البحث

عبارات مقترحة:

المتعالي

كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...


قُسْطَنْطِينِيّةُ

ويقال قسطنطينة، بإسقاط ياء النسبة، قال ابن خرداذبه: كانت رومية دار ملك الروم وكان بها منهم تسعة عشر ملكا ونزل بعمورية منهم ملكان، وعمورية دون الخليج وبينها وبين القسطنطينية ستون ميلا، وملك بعدهما ملكان آخران برومية ثم ملك أيضا برومية قسطنطين الأكبر ثم انتقل إلى بزنطية وبنى عليها سورا وسماها قسطنطينية وهي دار ملكهم إلى اليوم واسمها اصطنبول وهي دار ملك الروم، بينها وبين بلاد المسلمين البحر المالح، عمّرها ملك من ملوك الروم يقال له قسطنطين فسميت باسمه، والحكايات عن عظمها وحسنها كثيرة، ولها خليج من البحر يطيف بها من وجهين مما يلي الشرق والشمال، وجانباها الغربي والجنوبي في البر، وسمك سورها الكبير أحد وعشرون ذراعا، وسمك الفصيل مما يلي البحر خمسة، بينها وبين البحر فرجة نحو خمسين ذراعا، وذكر أن لها أبوابا كثيرة نحو مائة باب، منها: باب الذهب وهو حديد مموّه بالذهب، وقال أبو العيال الهذلي يرثي ابن عمّ له قتل ب ذكرت أخي فعاودني رداع القلب والوصب أبو الأضياف والأيتا. .. م ساعة لا يعدّ أبأقام لدى مدينة آ. .. ل قسطنطين وانقلبوا وهي اليوم بيد الأفرنج غلب عليها الروم وملكوها في سنة. .. ، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة قسطنطينية طولها ست وخمسون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها ثلاث وأربعون درجة، وهي في الإقليم السادس، طالعها السرطان ولها شركة في النسر الواقع ثلاث درج في منبر الكفّة، والردف أيضا سبع درج، ولها في رأس الغول عرضه كله، وهي مدينة الحكمة لها تسع عشرة درجة من الحمل، بيت عاقبتها تسع درج من الميزان، قال: وليست هذه المدينة كسائر المدن لأن لها شركة في كواكب الشمال ومن ههنا صارت دار ملك، وقيل: طولها تسع وخمسون درجة ونصف وثلث، وعرضها خمس وأربعون درجة، قال الهروي: ومن المناير العجيبة منارة قسطنطينية لأنها منارة موثّقة بالرصاص والحديد والبصرم وهي في الميدان إذا هبّت عليها الرياح أمالتها شرقا وغربا وجنوبا وشمالا من أصل كرسيّها ويدخل الناس الخزف والجوز في خلل بنائها فتطحنه، وفي هذا الموضع منارة من النحاس وقد قلبت قطعة واحدة إلا أنها لا يدخل إليها، ومنارة قريبة من البيمارستان قد ألبست بالنحاس بأسرها وعليها قبر قسطنطين وعلى قبره صورة فرس من نحاس وعلى الفرس صورته وهو راكب على الفرس وقوائمه محكمة بالرصاص على الصخر ما عدا يده اليمنى فإنها سائبة في الهواء كأنه رفعها ليشير وقسطنطين على ظهره ويده اليمنى مرتفعة في الجوّ وقد فتح كفّه وهو يشير إلى بلاد الإسلام ويده اليسرى فيها كرة، وهذه المنارة تظهر عن مسيرة بعض يوم للراكب في البحر، وقد اختلفت أقاويل الناس فيها، فمنهم من يقول إن في يده طلسما يمنع العدوّ من قصد البلد، ومنهم من يقول بل على الكرة مكتوب: ملكت الدنيا حتى بقيت بيدي مثل هذه الكرة ثم خرجت منها هكذا لا أملك شيئا.

