فَدَكُ
بالتحريك، وآخره كاف، قال ابن دريد: فدّكت القطن تفديكا إذا نفشته، و قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة، أفاءها الله على رسوله، صلّى الله عليه وسلّم، في سنة سبع صلحا، وذلك أن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا ثلث واشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل، وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك، فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله،
ﷺ، وفيها عين فوّارة ونخيل كثيرة، وهي التي قالت فاطمة،
رضي الله عنها: إن رسول الله،
ﷺ، نحلنيها، فقال أبو بكر،
رضي الله عنه: أريد لذلك شهودا، ولها قصة، ثم أدى اجتهاد عمر ابن الخطاب بعده لما ولي الخلافة وفتحت الفتوح واتسعت على المسلمين أن يردّها إلى ورثة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فكان علي بن أبي طالب، رضيالله عنه، والعباس بن عبد المطلب يتنازعان فيها، فكان عليّ يقول: إن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، جعلها في حياته لفاطمة، وكان العباس يأبى ذلك ويقول: هي ملك لرسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وأنا وارثه، فكانا يتخاصمان إلى عمر،
رضي الله عنه، فيأبى أن يحكم بينهما ويقول: أنتما أعرف بشأنكما أما أنا فقد سلمتها إليكما فاقتصدا فيما يؤتى واحد منكما من قلة معرفة، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إلى عامله بالمدينة يأمره بردّ فدك إلى ولد فاطمة،
رضي الله عنها، فكانت في أيديهم في أيام عمر بن عبد العزيز، فلما ولي يزيد بن عبد الملك قبضها فلم تزل في أيدي بني أمية حتى ولي أبو العباس السفّاح الخلافة فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فكان هو القيّم عليها يفرّقها في بني علي بن أبي طالب، فلما ولي المنصور وخرج عليه بنو الحسن قبضها عنهم، فلما ولي المهدي بن المنصور الخلافة أعادها عليهم ثم قبضها موسى الهادي ومن بعده إلى أيام المأمون فجاءه رسول بني علي بن أبي طالب فطالب بها فأمر أن يسجّل لهم بها، فكتب السجلّ وقرئ على المأمون، فقام دعبل الشاعر وأنشد: أصبح وجه الزمان قد ضحكا بردّ مأمون هاشم فدكا وفي فدك اختلاف كثير في أمره بعد النبي،
ﷺ، وأبي بكر وآل رسول الله،
ﷺ، ومن رواة خبرها من رواه بحسب الأهواء وشدة المراء، وأصح ما ورد عندي في ذلك ما ذكره أحمد بن جابر البلاذري في كتاب الفتوح له فانه قال: بعث رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بعد منصرفه من خيبر إلى أرض فدك محيّصة بن مسعود ورئيس فدك يومئذ يوشع بن نون اليهودي يدعوهم إلى الإسلام فوجدهم مرعوبين خائفين لما بلغهم من أخذ خيبر فصالحوه على نصف الأرض بتربتها فقبل ذلك منهم وأمضاه رسول الله،
ﷺ، وصار خالصا له، صلّى الله عليه وسلّم، لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فكان يصرف ما يأتيه منها في أبناء السبيل، ولم يزل أهلها بها حتى أجلى عمر،
رضي الله عنه، اليهود فوجّه إليهم من قوّم نصف التربة بقيمة عدل فدفعها إلى اليهود وأجلاهم إلى الشام، وكان لما قبض رسول الله،
ﷺ، قالت فاطمة،
رضي الله عنها، لأبي بكر،
رضي الله عنه: إن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، جعل لي فدك فأعطني إياها، وشهد لها علي بن أبي طالب،
رضي الله عنه، فسألها شاهدا آخر فشهدت لها أمّ أيمن مولاة النبي، صلّى الله عليه وسلّم، فقال: قد علمت يا بنت رسول الله أنه لا يجوز إلا شهادة رجلين أو رجل وامرأتين، فانصرفت، وروي عن أمّ هانئ أن فاطمة أتت أبا بكر،
