الكَرْخُ
بالفتح ثم السكون، وخاء معجمة، وما أظنها عربيّة إنما هي نبطية، وهم يقولون: كرخت الماء وغيره من البقر والغنم إلى موضع كذا جمعته فيه في كل موضع، وكلّها بالعراق، وأنا أرتب ما أضفت إليه على حروف المعجم حسب ما فعلناه في مواضع.
[معجم البلدان]
كرخ
قرية فوق بغداد على ميل منها. أهلها شيعة غالية ويهود. وبها دكاكين الكاغد والثياب الابريسمية. ينسب إليها أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي. وكان من المشايخ الكبار مستجاب الدعوة، من موالي علي بن موسى الرضا. كان أستاذ السري السقطي، فقال له يوماً: إذا كان لك إلى الله حاجة فأقسم عليه بي! وأهل بغداد يقولون: قبر معروف ترياق مجرب. حكي أن زبيدة بنت جعفر عبرت على معروف مع مواليها وخدمها، فدعا عليها بعض الحاضرين، فقال له معروف: يا رجل كن عون رسول الرحمن، ولا تكن عون رسول الشيطان، إن رسول الرحمن يريد نجاة الخلق كلهم. قال الله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. ورسول الشيطان يريد هلاك الخلق كلهم. قال الله تعالى مخبراً عنه: بعزتك لأغوينهم أجمعين! إن الذي أعطاهم الدنيا على هواهم قادر أن يعطيهم الآخرة على مناهم. وحكى إبراهيم الأطروش انه قال لمعروف: أبا محفوظ، بلغني أنك تمشي على الماء! فقال: ما مشيت على الماء، ولكن إذا هممت بالعبور يجمع لي طرفها. وحكى خليل الصياد قال: غاب ابني إلى الانبار فوجدت أمه وجداً شديداً، فذكرت ذلك لمعروف فقال: ما تريد؟ قلت: أن تدعو الله ليرده علينا. فقال: اللهم إن السماء سماؤك والأرض أرضك وما بينهما لك فأت به! قال خليل: أتيت باب الشام فإذا ابني قائم منبهر يقول: الساعة كنت بالانبار. وحكى محمد بن صبيح انه مر بمعروف رجل سقاء ينادي: رحم الله من شرب! فشرب منه وكان صائماً وقال: لعل الله أن يستجيب منه. وحكى عبد الله بن سعيد الأنصاري أنه رأى معروفاً في النوم واقفاً تحت العرش فيقول الله لملائكته: من هذا؟ فقالت الملائكة: أنت أعلم يا ربنا، هذا معروف الكرخي قد سكر من حبك لا يفيق إلا بلقائك! وحكى أمد بن أبي الفتح قال: رأيت بشراً الحافي في المنام قاعداً في بستان وبين يديه مائدة يأكل منها، فقلت: أبا نصر ما فعل الله بك؟ فقال: رحمي وغفر لي وأباحني الجنة بأسرها وقال: كل من ثمرها، واشرب من أنهارها، وتمتع بجميع ما فيها لما كنت تحرم نفسك شهوات الدنيا! قلت: أين أحمد بن حنبل؟ قال: قائم على باب الجنة يشفع لأهل السنة ممن يقول القرآن كلام الله غير مخلوق! قلت: وما فعل معروف الكرخي؟ فحرك رأسه وقال: هيهات! حالت بيننا وبينه الحجب، إن معروفاً ما كان يعبد الله شوقاً إلى جنته ولا خوفاً من ناره، وإنما عبده شوقاً إليه، فرفعه الله إلى الرفيع الأعلى، ووقعت الحجب بيننا وبينه، ذاك الترياق المقدس المجرب، فمن كانت له إلى الله حاجة فليأت قبره وليدع، فإنه يستجاب له. وحكي انه قال: إذا مت تصدقوا بقميصي فإني أحب أن أخرج من الدنيا عرياناً كما دخلتها. توفي سنة إحدى ومائتين.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
باب كرج وكرخ وكذج
أما اْلأَوَّلُ: - بِفَتْحِ الكاف والراء وآخره جيم -: بلدة من قهستان بينها وبين همذان أقل من عشرين فرسخاً يُوصف بشدة البرد، يُنْسَبُ إليها جَمَاعَة من أهل الفضل، والعلم، والرواية. وأما الثَّاني: - بسكون الراء وآخره خاء معجمة -: كرخ بَغْدَاد من محالها الغربية. وكرخ سُر من رأى محلة منها. وكرخ جدان من أَعْمَال بَغْدَاد. وقد يُنْسَبُ إلى هذه المواضع جَمَاعَة من أهل العلم، ورواة الحديث، وقد ميزنا بينهم في كتاب " الفيصل ". وأما الثَّالِثُ: - بعد الكاف ذال معجمة مَفْتُوحةٌ وآخره جيم -: ناحية بأذربيجان من منازل بابك الخُرمي. 733 -
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
الكرخ (1) :
بتسكين الراء وبالخاء المعجمة من فوق، ببغداد، وهو اسم نبطي، وهو مدينة صغيرة عامرة بشرقي دجلة، وهي في الجانب الغربي من بغداد، ومعروف الكرخي الزاهد من هذا الموضع قالوا: الكرخ هو السوق العظمى مادة من قصر وضاح إلى سوق الثلاثاء طولاً مقدار فرسخين، ومن قطيعة الربيع إلى دجلة عرضها مقدار فرسخين (2). والكرخ (3) أيضاً بسر من رأى، ويمكن أن يكون سمي بكرخ بغداد، ولأحمد بن محمد بن الوكيل الكرخي: كد كد العبد إن أحبب. .. ت أن تحسب حرا واقطع الآمال عن وص. .. ل بني آدم طرا لا تقل ذا مكسب يز. .. ري ففضل الناس أزرى أنت ما استغنيت عن مث. .. لك أعلى الناس قدرا (1) أوله عن معجم ما استعجم 4: 1124، ثم عن اليعقوبي: 246، ونزهة المشتاق: 198. (2) اليعقوبي: فرسخ. (3) ذكر ياقوت سامرا يقال له كرخ فيروز وأنه أقدم من سامرا، فلما بنيت اتصل بها. ونسب معروفاً الكرخي إليه إلى كرخ بغداد.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]