[معجم البلدان]

قسطنطينية

دار ملك الروم، بينها وبين بلاد المسلمين البحر الملح، بناها قسطنطين بن سويروس صاحب رومية، وكان في زمن شابور ذي الأكتاف، وجرى بينهما محاربات استخرج الحكماء وضعها. لم يبن مثلها قبلها ولا بعدها، والحكاية عن عظمها وحسنها كثيرة، وهذه صورتها: والآن لم تبق على تلك الصورة، لكنها مدينة عظيمة. بها قصر الملك يحيط به سور دورته فرسخ، له ثلثمائة باب من حديد، فيه كنيسة الملك، وقبتها من ذهب، لها عشرة أبواب: ستة من ذهب، وأربعة من فضة. والموضع الذي يقف فيه الملك أربعة أذرع في أربعة أذرع، مرصع بالدر والياقوت، والموضع الذي يقف فيه القس ستة أشبار من قطعة عود قماري. وجميع حيطان الكنيسة بالذهب والفضة، وبين يديه اثنا عشر عموداً، كل عمود أربعة أذرع، وعلى رأس كل عمود تمثال، إما صورة آدمي أو ملك أو فرس أو أسد أو طاووس أو فيل أو جمل. وبالقرب منه صهريج، فإذاأرسل فيه الماء امتلأ، يصعد الماء إلى تلك التماثيل التي على رؤوس الأساطين، فإذا كان يوم الشعانين، وهو عيدهم، في الصهريج حياض ملؤها حوض زيتاً وحوض خمراً وحوض عسلاً، وحوض ماءً ورداً وحوض خلاً، وطيبوها بالمسك والقرنفل، وحوض ماء صافياً. ويغطى الصهريج بحيث لا يراه أحد فيخرج الماء والشراب والمائعات من أفواه تلك الصور، فيتناول الملك وأصحابه وجميع من خرج معه إلى العيد. وبقرب الكنيسة عمود طوله ثلاثمائة ذراع وعرضه عشرة أذرع، وفوق العمود قبر قسطنطين الملك الذي بنى الكنيسة، وفوق القبر تمثال فرس من صفر، وعلى الفرس صنم على صورة قسطنطين، على رأسه تاج مرصع بالجواهر، ذكروا أنه كان تاج هذا الملك، وقوائم الفرس محكمة بالرصاص على الصخرة، ما عدا يده اليمنى فإنها سائبة في الهواء، ويد الصنم اليمنى فإنها في الجو كأنه يدعو الناس إلى قسطنطينية، وفي يده اليسرى كرة، وهذا العمود يظهر في البحر من مسيرة بعض يوم للراكب في البحر، واختلفت أقاويل الناس فيها: فمنهم مني قول في يد الصنم طلسم يمنع العدو عن البلد، ومنهم من يقول: على الكرة التي بيده مكتوب: ملكت الدنيا حتى صارت بيدي هكذا، يعني كهذه الكرة، وخرجت منها مبسوط اليد هكذا. والله أعلم. ومن عجائب الدنيا ما ذكره الهروي، وهو منارة قسطنطينية، وهي منارة موثقة بالرصاص والحديد، وهي في الميدان إذا هبت رياح أمالتها جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً من أصل كرسيها. ويدخل الناس الخزف والجوز في خلل بنائها فتطحنها. وبها فنجان الساعات: اتخذ فيه اثنا عشر باباً، لكل باب مصراع طوله شبر على عدد الساعات، كلما مرت ساعة من ساعات الليل أو النهار انفتح باب وخرج منه شخص، ولم يزل قائماً حتى تتم الساعة، فإذا تمت الساعة دخل ذلك الشخص ورد الباب، وانفتح باب آخر وخرج منه شخص آخر على هذا المثال.وذكر الروم انه من عمل بليناس الحكيم، وعلى باب قصر الملك طلسم وهو ثلاثة تماثيل من صفر على صورة الخيل، عملها بليناس للدواب لئلا تشغب ولا تصهل على باب الملك. قال صاحب تحفة الغرائب: في حد خليج قسطنطينية قرية فيها بيت من الحجر وفي البيت صورة الرجال والنساء والخيل والبغال والحمير وغيرها من الحيوانات، فمن أصابه وجع في عضو من أعضائه يدخل ذلك البيت، ويقرب من مثل صورته ويمسح بيده مثل العضو الوجع من الصورة، ثم يمسح العضو الوجع فإن وجعه يزول في الحال. وبها قبر أبي أيوب الأنصاري صاحب رسول الله، . حكي أنه لما غزا يزيد بن معاوية بلاد الروم، أخذ معه أبا أيوب الأنصاري، وكان شيخاً هماً، أخذه للبركة فتوفي عند قسطنطينية، فأمر يزيد أن يدفن هناك ويتخذ له مشهد. فقال صاحب الروم: ما أقل عقل هذا الصبي! دفن صاحبه ههنا وبنى له مشهداً، ما تفكر في أنه إذا مشى نبشناه ورميناه إلى الكلاب! فبلغ هذا القول يزيد بن معاوية قال: ما رأيت أحمق من هذا، ما تفكر في أنه إن فعل ذلك ما نترك قبراً من قبور النصارى في بلادنا إلا نبشناه، ولا كنيسة إلا خربناها! فعند ذلك قال صاحب الروم: ما رأينا أعقل منه ولا ممن أرسله! وهذه التربة عندهم اليوم معظمة، يستصحبون فيها ويكشفون سقفها عند الاستسقاء إذا قحطوا فيغاثون.

