مَرَاغَةُ
بالفتح، والغين المعجمة: بلدة مشهورة عظيمة أعظم وأشهر بلاد أذربيجان، طولها ثلاث وسبعون درجة وثلث، وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث، قالوا: وكانت المراغة تدعى أفرازهروذ فعسكر مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وهو وإلى إرمينية وأذربيجان منصرفه من غزو موقان وجيلان بالقرب منها وكان فيها سرجين كثير فكانت دوابّه ودوابّ أصحابه تتمرّغ فيها فجعلوا يقولون ابنوا قرية المراغة، وهذه قرية المراغة، فحذف الناس القرية وقالوا مراغة، وكان أهلها ألجئوها إلى مروان فابتناها وتألّف وكلاؤه أهلها فكثروا فيها للتقرر وعمّروها ثم إنه قبضت مع ما قبض من ضياع بني أمية وصارت لبعض بنات الرشيد، فلما عاث الوجناء ابن رواد الأزدي وأفسد وولي خزيمة بن خازم إرمينية وأذربيجان في خلافة الرشيد بنى سورها وحصّنها ومصّرها وأنزل بها جندا كثيفا، ثم إنهم لما ظهر بابك الخرّمي بالبذّ لجأ الناس إليها فنزلوها فسكنوها وتحصّنوا فيها ورمّ سورها في أيام المأمون عدّة من عمّاله، منهم: أحمد بن محمد بن الجنيد فرزندا وعلي بن هشام ثم نزل الناس بربضها، وينسب إلى المراغة جماعة، منهم: جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي أحد الرحّالين في طلب الحديث وجمعه، سكن نيسابور، وسمع بدمشق وغيرها جماهير بن محمد الزملكاني وابن قتيبة محمد بن الحسن العسقلاني وأبا يعلى الموصلي وجعفر بن محمد القيرواني وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن يحيى المروزي وأبا خليفة الفضل بن الحباب وزكرياء الساجي وعبدان الجواليقي وأحمد بن يحيى ابن زهير والمنصور بن إسماعيل الفقيه وأبا العباس الدّغولي وعلي بن عبدان وغيرهم، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو عبد الله الحاكم وعبد الرحمن بن محمد السرّاح وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر المقري، قال أبو عبد الله الحافظ: جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي مريد نيسابور شيخ الرحّالة في طلب الحديث وأكثرهم جهادا وجمعا، كتب الحديث نيفا وستين سنة ولم يزل يكتب إلى أن توفاه الله، وكان من أصدق الناس فيه وأثبتهم، سمع ببغداد القرباني وابن ناجية ومحمد بن يحيى المروزي وأقرانهم وذكر جماعة في بلاد شتى، قال: ومات يوم الاثنين السادس والعشرين من رجب سنة 356 بنيسابور وهو ابن نيف وثمانين سنة، ولم تزل قصبتها وبها آثار وعمائر ومدارس وخانكاهات حسنة، وقد كان فيها أدباء وشعراء ومحدّثون وفقهاء، قال ابن الكلبي: في مراغة هجر سوق لأهل نجد معروف، قال الخارزنجي: المراغة ردهة لأبي بكر ولذلك قال الفرزدق في مواضع من شعره يا ابن المراغة نسبه إلى هذا الموضع، كما يقال ابن بغداد وابن الكوفة، وهذا خلف من القول، والذي ذهب إليه الحذّاق أن المراغة الأتان فكان ينسبه إليها على أن في بلاد العرب موضعا يقال لهالمراغة من منازل بني يربوع، قال الأصمعي وذكر مياها ثم قال: ومن هذه الأمواه من صلب العلم وهي المردمة رداه منها المراغة من مياه البقّة، قال أبو البلاد الطهوي وكان قد خطب امرأة فزوّجت من بني عمرو بن تميم فقتلها وهرب ثم قال: ألا أيها الرّبع الذي ليس بارحا جنوب الملا بين المراغة والكدر سقيت بعذب الماء! هل أنت ذاكر لنا من سليمى إذ نشدناك بالذكر؟ لعمرك ما قنّعتها السيف عن قلى، ولا سأمان في الفؤاد ولا غمر ولكن رأيت الحيّ قد غدروا بها، ونزغ من الشيطان زيّن لي أمري وإنّا أنفنا أن ترى أمّ سالم عروسا تمشّى الخيزلى في بني عمرو وإنا وجدنا الناس عودين: طيّبا، وعودا خبيثا لا يبضّ على العصر تزين الفتى أخلاقه وتشينه، وتذكر أخلاق الفتى حيث لا يدري
[معجم البلدان]
مراغة
مدينة كبيرة مشهورة من بلاد آذربيجان قصبتها. وهي كثيرة الأهل عظيمة القدر غزيرة الأنهار كثيرة الأشجار وافرة الثمار. بها آثار قديمة للمجوس ومدارس وخانقاهات حسنة. حدثني بعض أهلها أن بها بستاناً يسمى قيامتاباذ، فرسخ في فرسخ، وأن أربابه لا يقدرون على تحصيل ثمرتها من الكثرة، فتتناثر من الأشجار. وبقرب قيامتاباذ جمة يفور الماء الحار عنها، يأتيها أصحاب العاهات يستحمون بها وتنفعهم. وهي عيون عدة أكثر ما يأتيها الزمنى والجربى. فإذا انفصل هذا الماء عن الجمة، ويجري على وجه الأرض، يصير حجراً صلداً. وخارج المدينة غار يدخله الإنسان، يرى فيه شبه البيوت والغرف، فإذا أمعن يرى فيه شيئاً صليباً لا يقرب منه أحد إلا هلك، يزعمون أنه طلسم على كنز، والله أعلم.وبها جبل زنجقان، وهو جبل بقرب مراغة به عين ماء عذب، يعجن به الدقيق فيربو كثيراً، ويحسن خبزه والخبازون يخمرون أدقتهم به، ويصير هذا الماء حجراً ينعقد منه صخور ضخام يستعملها الناس في أبنيتهم. ومن مفاخرها القاضي صدر الدين المعروف بالجود والكرم، وفنون الخيرات وصنوف المبرات، من خيراته سور مدينة قزوين الذي عجز عن مثله أعظم ملوك زماننا، فإنه بنى أبواب المدينة بالآجر في غاية العلو، وبقية السور بالطين، وشرفاتها بالآجر، والمدينة في غاية السعة. وحكي أنه أراد أن يتخذ لنفسه قبراً بقرب حجرة رسول الله،
