاني المصطلحات: التراب، الماء، الطين، الحمأ المسنون، الصلصال، دونما أية شبهة للتعارض أو التناقض، إذن فالمراحل السابقة لآدم - عليه السلام - بالأصالة، ولذريته بالتبعية.
ثانيا. سبب ورود الحديث و تأويلات العلماء له يثبتان عدم التشبيه والتجسيم:إن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«خلق الله آدم على صورته»[5] له سبب لم يذكره الراوي اختصارا، ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر برجل يضرب ابنه أو عبده، في وجهه لطما، ويقول: قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك، فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه؛ فإن الله خلق آدم على صورته»[6]. وإنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك له؛ لأنه سمعه يقول: "قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك". بدليل أنه نهى عن ذلك بقوله: «ولا تقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك»[7]. وذلك سب للأنبياء، والمؤمنين، فزجره عن ذلك، وخص آدم بالذكر؛ لأنه هو الذي ابتدئت خلقة وجهه على الحد الذي يحتذى عليها من بعده، كأنه ينبهه على أنك قد سببت آدم، ومن ولد، مبالغة في الردع له عن مثله[8].
وللعلماء في تأويل الحديث وجوه أخرى أشهرها وأرجحها ما تقدم، وفهم الحديث على أن الضمير يعود على لفظ الجلالة فهم ضعيف إذا الضمير في "صورته" يعود إلى أقرب مذكور وهو آدم، وإن كان للعلماء مخارج وتأويلات في ذلك بما يدفع التشبيه، والتجسيم الذي لا تقره النصوص الصريحة القاطعة في القرآن الكريم،
* كقوله عز وجل: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4]
* وقوله سبحانه وتعالى: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]
وهما من الآيات المحكمات قطعية الثبوت والدلالة، والحديث السابق، وإن كان صحيحا فهو خبر آحاد، وهو من المتشابه، والمتشابه يرد إلى المحكم ويفهم على ضوئه[9].
ويعرض شيخ الإسلام ابن تيمية لهذا الحديث فيقول: "أما من يزعمون تناقض هذا الحديث مع قوله عز وجل: (فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجـا ومـن الأنعـام أزواجـا يذرؤكـم فيه ليـس كمثلـــه شـيء وهـو السميـع البصيـر (11) (الشورى:11)، فإن يسر الله لهم الجمع، فليجمعوا، وإن لم يتيسر؛ فليقولوا كما قال الراسخون في العلم: )آمنا به كل من عند ربنا( (آل عمران: 7)، وعقيدتنا أن الله لا مثيل له؛ فبهذا تسلم من الزيغ والضلال.
هذا كلام الله، وهذا كلام رسوله، والكل حق، ولا يمكن أن يكذب بعضه بعضا؛ لأنه كله خبر وليس حكما كي ينسخ، فأقول: هذا نفي المماثلة وهذا إثبات الصورة؛ لأن من قال: «إن الله خلق آدم على صورته»[10] رسول الذي قال: )ليس كمثله شيء(. والرسول لا يمكن أن ينطق بما يكذب القرآن، والذي قال: «خلق آدم على صورته» هو الذي قال: «أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر»[11].
فهل يعتقد هؤلاء أن الذين يدخلون الجنة على صورة القمر من كل وجه، أم أنهم على صورة البشر، لكن في الوضاءة والحسن، والجمال، واستدارة الوجه، وما أشبه ذلك مما هو على صورة القمر، لا من كل وجه؟!
فإن قلنا بالأول؛ فمقتضاه أنهم دخلوا، وليس لهم أعين، وليس لهم أنوف وليس لهم أفواه، وإن شئنا قلنا: دخلوا وهم أحجار.
وإن قلت بالثاني؛ زال الإشكال، وتبين أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلا له من كل وجه.