[آثار البلاد وأخبار العباد]

القسطنطينية

هي مدينة إسلام بول في تركية. قصر خلّ: بالخاء المعجمة: ويقع غربي وادي بطحان، وقصر خل أيضا: على طريق بئر رومة، أمر معاوية ببنائه ليكون حصنا لأهل المدينة. وسمي «خلّ» لأنه على الطريق، وكل طريق في حرة أو رمل، يقال له خلّ.

[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]

القسطنطينية

هي مدينة بيزانطة (بيزانس) القديمة وقد أطلق الإمبراطور قسطنطين الأكبر اسمه عليها حين نقل عاصمة الدولة الرومانية من مدينة روما بإيطاليا إليها عام 324/م. وفي عام 1453/م فتحها السلطان العثماني محمد الثاني (الفاتح) واتخذها عاصمة للدولة العثمانية وهي تقع على ضفتي مضيق (البوسفور) الأسيوي والأوربي. وتعرف باسم (استانبول) نسبة إلى اسمها البيزنطي (استن بوليس).

[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]

قسطنطينية

مدينة يونانية قديمة بنيت في القرن السابع قبل الميلاد على مضيق البوسفور، ثم أضحت عاصمة الدولة البيزنطية أو الدولة الرومانية الشرقية، وسميت (قسطنطينية) نسبة إلى الإمبراطور الروماني (قسطنطين الأول) الذي جدد بنائها سنة 324 للميلاد وانتقل من مدينة روما إليها واتخذها مقرا له. حاصرها العرب عدة مرات ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة حصونها. وكان العرب يسمون أقاليم الدولة البيزنطية في جملتها (بلاد الروم) ثم اختصر اسم (بلاد الروم) إلى (الروم) ومن ثم صار اسم (الروم) إسما لآسية الصغرى عند العرب. وتعرف باسم (شبه جزيرة الأناضول) التي انتقلت في المئة الخامسة للهجرة (الحادية عشرة للميلاد) إلى أيدي المسلمين باستيلاء السلاجقة عليها. ولم يستطع السلاجقة من فتح القسطنطينية إلى أن انتقل الحكم إلى العثمانيين فتمكن السلطان محمد الثاني من فتح القسطنطينية في 29 مارس سنة 1453 م ومن أجل ذلك لقب بالسلطان الفاتح واتخذها ملوك بني عثمان عاصمة لهم حتى سقوط دولتهم سنة 1922 م وانتقال الحكم إلى الدولة الحديثة التي أنشأها مصطفى كمال (أتاتورك). كانت القسطنطينية في جميع العهود مركزا دينيا وثقافيا عظيما كما أنها مرفأ تجاري كبير. وظلت بعد انتقال العاصمة منها إلى (أنقرة) أكبر مدينة في تركيا وأعظمها أهمية.