رضي الله عنه، فقالت له: من يرثك؟ فقال: ولدي وأهلي، فقالت له: فما بالك ورثت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، دوننا؟ فقال: يا بنت رسول الله ما ورثت ذهبا ولا فضة ولا كذا ولا كذا ولا كذا، فقالت: سهمنا بخيبر وصدقتنا بفدك! فقال: يا بنت رسول الله سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنما هي طعمة أطعمنيها الله تعالى حياتي فإذا متّ فهي بين المسلمين. وعن عروة بن الزبير: أن أزواج رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أرسلن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألن مواريثهن من سهم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة، إنما هذا المال لآلمحمد لنائبتهم وضيفهم فإذا متّ فهو إلى والي الأمر من بعدي، فأمسكن، فلما ولي عمر بن عبد العزيز خطب الناس وقصّ قصة فدك وخلوصها لرسول الله،
ﷺ، وأنه كان ينفق منها ويضع فضلها في أبناء السبيل، وذكر أن فاطمة سألته أن يهبها لها فأبى وقال: ما كان لك أن تسأليني وما كان لي أن أعطيك، وكان يضع ما يأتيه منها في أبناء السبيل، وإنه،
عليه الصلاة والسلام، لما قبض فعل أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ مثله، فلما ولي معاوية أقطعها مروان بن الحكم، وإن مروان وهبها لعبد العزيز ولعبد الملك ابنيه ثم إنها صارت لي وللوليد وسليمان، وإنه لما ولي الوليد سألته فوهبها لي وسألت سليمان حصته فوهبها لي أيضا فاستجمعتها، وإنه ما كان لي مال أحبّ إليّ منها، وإنني أشهدكم أنني رددتها على ما كانت عليه في أيام النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، فكان يأخذ مالها هو ومن بعده فيخرجه في أبناء السبيل، فلما كانت سنة 210 أمر المأمون بدفعها إلى ولد فاطمة وكتب إلى قثم بن جعفر عامله على المدينة أنه كان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أعطى ابنته فاطمة،
رضي الله عنها، فدك وتصدّق عليها بها وأن ذلك كان أمرا ظاهرا معروفا عند آله،
عليه الصلاة والسلام، ثم لم تزل فاطمة تدعي منه بما هي أولى من صدّق عليه، وأنه قد رأى ردّها إلى ورثتها وتسليمها إلى محمد بن يحيى ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ومحمد بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،
رضي الله عنهما، ليقوما بها لأهلهما، فلما استخلف جعفر المتوكل ردّها إلى ما كانت عليه في عهد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعمر بن عبد العزيز ومن بعده من الخلفاء، وقال الزجاجي: سميت بفدك ابن حام وكان أول من نزلها، وقد ذكر غير ذلك وهو في ترجمة أجإ، وينسب إليها أبو عبد الله محمد بن صدقة الفدكي، سمع مالك بن أنس، روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي وكان مدنّسا، وقال زهير: لئن حللت بجوّ في بني أسد في دين عمرو وحالت بيننا فدك ليأتينّك منّي منطق قذع باق كما دنّس القبطيّة الودك
[معجم البلدان]
فدك
بالتحريك وآخره كاف: وهي قرية أفاءها الله على رسوله في سنة سبع صالحا: وهي اليوم بلدة عامرة كثيرة النخل والزرع والسكان في شرق خيبر، وتسمى اليوم: «الحائط». ولها في الحديث والسيرة قصة يطول ذكرها، وانظر المخطط 30. (فدك) «1» * حدثنا حبان بن بشر، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، وعبد الله بن أبي بكر، عن بعض ولد محمد ابن أبي سلمة، قال: بقيت بقيّة من أهل خيبر تحصّنوا فسألوا رسول الله أن يحقن دماءهم ويسيّرهم، ففعل، فسمع بذلك أهل فدك، فنزلوا على مثل ذلك، فكانت للنّبي صلّى الله عليه وسلّم خالصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب. * حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد