الله
أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...
العربية
المؤلف | مجموعة مؤلفي بيان الإسلام |
القسم | موسوعة الشبهات المصنفة |
النوع | صورة |
اللغة | العربية |
المفردات | شبهات حول القرآن |
يدعي بعض المتوهمين أن هناك تناقضا ب
* ين قوله سبحانه وتعالى: (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد (22)) [ق]
* ، وقوله سبحانه وتعالى: (ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون (12)) [السجدة،]
* وبين قوله سبحانه وتعالى: (ونحشره يوم القيامة أعمى (124)) [طه]
* ، وقوله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا [الإسراء: 97]
ويتساءلون: كيف يقر القرآن أن أهل النار يبصرون، ثم يتفي ما أقره في موضع آخر؟! ويستدلون بذلك في زعمهم على أن القرآن ليس من عند الله؛ تمهيدا للطعن في عصمة القرآن الكريم من التناقض.
وجه إبطال الشبهة:
ذكر العلماء عدة تفسيرات لهذه الآيات؛ منها:
1) يحشر أهل النار صما [1] بكما [2] عميا، ثم يرد الله تعالى إليهم أبصارهم وسمعهم ونطقهم.
2) أن أهل النار لا يرون ولا يسمعون شيئا يسرهم، ولا يستطيعون أن ينطقوا بحجة.
3) يقـول الله تعالـى لأهــل جهنــم: (اخسئوا فيها ولا تكلمون (108)) (المؤمنون)، فيقع بهم ذلك العمى والصمم والبكم.
4) الآيات التي تثبت السمع والبصر والنطق لأهل النار هي على حقيقة اللفظ عند جمهور العلماء، مع اختلاف بينهم في المواقف التي قيلت فيها.
توجيهات العلماء لهذه الآيات:
1. أهل النار يحشرون صما بكما عميا، ثم يرد الله - سبحانه وتعالى - إليهم أبصارهم وسمعهم ونطقهم:
فالمراد
* بقوله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا [الإسراء: 97]
أن الله - عز وجل - يحشرهم على هذا الحال حقيقة، ويكون ذلك في مبدأ الأمر، ثم يرد الله تعالى إليهم أبصارهم ونطقهم وسمعهم، فيرون النار ويسمعون زفيرها، وينطقون بما حكى الله تعالى عنهم في غير موضع.
2. أهل النار لا يرون شيئا يسرهم، ولا يسمعون كذلك، ولا ينطقون بحجة.
وقيل: إن الكفار يوم القيامة يبصرون ويتكلمون ويسمعون وكل حواسهم سليمة مدركة، وأما أنهم يحشرون عميا وبكما وصما فذلك على المجاز، أي أنهم لا يرون شيئا يسرهم، ولا يسمعون كذلك، ولا ينطقون بحجة، كما أنهم كانوا في الدنيا لا يستبصرون ولا ينطقون بالحق ولا يسمعون، فنزل ما يقولونه ويسمعونه ويبصرونه منزلة العدم؛ لعدم الانتفاع به.
3. الله - عز وجل - يقول لأصحاب جهنم:
* (قال اخسئوا فيها ولا تكلمون (108)) [المؤمنون،]
فيقع بهم ذلك العمى والصمم والبكم.
وقيل: إن قوى الكفار تكون سليمة عندما يحشرون بعد الحساب، من الموقف إلى النار، ثم إن الله - سبحانه وتعالى - إذا قال لهم: اخسأوا فيها ولا تكلمون، وقع بهم ذلك العمى والصمم والبكم من شدة الكرب واليأس من الفرج،
* قال سبحانه وتعالى: (ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون (85)) [النمل.]
4. وقيل: إن الكفار حشروا وحواسهم سليمة، ثم إنهم عموا حين دخلوا النار؛ لشدة سوادها، وانقطع كلامهم حين قيل لهم: اخسئوا فيها ولا تكلمون، وذهب الزفير والشهيق بسمعهم، فلم يسمعوا شيئا [3].
* أما قوله سبحانه وتعالى: (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد (22)) [ق]
، فقيل: المراد به: بصر القلب، كما يقال: هو بصير بالفقه، فبصر القلب، وبصيرته تبصرته شواهد الأفكار ونتائج الاعتبار كما تبصر العين ما قابلها من الأشخاص والأجسام. وقيل: المراد به: بصر العين وهو الظاهر، أي: بصر عينك اليوم حديد أي قوي نافذ يرى ما كان محجوبا عنك. قال مجاهد:
* (فبصرك اليوم حديد (22)) [ق،]
يعني: نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن سيئاتك وحسناتك وقال الضحاك: يعاين ما يصير إليه من ثواب وعقاب، وقيل: يعني أن الكافر يحشر وبصره حديد [4] ثم يزرق ويعمى [5].
* وأما قوله سبحانه وتعالى: (ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون (12)) [السجدة]
، فقد قيل فيه أن معنى أبصرنا: أي: أبصرنا ما كنا نكذب، وسمعنا ما كنا ننكر. وقيل: أبصرنا صدق وعيدك، وسمعنا تصديق رسلك.. وكانوا يسمعون ويبصرون في الدنيا، ولكن لم يكونوا يتدبرون، وكانوا كمن لا يبصر ولا يسمع، فلما تنبهوا في الآخرة صاروا حينئذ كأنهم سمعوا وأبصروا. وقيل: أي ربنا لك الحجة، فقد أبصرنا رسلك وعجائب خلقك في الدنيا، وسمعنا كلامهم، فلا حجة لنا. فهذا اعتراف منهم [6].
الخلاصة:
• ليس هناك أي تناقض بين الآيات التي يدور حديثنا حولها؛ وذلك لأن:
• المراد بالآية:
* وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا [الإسراء: 97]
: أنهم يحشرون صما بكما عميا في مبدأ الأمر، ثم يرد الله تعالى إليهم أبصارهم وسمعهم ونطقهم؛ فيرون النار ويسمعون زفيرها، وينطقون بما حكى الله تعالى عنهم في غير موضع. وقيل: إن أهل النار لا يرون ما يسرهم، ولا يسمعون كذلك، ولا ينطقون بحجة، كما أنهم كانوا في الدنيا لا يستبصرون بالحق، ولا ينطقون به، ولا يسمعونه. وقيل: إن الله - سبحانه وتعالى -
* يقول لأصحاب جهنم (قال اخسئوا فيها ولا تكلمون (108)) [المؤمنون؛]
فيقع بهم ذلك العمى والصمم والبكم من شدة الكرب واليأس من الفرج.
• أما الآيات التي تثبت السمع والبصر والنطق للكفار يوم القيامة، فأغلب الآراء على أنها على حقيقة ألفاظها، فالسمع حقيقي، وكذلك النطق والبصر، على خلاف بينهم في المواقف التي ذكرت فيها هذه الآيات.