[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]

القسطنطينية (1) :

كانت رومة في القديم دار مملكة الروم نزلها من ملوكهم تسعة وعشرون ملكاً، ثمِ ملك بها قسطنطين الأكبر ثم انتقل إلى بزنطية وبنى عليها سوراً وسماها القسطنطينية، وقد كان اسمها طوانة ثم نسبت إلى قسطنطين، وبينها وبين عمورية ستون ميلاً في قرى وعمارات. وخليجها المشهور بها هو الداخل من بحر الشام الواقع في البحيرة التي تتصل بالقسطنطينية، وإلى ذلك الخليج يصل التجار المختلفون من العراق والشام وغيرهما إلى القسطنطينية ويعبرونه في السفن إلى العدوة الثانية، وهو الذي عبر فيه رسول معاوية بن أبي سفيان حين وجهه للاحتيال على البطريق الذي لطم وجه الرجل المسلم في الحكاية المشهورة. ومدينة القسطنطينية (2) ثلاث نواحي: ناحيتان منها في البحر الأعظم مما يلي القبلة والمشرق والمغرب، والناحية الثالثة (3) مما يلي البر وفيه باب الذهب، وهي التي تلي الشمال، وطولها من الباب الشرقي إلى الباب الغربي ثمانية وعشرون ميلاً، ولها حيطان من حجارة، وبينهما فضاء تسعون ذراعاً، وعرض السور الداخل اثنتا عشرة ذراعاً، وسمكه اثنتان وسبعون ذراعاً، وعرض السور الخارج ثمان أذرع، وسمكه اثنتان وأربعون ذراعاً وفيما بين السورين نهر يسمى قسطنطيانوس، وهو مغطى ببلاط نحاس، طول كل بلاطة ست وأربعون ذراعاً وعدة ما فيه من البلاطات اثنتان وأربعون ألف بلاطة، وعمق النهر اثنتان وأربعون ذراعاً، وفيما بين باب الذهب، وهو باب مضبب بالحديد، أعمدة بالذهب، وطوله إحدى وعشرون ذراعاً، وبين باب الملك اثنا عشر ميلاً ولها من الأبواب نحو مائة باب أكبرها باب الذهب، وليس يدرى مثلها في الكبر قطر إلا قطر رومة. وبها القصر (4) الشائع ذكره شماخة بناء واتساع قطر وحسن ترتيب، وفيه البذرون (5) الذي يتوصل منه إلى القصر، وهو من عجائب الدنيا فإنه ملعب وزقاق يمشى فيه بين سطرين من صور مفرغة من النحاس البديع الصناعات، منها على صور الأدميين وضروب الخيل والسباع إلى ما سوى ذلك من الأشكال، وبالقصر وبما دار به ضروب من العجائب المصنوعات، ودون الخليج من جهة بلاد الأرمن أحد عشر عملاً. ودور قصر الملك فرسخ يحيط به سور منيف، وله ثلاثة أبواب، والذي يظهر يوم الشعانين من صلب الذهب أحد وعشرون ألف صليب، ومن صلب الحديد والنحاس المنقوشة المموهة بالذهب عشرة آلاف ومائتان، ومن المصاحف التي تقرأ في الكنيسة، رقومها من ذهب مكتوبة بالذهب والفضة، ستة آلاف وأربعمائة، وفيها من الشمامسة ومن تجري عليه الأرزاق ثمانية وأربعون ألفاً لا ينقص عددهم، كلما مات أحدهم أقاموا مكانه آخر، ووضع قسطنطين في أعلى هذه الكنيسة آلة مطلسمة، وهو زرزور من نحاس إذا كان وقت الزيتون حشر إليها كل زرزور هناك، فيأتيها الزرزور بثلاث زيتونات اثنتان في مخلبيه وثالثة في منقاره فيضعها عنده ثم ينصرف غادياً، ولا يزال ذلك دأبه طوال أمد الزيتون. فإذا أراد (6) الملك