وإن أبى هؤلاء المدعون إلا المماثلة، فهناك جواب آخر، وهو أن الإضافة هنا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه؛ فقوله: "على صورته"؛ مثل قوله - عز وجل - في آدم)ونفخت فيه من روحي( (ص: 72)، ولا يمكن أن يكون الله ـ عز وجل - قد أعطى آدم جزءا من روحه، بل المراد الروح التي خلقها الله عز وجل لكن إضافتها إلى الله بخصوصها من باب التشريف؛ كما نقول: عباد الله؛ فيشمل الكافر، والمسلم، والمؤمن، والشهيد، والصديق والنبي، لكننا لو قلنا: محمد عبد الله؛ فهذه إضافة خاصة، ليست كالعبودية السابقة.
فقوله: "خلق آدم على صورته"؛ يعني: صورة من الصور التي خلقها الله وصورها؛
* كما قال عز وجل: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ [الأعراف: 11]
والمصور آدم، إذن فآدم على صورة الله؛ يعني: أن الله هو الذي صوره على هذه الصورة التي تعد أحسن صورة في المخلوقات،
* لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين: 4]
فإضافة الصورة إلى الله من باب التشريف، كأنه - عز وجل - اعتنى بهذه الصورة، ومن أجل ذلك لا تضرب الوجه؛ فتعيبه حسا، ولا تقبحه فتقول: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك؛ فتعيبه معنى؛ من أجل أنه الصورة التي صورها الله وأضافها إلى نفسه تشريفا وتكريما؛ أي: لا تقبحها بعيب حسي، ولا بعيب معنوي، وهذا التأول: إضافة الصورة إلى الله تعالى إضافة تشريف له وله نظير، كما في: بيت الله، وناقة الله، وعبد الله؛ لأن هذه الصورة - أي صورة آدم - منفصلة بائنة من الله، وكل شيء أضافه الله إلى نفسه وهو منفصل بائن عنه؛ فهو من المخلوقات؛ فحينئذ يزول الإشكال.
ولكن إذا قال قائل: أيهما أسلم للمعنى الأول أم الثاني؟ قلنا: المعنى الأول أسلم، مادمنا نجد أن لظاهر اللفظ مستساغا في اللغة العربية وإمكانا في العقل؛ فالواجب حمل الكلام عليه، ونحن نجد أن الصورة لا يلزم منها مماثلة الصورة الأخرى، وحينئذ يكون الأسلم أن نحمله على ظاهره.
وإذا قالوا: ما الصورة التي تكون لله ويكون آدم عليها؟
قلنا: إن الله - عز وجل - له وجه، وله عين، وله يد، وله رجل - عز وجل - لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان؛ فهناك شيء من الشبه، لكنه ليس على سبيل المماثلة؛ كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه من القمر، لكن بدون مماثلة.
وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة؛ من أن جميع صفات الله - سبحانه وتعالى - ليست مماثلة لصفات المخلوقين؛ من غير تحريف ولا تعطيل[12]، ومن غير تكييف[13] ولا تمثيل[14].
الخلاصة:الفهم الخاطئ لمراحل تكون آدم، وتعدد صور خلقه أدى إلى هذا الزعم، فالمراحل التي ذكرها القرآن هي: طور التراب اليابس الذي لا حراك فيه ولا حياة، ثم طور الطين الذي لم تتفاعل عناصره بعد، ثم طور الطين اللازب، ثم طور الحمأ المسنون، ثم مرحلة التسوية، ثم نفخ الروح... هذه هي مراحل تكون الخلق كما اقتضتها حكمة الله وقدرته، وإن تحدث القرآن عن تلك المراحل في سور القرآن المختلفة فلا يعني هذا تعارضا أو اضطرابا، إنما هي عملية مرحلية حتى وصلت إلى الصورة النهائية.
بالرجوع إلى سبب ورود الحديث - الذي أغفله الراوي اختصارا - يتضح لنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد زجر الرجل؛ إذ إن سب الغلام وتقبيح وجهه إنما هو سب للأنبياء والصالحين، وقد خص النبي - صلى الله عليه وسلم - آدم - عليه السلام - اعتبارا بالأصل الأول.
الحديث خبر آحاد ورد في المتشابه، والمتشابه من خبر الآحاد يرد إلى قطعي الثبوت؛ أي القرآن الكريم، والسنة الصحيحة، والرد إلى الآية يثبت عدم التعارض ومن ثم فلا إشكال.