الرب
كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...
سُمِّيت سورة (الزَّلْزلة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ [الزلزلة: 1].
عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال لرجُلٍ مِن أصحابِه: «هل تزوَّجْتَ يا فلانُ؟»، قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ، ولا عندي ما أتزوَّجُ به، قال: «أليس معك ﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾؟»، قال: بلى، قال: «ثُلُثُ القرآنِ»، قال: «أليس معك ﴿إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ﴾؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك ﴿قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ﴾؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: تزوَّجْ، تزوَّجْ»». أخرجه الترمذي (2895).
* أوصى رسولُ الله ﷺ رجُلًا بقراءة سورة (الزَّلْزلة):
عن عبدِ اللهِ بن عمرٍو رضي الله عنه، قال: «أتى رجُلٌ رسولَ اللهِ ﷺ، فقال: أقرِئْني يا رسولَ اللهِ، فقال: «اقرَأْ ثلاثًا مِن ذواتِ ﴿الٓر﴾»، فقال: كَبِرتْ سِنِّي، واشتَدَّ قلبي، وغلُظَ لساني، قال: «فاقرَأْ ثلاثًا مِن ذواتِ ﴿حمٓ﴾»، فقال مِثْلَ مقالتِه، فقال: اقرَأْ ثلاثًا مِن (المُسبِّحاتِ)»، فقال مِثْلَ مقالتِه، فقال الرجُلُ: يا رسولَ اللهِ، أقرِئْني سورةً جامعةً، فأقرَأَه النبيُّ ﷺ: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ﴾ حتى فرَغَ منها، فقال الرجُلُ: والذي بعَثَك بالحقِّ، لا أَزيدُ عليها أبدًا، ثم أدبَرَ الرجُلُ، فقال النبيُّ ﷺ: «أفلَحَ الرُّوَيجِلُ» مرَّتَينِ». أخرجه أبو داود (1399).
* ثبَت عن النبي ﷺ قراءتُه لسورة (الزَّلْزلة) في صلاة الفجر:
عن مُعاذِ بن عبدِ اللهِ الجُهَنيِّ: «أنَّ رجُلًا مِن جُهَينةَ أخبَرَه أنَّه سَمِعَ النبيَّ ﷺ يَقرأُ في الصُّبْحِ: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ في الرَّكعتَينِ كلتَيْهما، فلا أدري أنَسِيَ رسولُ اللهِ ﷺ أم قرَأَ ذلك عمدًا؟». أخرجه أبو داود (816).
* كان ﷺ يصلي ركعتَينِ بعد الوترِ يقرأ فيهما (الزلزلة) و(الكافرون):
عن سعدِ بن هشامٍ: «أنَّه سأَلَ عائشةَ عن صلاةِ النبيِّ ﷺ باللَّيلِ، فقالت: كان رسولُ اللهِ ﷺ إذا صلَّى العِشاءَ تجوَّزَ بركعتَينِ، ثم ينامُ وعند رأسِه طَهُورُه وسِواكُه، فيقُومُ فيَتسوَّكُ ويَتوضَّأُ ويُصلِّي، ويَتجوَّزُ بركعتَينِ، ثم يقُومُ فيُصلِّي ثمانَ ركَعاتٍ يُسوِّي بَيْنهنَّ في القراءةِ، ثم يُوتِرُ بالتاسعةِ، ويُصلِّي ركعتَينِ وهو جالسٌ، فلمَّا أسَنَّ رسولُ اللهِ ﷺ وأخَذَ اللَّحْمَ، جعَلَ الثَّمانَ سِتًّا، ويُوتِرُ بالسابعةِ، ويُصلِّي ركعتَينِ وهو جالسٌ، يَقرأُ فيهما: ﴿قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ﴾، و﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾». أخرجه ابن حبان (2635).
1. أهوال القيامة وشدائدها (1-5).
2. مآل الخلائقِ يوم الحساب (6-8).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /287).
ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /231).