الخروج إلى هذه الكنيسة العظمى فرش له في طريقه من باب القصر إلى الكنيسة حصر، من فوق الحصر ضروب الرياحين الطيبة، وتزين دور المدينة يمنة ويسرة بالديباج وضروب ثياب الحرير، ثم يخرج بين يديه عشرة آلاف شيخ مشاة، عليهم كلهم ديباج أبيض، ثم يخرج بعدهم عشرة آلاف خادم، عليهم ديباج لون السماء، في أيديهم الطبرزينات الملبسة بالذهب، ثم يخرج بعد ذلك خمسة آلاف من فتيان الصقالبة عليهم ملحم خُراساني أبيض، بأيديهم كلهم صلبان الذهب، ثم يخرج من بعدهم عشرة آلاف غلام أتراك وخزر، عليهم أقبية مذهبة، وبأيديهم رماح وأترسة ملبسة بالذهب، ثم يخرج بعدهم مائة بطريق، عليهم ثياب منسوجة بالذهب، في يد كل واحد منهم قضيب من ذهب ثم يخرج مائة غلام عليهم ثياب مشهورة مرصعة باللؤلؤ، يحملون تابوتاً من ذهب، فيه كسوة الملك لصلاته، ثم يخرج رجل بين يديه يسكت الناس، ثم يخرج شيخ بيده طشت وإبريق من ذهب مرصعان بالدر والياقوت، ثم يخرج الملك ماشياً وعليه ثياب من ابريسم منسوجة بالجوهر كلها، وخفه مرصع بالدر والياقوت، وفي يد الملك حقة من ذهب فيها تراب، فكلما خطا خطوتين يقول له الوزير بلسانهم كلاماً معناه: اذكر الموت والبلى، فإذا قال له ذلك وقف الملك وفتح الحق ونزل إلى التراب وقبَله وبكى، يسير كذلك حتى ينتهي إلى باب الكنيسة فيقدم الرجل الطشت والإبريق، فيغسل الملك يده ويقول للوزير: إني بريء من دماء الناس كلهم والله لا يسألني عن دمائهم وإني قد جعلتها في عنقك، ويخلع ثيابه التي عليه على وزيره ويقول له: دن بالحق، ويأمر فيدار به على أسواق القسطنطينية، ويقال له: دن بالحق، كما قال له الملك. ويلبس الملك الثياب التي يدخل بها الكنيسة ويأمر بإدخال أسارى المسلمين الكنيسة، فينظرون إلى تلك الزينة فينادون: أطال الله بقاء الملك سنين كثيرة، ويقولون ذلك ثلاث مرات. ويساق خلف الملك ثلاثة من الخيل تقاد، وقال بعضهم: إنها لا تكون إلا شهباً، ويقال إنها من نسل خيل كانت للإسكندر توارثها ملوك اليونانية وملوك الروم لما غلبوا على المملكة، عليها سروج قرابيسها من الزمرد الأخضر والياقوت الأحمر، وتلك السروج وألبابها وما اتصل بها مرصع من الحجارة وأجلتها من الديباج المرصع بالدر والياقوت، فيدخلونها الكنيسة ولها بها لجام معلق، وهم يقولون إن دابة منها متى أخذت تلك اللجام في فمها ظفروا ببلاد الإسلام، تجيء الدابة منها فتشم اللجام ثم تقهقر ولا تقدم عليه، ويقال إنها من نسل دواب كانت لاوقنطاب (7) ويحملون بين يدي الملك سيوفاً عشرة تنسب إلى الإسكندر، طول كل سيف ثمانية أشبار، وهي مرصعة كلها بنفس الحجارة، فإذا انقضت نواميس شرعهم عاد الملك على الهيئة الأولى إلى قصره. قالوا: ولما أكمل قسطنطين بناء هذه الكنيسة العظمى ورفع فيها الصلبان كتب بذلك إلى جميع البلدان، فبهذا السبب صار عيد الصليب، وهو لأربع عشرة ليلة تمضي من أيلول. وبمدينة القسطنطينية (8) طلسمات كثيرة منها أنه إذا