العزيز عمران، عن إبراهيم بن حويّصة، عن خاله معن بن جويّة، عن حسيل بن خارجة، قال: بعث يهود فدك إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين افتتح خيبر: «أعطنا الأمان منك وهي لك» ، فبعث إليهم محيّصة بن حرام، فقبضها للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فكانت له خاصة. وصالحه أهل الوطيح وسلالم من أهل خيبر على الوطيح وسلالم، وهي من أموال خيبر، فكانت له خاصة، وخرجت الكتيبة في الخمس، وهي مما يلي الوطيح وسلالم، فجمعت شيئا واحدا، فكانت مما ترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من صدقاته، وفيما أطعم أزواجه. * قال محمد، وقال ابن إسحاق: لما فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من خيبر، قذف الله في قلوب أهل فدك حين بلغهم ما أوقع الله بأهل خيبر، فبعثوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصالحونه على النصف من فدك، فقدمت عليه رسلهم بخيبر، أو بالطريق، أو بعدما قدم المدينة، فقبل ذلك منهم. فكانت فدك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم خالصة؛ لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، فهي من صدقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فالله أعلم على النصف صالح أهلها أم عليها كلها، فكل ذلك قد جاءت به الأحاديث. * قال محمد بن يحيى، وكان مالك بن أنس، يحدث عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم صالح أهل فدك على النصف له والنصف لهم، فلم يزالوا على ذلك حتى أخرجهم عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وأجلاهم، فعرض __________ (1) عن تاريخ المدينة لابن شبّة.الخريطة رقم (30)لهم بالنصف الذي كان عوضا من إبل ورجال ونقد حتى أوفاهم قيمة نصف فدك عوضا ونقدا، ثم أجلاهم منها. * قال أبو غسان، وقال غير مالك: لما استخلف عمر
رضي الله عنه أجلى يهود خيبر، فبعث إليهم من يقوّم الأموال، فبعث أبا الهيثم بن التّيّهان، وفروة بن عمرو، وجبّار بن صخر، وزيد بن ثابت، فقوموا أرض فدك ونخلها، فأخذها عمر
رضي الله عنه ودفع إليهم قيمة النصف الذي لهم، وكان مبلغ ذلك خمسين ألف درهم. وقال بعض العلماء: كان يزيد على ذلك شيئا، وكان ذلك من مال أتى عمر
رضي الله عنه من مال العراق، فأجلى عمر
رضي الله عنه أهل فدك إلى الشام. * حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن رجل، عن يحيى بن سعيد، قال: كان أهل فدك أرسلوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فبايعوه- على أن لهم رقابهم ونصف أرضهم، ولرسول الله صلّى الله عليه وسلّم شطر أرضهم ونخلهم.
[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]
فدك (1) :
معروفة (2)، بينها وبين المدينة (3) يومان، وحصنها يقال له الشمروخ، بقرب خيبر، وكان أهل فدك قد صالحوا النبي
ﷺ على النصف من ثمارها في سنة ست، وكانت له خالصة لأنه لم يوجف المسلمون عليها بخيل ولا ركاب، وكان معاوية وهبها لمروان ثم ارتجعها منه سنة ثمان وأربعين لموجدة وجدها عليه، ولما ولي عمر بن عبد العزيز ردَّ فدك إلى ما كانت عليه على عهد رسول الله
ﷺ وكانت له خالصة في أيام إمرته (4) تغل له عشرة آلاف دينار فتجافى عنها. (1) معجم ما استعجم 3: 1015، وصبح الأعشى، وخلاصة الوفا: 396. (2) ص ع: معرفة. (3) معجم البكري: خيبر. (4) ص: إمارته.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
فدك
