البحث

عبارات مقترحة:

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

الملك

كلمة (المَلِك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعِل) وهي مشتقة من...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...


مَالِطَةُ

بلدة بالأندلس، قال السلفي: سمعت أبا العباس أحمد بن طالوت البلنسي بالشّقر يقول سمعت أبا القاسم بن رمضان المالطي بها يقول: كان القائد يحيى صاحب مالطة قد صنع له أحد المهندسين صورة تعرف بها أوقات النهار بالصّنج، فقلت لعبد الله بن السمطي المالطي: أجز هذا المصراع: جارية ترمي الصنج، فقال: بها النفوس تبتهج كأن من أحكمها إلى السماء قد عرج فطالع الأفلاك عن سرّ البروج والدّرج

[معجم البلدان]

مالطة

جزيرة بقرب جزيرة الأندلس، عظيمة الخيرات كثيرة البركات، طولها نحو ثلاثين ميلاً، وهي آهلة وبها مدن وقرى وأشجار وأثمار، غزاها الروم بعد الأربعين والأربعمائة. حاربوهم وطلبوا منهم الأموال والنساء، فاجتمع المسلمون وعدوا أنفسهم وكان عدد عبيدهم أكثر من عدد الأحرار، فقالوا لعبيدهم: حاربوا معنا فإن ظفرتم فأنتم أحرار وما لنا لكم، وإن توانيتم قتلنا وقتلتم! فلما وافى الروم حملوا عليهم حملة رجل واحد، ونصرهم الله فهزموهم، وقتلوا من الروم خلقاً كثيراً، ولحق العبيد بالأحرار، واشتدت شوكتهم فلم تغزهم الروم بعد ذلك أبداً. ينسب إليها ابن السمنطي الشاعر المالطي. كان آية في نظم الشعر على البديهة؛ قال أبو القاسم بن رمضان المالطي: اتخذ بعض المهندسين بمالطة لملكها صورة تعرف بها أوقات ساعات النهار، وكانت ترمي بنادق على الصناج، فقلت لعبد الله ابن السمنطي: اجز هذا المصراع: جارية ترمي الضنج؛ فقال: بها القلوب تبتهج كأن من أحكمها إلى السّماء قد عرج وطالع الأفلاك عن سرّ البروج والدّرج كأنه يقرأها من حفظه.

[آثار البلاد وأخبار العباد]

مالطة MALTE

جزيرة تقع جنوبي جزيرة صقلية وبين الساحل الإفريقي، وكانت ضمن الحكم الإسلامي فترة طويلة، وما تزال آثارها ولغتها تحمل الطابع العربي إلى اليوم. نالت استقلالها سنة 1964.

[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]

مالطة (1) :