ﷺ، فبعث إلى أمير المدينة وأعلمه ذلك، فشرط أن يبعث إليه ملء جراب ذهباً. فقال القاضي: ابعث إلي الجراب حتى أملأه ذهباً! فلما رأى أمير المدينة كبر همته وسماحة نفسه بعث إليه اذن عناق، ومكنه من ذلك. فلما توفي دفن في المدينة، وموضع رأسه قريب من قدم رسول الله،
ﷺ. وحكى الشيخ نور الدين محمد بن خالد الجيلي، وكان من الابدال، في كتاب صنفه في كراماته وعجائب حالاته قال: رأيت فوجاً من الملائكة لا يدرك عددهم ومعهم تحف وهدايا، فسألت: إلى من هذه الهدايا؟ قالوا: إلى قاضي مراغة. قلت: ما هو إلا عبد مكرم! قالوا: ان هذه له لكرامته رسول الله،
ﷺ.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
مراغة
مدينة من أكبر مدن أذربيجان، تقع جنوبي شرقي بحر قزوين، كانت من المراكز التجارية والعسكرية الهامة أيام الحكم العباسي. أضحت أيام المغول قاعدة أذربيجان. في ظاهرها المرصد العظيم الذي بناه الفلكي نصير الدين الطوسي بأمر هولاكو، وما زالت أطلاله باقية. وفي مصر توجد بلد باسم (مراغة) على النيل وإليها ينسب الشريف المراغي صاحب كتاب (الجدل (
[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]
المراغة (1) :
من أعمال الرقة التي هي واسطة ديار مضر، وبين الرصافة والمراغة أربعة وعشرون ميلاً، والمراغة في طرف البادية، وهو حصن عامر والعرب تسرح في أرضه. والمراغة (2) مدينة حسنة كثيرة الخير والفواكه نزهة الأمطار لها بساتين وجنات وغلات، ويجلب إليها من بعض قراها بطيخ مستطيل أحمر الداخل أخضر الخارج طعمه يزيد على العسل في حلاوته. وعلى ضفة (3) النيل بقرب أنصنا بلد صغير يسمى المراغة فيه نخل وقصب سكر وزراعات وبساتين، وهي بغربي النيل، وبينها وبين أنصنا نحو خمسة أميال. ومن أهل المراغة الشريف المراغي صاحب التعليق في الخلاف وكتاب " الجدل ". وفي المراغة يقول الحافظ أبو طاهر السلفي: سقى الله المراغة كل يوم. .. وحياها المساء وفي الصباح أقمنا بينهم زمناً وعشنا. .. بأفضل عيشة بين الصباح وكنا من كبار محدثيها. .. بأخبار وآثار صحاح ورأيت من وجه آخر أن المراغة مدينة أذربيجان، ونزل عليها الططر سنة ثمان عشرة وستمائة، فحاصروها أياماً وقتلوا أهلها، وفتحوها عنوة ووضعوا السيف في أهلها، فقتلوا منهم ما يخرج عن الإحصاء، وسبوا وحرقوا وفعلوا من المنكرات ما يطول ذكره. ودخل رجل من الططر داراً بالمراغة فيها عدة من رجال ونساء يزيدون على مائة، فلم يزل يقتلهم واحداً بعد واحد حتى أفناهم، ولم يمد إليه أحد منهم يده بسوء، مما صب الله تعالى عليهم من الخذلان. (1) المؤلف ينقل عن نزهة المشتاق: 196، وصورة الكلمة عنده ((المراعة /المزاغة /المزاعة)) على التوالي، ولم أجد أحداً أشار إلى وجود بلد بهذا الاسم في منطقة الرقة، وأغلب الظن أن الصواب هو ((بزاعة))، وربما كان قلب الياء ميماً لهجة محلية. (2) هذه المراغة هي الواقعة في بلاد أذربيجان، والنقل عن نزهة المشتاق: 205، وانظر الكرخي: 108، وابن حوقل: 288، وابن الفقيه: 284، وياقوت (المراغة) وآثار البلاد: 562، وتقويم البلدان: 398. (3) الإدريسي (د) : 46 (OG: 125)، وانظر التاج (مرغ).
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
مراغة
بالفتح، والغين المعجمة: بلدة مشهورة بأذربيجان، كانت قصبتها، وبها آثار ومدارس، وكانت تدعى افراهروذ؛ فعسكر بها مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، وهو والى أرمينية وأذربيجان منصرفه عن غزو موقان، وبها سرجين كثير، وكانت دوابّه ودوابّ أصحابه تتمرّغ فيها؛ فجعلوا يقولون: ابنوا قرية المراغة، وهذه قرية المراغة. فابتناها مروان، وتألّف الناس بها فكثروا، وبنى خزيمة بن حازم فى ولاية الرشيد سورها وحصنها.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]