جَاءَ ذِكْرُهَا فِي غَزَاةِ خَيْبَرَ. هِيَ بَلْدَةٌ كَانَتْ عَامِرَةً، صَالَحَ أَهْلُهَا رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ فَتْحِ خَيْبَرَ، وَلَهَا قَصَصٌ وَأَخْبَارٌ فِي التَّارِيخِ الْإِسْلَامِيِّ. وَهِيَ قَرْيَةٌ مِنْ شَرْقِيِّ خَيْبَرَ عَلَى وَادٍ يَذْهَبُ سَيْلُهُ مَشْرِقًا إلَى وَادِي الرُّمَّةِ، تُعْرَفُ الْيَوْمَ بِالْحَائِطِ، وَجُلُّ مُلَّاكِهَا قَبِيلَةُ هُتَيْمٍ. فَرْدَةُ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَإِسْكَانِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَآخِرَهُ تَاءٌ مَرْبُوطَةٌ: جَاءَ فِي ذِكْرِ إسْلَامِ زَيْدِ الْخَيْرِ، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَطَعَ لَهُ فَيْدًا - ذَكَرْنَا هَذَا الْخَيَرَ فِي فَيْدٍ - وَأَرَضِينَ مَعَهُ ; وَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَاجِعًا إلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنْ يَنْجُو زَيْدٌ مِنْ حُمَّى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا انْتَهَى مِنْ بَلَدِ نَجْدٍ إلَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِهِ، يُقَالُ لَهُ: فَرْدَةُ، أَصَابَتْهُ الْحُمَّى بِهَا فَمَاتَ. اخْتَلَفَ الْمُتَقَدِّمُونَ حَوْلَ هَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالُوا: فَرْدَةُ، وَقَالُوا. قَرَدَةُ، بِالْقَافِ، وَخَلَطُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي غَزَاهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ - ذُكِرَ فِي قَرَدَةَ - فَقَالُوا: هُوَ أَيْضًا فَرْدَةُ، بِالْفَاءِ، وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ قَرَدَةُ، بِالْقَافِ. وَمِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ هَذَا الِاخْتِلَافِ أَنَّ نَقْطَ الْحُرُوفِ جَاءَ مُتَأَخِّرًا عَنْ قَيْدِ تِلْكَ الْحَوَادِثِ. وَالرَّاجِحُ أَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ زَيْدُ الْخَيْلِ هُوَ فَرْدَةُ، بِالْفَاءِ، وَاَلَّذِي غَزَاهُ زَيْدُ بِالْقَافِ. وَمَوْضِعُ فَرْدَةَ هَذِهِ قَبْلَ فَيْدٍ مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ فِي أَوَّلِ بِلَادِ طَيٍّ، وَكَانَتْ بِلَادُ طَيٍّ، مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ تَبْدَأُ بَعْدَ الْحِرَارِ الْمُتَّصِلَةِ بِخَيْبَرِ، وَبَعْدَ صُدُورِ وَادِي الرُّمَّةِ. وَفِي الْجَنُوبِ الْغَرْبِيِّ مِنْ فَيْدِ مَاءٍ يُسَمَّى فَرْدَةَ فَلَعَلَّهُ هُوَ. الْفُرُعُ: بِضَمِّ الْفَاءِ وَالرَّاءِ، وَآخِرَهُ عَيْنٌ مُهْمَلَةٌ. جَاءَ فِي ذِكْرِ سَرِيَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: وَسَلَكَ عَلَى الْحِجَازِ، حَتَّى إذَا كَانَ بِمَعْدِنِ، فَوْقَ الْفُرُعِ يُقَالُ لَهُ: بُحْرَانُ، أَضَلَّ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بَعِيرًا لَهُمَا، كَانَا يَعْتَقِبَانِهِ. وَأَوَّلُ النَّصِّ وَرَدَ فِي «الْفُرُعِ». قُلْت: الْفُرُعُ: وَادٍ فَحْل مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ، يَمُرُّ عَلَى 150 كَيْلًا جَنُوب الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ، كَثِيرُ الْعُيُونِ وَالنَّخْلِ وَالنُّزُلِ، سُكَّانُهُ بَنُو عَمْرِو بْنِ حَرْبٍ، وَكَانَ عِنْدَ الْبَعْثَةِ لِمُزَيْنَةَ. وَقَدْ أَفَضْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ فِي «مُعْجَمِ مَعَالِمِ الْحِجَازِ». الْفَرْعُ جَبَلٌ مِنْ سِلْسِلَةِ أَجَأٍ، ذُكِرَ هُنَاكَ.
[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]