مَرْغابُ
بالغين معجمة، وآخره باء موحدة: قرية من قرى هراة ثم من قرى مالين، قال أبو سعد فيالتحبير: محمد بن خلف بن يوسف بن محمد الأديب الصوفي أبو عبد الله الهروي كان قد سكن قرية مرغاب، سمع أبا عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي، أجاز للسمعاني، سمع منه ابن الوزير الدمشقي في المحرم سنة 530. والمرغاب: اسم نهر بمرو الشاهجان، والمرغاب: نهر بالبصرة، قال البلاذري: وحفر بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة المرغاب وسماه باسم مرغاب مرو وكانت القطيعة التي فيها المرغاب لهلال بن أحوز المازني أقطعه إياها يزيد بن عبد الملك وهي ثمانية عشر ألف جريب فحفر بشير المرغاب والسواقي والمعترضات بالتغلّب وقال: هذه قطيعة لي، وخاصمه حميري بن هلال فكتب خالد بن عبد الله القسري إلى مالك بن المنذر بن الجارود وهو على أحداث البصرة أن خلّ بين حميري وبين المرغاب وأرضه، وذلك أن بشيرا شخص إلى خالد وتظلم إليه فقبل قوله وكان عمرو بن يزيد الأسيّدي يعنى بحميري ويعينه فقال لمالك بن المنذر: ليس هذا خلّ إنما هو حل بين حميري وبين المرغاب، وذكر عن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة أنه قال لسالم بن قتيبة: لا تخاصم فإنها تضع الشرف وتنقص المروءة، فقام وصالح خصماءه، ثم رآه يخاصم فقال له: ما هذا يا بشير تنهاني عن شيء وتفعله؟ فقال له بشير: ليس هذا ذاك، هذه المرغاب ثمانية عشر ألف جريب الخصومة فيها شرف.
[معجم البلدان]
المرغاب:
نهر رزيق (1)، قرية على سبعة فراسخ من مرو. لما قتل يزدجرد آخر ملوك الفرس برزيق على يد طحان نزل عنده متنكراً، قيل شدخ رأسه بحجر، وقيل نذر بأنه مطلوب فهرب فنزل الماء وعليه ثيابه، فضرب طالبوه الطحان وقالوا: دلنا عليه، فقال: هاهنا تخلفته، وخرجوا يجولون في طلبه، فرآه رجل في الماء عليه ديباج، فأخذه، فقال: خلني وعم عني وأعطيك خاتمي ومنطقتي، فقال: أعطني أربعة دراهم، قال: الذي أعطيك أعظم من الآلاف قيمة، قال: إنما أريد أربعة دراهم، فضحك وقال: قد كان قيل لي أنك ستحتاج إلى أربعة دراهم فلا تجدها، فهجموا عليه فقال لهم يزدجرد: لا تقتلوني فإنه من اجترأ على قتل الملوك عاقبه الله تعالى في الدنيا بالحرب وفي الآخرة بالنار، واحملوني إلى ملك العرب فأصالحه عليكم وتأمنون، فأبوا وأعطوا الطحان وتراً، فدنا منه كأنه يكلمه فرمى بالوتر في عنقه وخنقه، وأخذوا ثيابه فصيروها في جراب، وختموا الجراب وقتلوا الطحان، وأوثقوا يزدجرد في الماء وانصرفوا؛ وقال قوم: إن يزدجرد لما أوى إلى منزل الطحان فنام قتله الطحان وأخذ متاعه، وألقى جسده في المرغاب، وجاء الطالبون له فخفي عليهم أثره عند منزل الطحان، فأخذوه به فأنكر أن يكون رآه، فضربوه فأقر لهم بقتله، وأخرج متاعه، فقتلوه وأهل بيته، ثم أخرج يزدجرد من النهر، وصير في تابوت وحمل إلى الصحراء أول سنة إحدى وثلاثين، وكان قتله في رزيق. (1) ص ع: زرق، وانظر ياقوت (رزيق) - بفتح أوله وكسر ثانيه - قال: وذكره الحازمي بتقديم الزاي على الراء، وهو خطأ فإني رأيت أهل مرو يسمونه كما ذكرناه.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]