كُنْدُر
مثل الذي قبله بنقص الألف والنون: موضعان أحدهما قرية من نواحي نيسابور من أعمال طريثيث، وإليها ينسب عميد الملك أبو نصر محمد بن أبي صالح منصور بن محمد الكندري الجرّاحي وزير طغرلبك أول ملوك السلجوقية ثم قتل سنة 459، وقد ذكرت قصته في كتابي المبدإ والمآل ومعجم الأدباء. وكندر أيضا: قرية قريبة من قزوين، ينسب إليها أبو غانم الحسين وأبو الحسن علي ابنا عيسى بن الحسين الكندري سمعا أبا عبد الله عبد الرحمن بن محمد بن الحسين السّلمي الصوفي وكتبا تصانيفه ولهما في جامع قزوين كتب موقوفة تنسب إليهما في الصندوق المعروف بالعثماني.
[معجم البلدان]
كندر
قرية من قرى خراسان كثيرة الخيرات وافرة الغلات، ينسب إليها الوزير أبو نصر الكندري. كان وزيراً ذا رأي وعقل استوزره السلطان طغرلبك السلجوقي. ولما ملك الملوك السلجوقية خراسان وأخذوها من ملوك بني سبكتكين، لم يجسر أحد أن يدخل معهم خوفاً من سلاطين بني سبكتكين. فابتدأ أبو نصر الكندري فاستوزره طغرلبك، وكان قد هجاه أبو الحسن الباخرزي بأبيات أولها: أقبل من كندر مسخرةٌ للشّؤم في وجهه علامات فطلب أبا الحسن وأحسن إليه وولاه وقال: إني تفاءلت بشعرك، كان أوله أقبل. إلا أنه كان شيعياً غالياً متعصباً، وكان السلطان معتزلياً فأمر بلعن جميع المذاهب يوم الجمعة على المنبر، فشق ذلك على المسلمين، وفارق إمام الحرمين نيسابور وذهب إلى مكة، وكذلك الأستاذ أبو القاسم القشيري، ودخل على الناس من ذلك أمر عظيم وأثار همة صلحاء المسلمين. كانت أيام طغرلبك أياماً قلائل، مات وقام مقامه ابن أخيه ألب أرسلان بن داود. واستوزره نظام الملك الحسن بن علي بن إسحق، وقبض على الكندري وقتله سنة ست وخمسين وأربعمائة، وانقطع لعن المسلمين على رؤوس المنابر، وعاد أرباب الدين إلى أماكنهم وشكروا الله تعالى.
[آثار البلاد وأخبار العباد]