نزل القواد والحشم في قصر الملك على ظهر خيلهم بقيت الخيل ساكنة واقفة غير متحركة دون سائس ولا ممسك بأعنتها، ولا تنفح ولا ترمح بل تقف كذلك بحالها جامدة غير حية، فسئل بعض أهلها عن ذلك، فذهب بالسائل إلى ثلاثة تماثيل من صفر على صفة الأفراس، أحدها ناظر إلى باب الملك وهي من عمل بلونيوس الحكيم وعلى باب الملك أربع حيات من صفر أذنابها في أفواهها، طلسمات الحيات، فيعبث الصبي هناك بالحية، فلا تضره، ومما يلي باب الذهب من المدينة قناطير معقودة في وسط السوق فيها صنمان على صور الأناسي أحدها يشير كأنّه يقول: هات، والآخر يشير بيده كأنه يقول: اصبر ساعة فيؤتى بالأسارى فيقعدون بين يدي الصنمين ينتظر بهم الفرج، ويذهب رسول يعلم الملك ذلك، فإن رجع الرسول وهم وقوف ذهب بهم إلى السجن، وإن وافاهم الرسول وقد جوز بهم (9) الصنمين قُتِلوا ولم يبق عليهم. وكان مسلمة بن عبد الملك غزا قسطنطينية، وفي حديث مسلم (10) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله أخبر بأن القسطنطينية تفتح في آخر زمان، فبينا هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خالفكم في أهليكم فيخرجون، وذلك باطل.. . الحديث إلى آخره. (1) في المصادر الجغرافية معلومات مختلفة عن القسطنطينية، انظر التنبيه والإشراف: 138 - 142، وابن خرداذبه: 109، وابن الفقيه: 145، وآثار البلاد: 603، وياقوت (القسطنطينية)، وابن الوردي: 50، ورحلة ابن بطوطة، ولكن المؤلف يتابع أولاً البكري (ح) : 192 (راجع مادة: رومة) ثم يعيد بعض ما ذكره في مادة خليج القسطنطينية معتمداً في معلومات كثيرة على نزهة المشتاق، ثم يتكئ في أكثر معلوماته عن المدينة على ابن رسته 119 - 126، وفي صبح الأعشى 5: 377 نقل عن الروض. (2) نزهة المشتاق: 256. (3) ص ع: السابعة. (4) النقل مستمر عن نزهة المشتاق. (5) ص ع: البذبدون (دون اعجام في ع)، وفي نزهة المشتاق صورة الكلمة نفسها ((البدندون)) والبذرون كما هو عند ابن خرداذبه وابن رسته يقابل الهيودروم (Hippodrome). (6) متابع للبكري (ح) : 196 وأصله عند ابن رستة: 123. (7) ابن رسته: لأوسطاط. (8) ابن رسته: 126. (9) بياض في ع ص. (10) صحيح مسلم 2: 365.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]

قسطنطينية

ويقال قسطنطينة، بإسقاط ياء النسبة ، كان اسمها بزنطية فنزلها قسطنطين الأكبر، وبنى عليها سورا، وسمّاها باسمه، وصارت دار ملك الروم إلى الآن، واسمها اصطنبول. والحكاية عن عظمها وكبرها وحسنها كثيرة، ولها خليج من البحر يطيف بها من وجهين مما يلى المشرق والشمال، وجانباها الغربىّ والجنوبى فى البرّ، وسمك سورها الكبير واحد وعشرون ذراعا، وسمك الفصيل مما يلى البحر خمسة عشر ذراعا، بينها وبين البحر نحو خمسين ذراعا. وذكر أنّ لها أبوابا كثيرة نحو مائة باب منها باب الذهب وهو حديد مموّه بالذهب.

[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]