قِفْطٌ
بكسر أوله، وسكون ثانيه، كلمة عجمية لا أعرف في العربية لها أصلا، وهي مسماة بقفط بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح، عليه السلام، وقبط، بالباء الموحدة، قالوا: إنه أخو قفط وأصله في كلامهم قفطيم ومصريم، ولما حاز مصر بن بيصر الديار المصرية، كما ذكرنا في مصر، وكثر ولده أقطع ابنه قفط بالصعيد الأعلى إلى أسوان في المشرق وابتنى مدينة قفط في وسط أعماله فسميت به، وهي الآن وقف على العلوية من أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،
رضي الله عنه، وليس في ديار مصر ضيعة وقف ولا ملك لأحد غيرها إنما الجميع للسلطان إلا الحبس الجيوشي وهو ضياع وقرى وقفها أمير الجيوش بدر الجمالي، قال: والغالب على معيشة أهلها التجارة والسفر إلى الهند وليست على ضفة النيل بل بينهما نحو الميل وساحلها يسمى بقطر، وبينها وبين قوص نحو الفرسخ، وفيها أسواق، وأهلها أصحاب ثروة، وحولها مزارع وبساتين كثيرة فيها النخل والأترج والليمون، والجبل عليها مطلّ، وإليها ينسب الوزير الصاحب جمال الدين الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي، أصلهم قديما من أرض الكوفة انتقلوا إليها فأقاموا بها ثم انتقل فأقام بحلب وولي الوزارة لصاحبها الملك العزيز ابن الملك الظاهر غازي ابن أيوب، وهو الآن بها، وأبوه الأشرف ولي عدة ولايات منها البيت المقدس وانتقل إلى اليمن فهو إلى الآن به في حياة، وأخوه مؤيد الدين إبراهيم بحلب أيضا، وكلهم كتّاب علماء فضلاء لهم تصانيف وأشعار وآداب وذكاء وفطنة وفضل غزير.
[معجم البلدان]
قفط
مدينة بأرض مصر بالصعيد الأعلى، كثيرة البساتين والمزارع، وبها النخل والاترج والليمون، قال صاحب عجائب الأخبار: بها بيت عجيب تحت سقفه ثلاثمائة وستون عموداً، كل عمود قطعة واحدة من حجارة، على رأس العمود صورة رجل عليه قلنسوة، والسقف حجارة كله، قد وضعت أطراف الحجر على زواياه وعلى أرباع رؤوس الأساطين، ثم ألحمت الحاماً لا يرى فيها فصل، يحسبها الناظر قطعة واحدة. يقولون: إن تلك الصور صور أهل تلك الدولة، وعلى كل عمود كتابة لا يدرى ما هي ولا يحسن أحد في زماننا قراءتها.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
قفط (1) :
مدينة بالديار المصرية متوسطة المقدار أولية، لها سور وبينها وبين قوص أربعة أميال، وبها بربى، وبقربها شَعْراء كثيفة، وهي متباعدة من النيل، وفيها مزارع كثيرة البقول، وصابونها معروف النظافة وأهلها شيعة، وهي مدينة جامعة متحضرة، وبها أخلاط من الناس، وفيها بعض بقايا الروم. (1) مزج بين ما جاء في الاستبصار: 87، والإدريسي (د) : 48، 49.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]