جزيرة من الجزائر التي تلي جزيرة صقلية، وهي في القبلة من مسينة بينها وبين صقلية مجرى واحد، وكانت قبل هذا للمسلمين، وفيها مراس منشأة للسفن، وأشجارها الصنوبر والعرعر والزيتون، وطولها ثلاثون ميلاً، وفيها مدينة من بنيان الأول وكان يسكنها الروم. وغزاها خلف الخادم مولى زيادة الله بن إبراهيم عند قيام أبي عبد الله محمد بن أحمد (2) ابن أخي زيادة الله على يد أحمد بن عمر بن عبد الله بن الأغلب، فهو الذي شقي في أمرها، وخلف هذا هو المعروف ببناء المساجد والقناطر والمواجل، فحاصرها ومات وهو محاصر لها، فكتبوا إلى أبي عبد الله بوفاته، فكتب أبو عبد الله إلى عامله بجزيرة صقلية، وهو محمد بن خفاجة، أن يبعث إليهم والياً، فبعث إليهم سوادة بن محمد، ففتحوا حصن مالطة، وظفروا بملكها عمروس أسيراً، فهدموا حصنها وغنموا وسبوا ما عجزوا عن حمله، وحمل لأحمد من كنائس مالطة ما بنى به قصره الذي بسوسة داخلاً في البحر، والمسلك إليه على قنطرة وكان ذلك سنة خمس وخمسين ومائتين (3) فبقيت بعد ذلك جزيرة مالطة خربة غير آهلة، وإنما كان يدخلها النشاءون للسفن، فإن العود فيها أمكن ما يكون، والصيادون للحوت لكثرته في سواحلها وطيبه، والشائرون للعسل فإنه أكثر شيء هناك. فلما كان بعد الأربعين والأربعمائة من الهجرة عمرها المسلمون، وبنوا مدينتها، ثم عادت أتم مما كانت عليه، فغزاها الروم سنة خمس وأربعين وأربعمائة في مراكب كثيرة وعدد، فحصروا المسلمين في المدينة واشتد الحصار عليهم وطمعوا فيهم، وسألهم المسلمون الأمان فأبوا إلا على النساء والأموال، فأحصى المسلمون عدد المقاتلة من أنفسهم فوجدوهم نحو أربعمائة، ثم أحصوا عبيدهم فوجدوهم أكثر عدداً منهم، فجمعوهم وقالوا لهم: إنكم إن ناصحتمونا في قتال عدونا وبلغتم من ذلك مبلغاً (4) وانتهيتم حيث انتهينا، فأنتم أحرار، نلحقكم بأنفسنا وننكحكم بناتنا ونشارككم أموالنا، وإن أنتم توانيتم وخذلتمونا لحقكم من السباء والرق ما يلحقنا، وكنتم أشد حالاً منا، لأن أحدنا قد يفاديه حميمه، ويخلصه من الأسر وليه، ويتمالأ على استنقاذه جماعته، فوعد العبيد من أنفسهم بأكثر مما ظنوا بهم، ووجدوهم إلى مناجزة عدوهم أسرع منهم، فلما أصبح القوم من اليوم الثاني غاداهم الروم على عادتهم، وقد طمعوا ذلك اليوم في التغلب عليهم وأسرهم، والمسلمون قد استعدوا في أكمل عدة للقائهم، وأصبحوا على بصيرة في مناجزتهم، واستنصروا الله عز وجل عليهم، فزحفوا وثاروا نحوهم دعساً بالرماح وضرباً بالسيوف غير هائبين ولا معرجين، واثقين بإحدى الحسنيين من الظفر العاجل أو الفوز الآجل، فأمدهم الله تعالى بالنصر، وأفرغ عليهم الصبر، وقذف في قلوب أعدائهم الرعب، فولوا منهزمين لا يلوون، واستأصل القتل أكثرهم، واستولى المسلمون على مراكبهم فما أفلتهم منها غير واحد، ولحق عبيدهم بأحرارهم، ووفوا لهم بميعادهم، وهاب العدو بعد ذلك أمرهم، فلم يعترضهم أحد منهم إلى حين (5). (1) أول المادة عن البكري (ح) : 225، إلا أن نص البكري غير مستوفي، والمعتقد أيضاً أن أكثر المادة الباقية عن البكري نفسه، من موضع آخر في كتابه، وفي آثار البلاد: 557 خلاصة للأخبار التاريخية الواردة هنا، وانظر الإدريسي (م) : 19، ونخبة الدهر: 141، وعند ياقوت نقلاً عن السلفي أن مالطة من مدن الأندلس. (2) هو المشهور بأبي الغرانيق، توفي سنة 261، وانظر نهاية الأرب 22: 81. (3) هذه العبارة وقعت في آخر مادة ((مالطة)) ووقوعها هنالك لا ينسجم وسياق الأحداث، وتعيين هذا العام يتفق مع فحوى ما ورد في البيان المغرب 1: 115 حول أحداث العام 255، وانظر كتاب الأستاذ الطالبي: 475 وما بعدها في دراسة الغزو الأغلبي لمالطة. (4) ص: مبلغنا. (5) هذا أدق مما قاله القزويني: ((واشتدت شوكتهم فلم تعزهم الروم بعد ذلك أبداً)) وذلك لأن مقدرات مالطة تغيرت بعد سقوط صقلية في يد النرومان.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]