المَسْجِدُ الحَرَامُ
الذي بمكة كان أول من بناه عمر بن الخطاب،
رضي الله عنه، ولم يكن له في زمن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وأبي بكر جدار يحيط به، وذاك أن الناس ضيّقوا على الكعبة وألصقوا دورهم بها فقال عمر: إن الكعبة بيت الله ولا بدّ للبيت من فناء وإنكم دخلتم عليها ولم تدخل عليكم، فاشترى تلك الدور وهدمها وزادها فيه وهدم على قوم من جيران المسجد أبوا أن يبيعوا ووضع لهم الأثمان حتى أخذوها بعد واتخذ للمسجد جدارا دون القامة فكانت المصابيح توضع عليه، ثم كان عثمان فاشترى دورا أخر وأغلى في ثمنها وأخذ منازل أقوام أبوا أن يبيعوها ووضع لهم الأثمان فضجوا عليه عند البيت فقال: إنما جرّأكم عليّ حلمي عنكم وليني لكم، لقد فعل بكم عمر مثل هذا فأقررتم ورضيتم، ثم أمر بهم إلى الحبس حتى كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص فخلّى سبيلهم، ويقال: إن عثمان أول من اتخذ الأروقة حين وسع المسجد وزاد في سعة المسجد، فلما كان ابن الزبير زاد في إتقانه لا في سعته وجعل فيه عمدا من الرخام وزاد في أبوابه وحسّنها، فلما كان عبد الملك بن مروان زاد في ارتفاع حائط المسجد وحمل إليه السواري من مصر في البحر إلى جدّة واحتملت من جدّة على العجل إلى مكة، وأمر الحجّاج بن يوسف فكساها الديباج، فلما ولي الوليد بن عبد الملك زاد في حليتها وصرف فيميزابها وسقفها ما كان في مائدة سليمان بن داود، عليه السلام، من ذهب وفضة وكانت قد حملت على بغل قوي فتفسّخ تحتها فضرب منها الوليد حلية الكعبة، وكانت هذه المائدة قد احتملت إليه من طليطلة بالأندلس لما فتحت تلك البلاد، وكان لها أطواق من ياقوت وزبرجد، فلما ولي المنصور وابنه المهدي زادا أيضا في إتقان المسجد وتحسين هيئته ولم يحدث فيه بعد ذلك عمل إلى الحين، وفي اشتراء عمر وعثمان الدور التي زاداها في المسجد دليل على أن رباع أهل مكة ملك لأهلها يتصرفون فيها بالبيع والشراء والكراء إذا شاءوا، وفيه اختلاف بين الفقهاء.
[معجم البلدان]
المسجد الحرام
هو الذي بمكّة حول الكعبة زادها الله شرفا. وقد كان الناس بنوا حول الكعبة حتى بلغوا بالبناء قريبا منها، وضيّقوا عليها، فقال عمر: إن الكعبة بيت الله ولا بدّ للبيت من فناء، وإنكم دخلتم عليها؛ فهدم تلك الدور وعوّض أهلها عنها، فمن رضى أخذ الثمن ومن أبى أن يبيع وضع لهم الأثمان حتى أخذوها بعد ذلك واتخذ للمسجد جدارا قصيرا دون القامة، فكانت المصابيح توضع عليه، ثم اشترى عثمان دورا أخر وأغلى فى ثمنها وهدم منازل أقوام أبوا أن يبيعوا ووضع لهم الثمن فضجّوا عليه عند البيت فقال: إنما جرّأكم علىّ حلمى عليكم، ولينى لكم، لقد فعل بكم عمر مثل هذا فأقررتم ورضيتم، ثم أمر بهم إلى الحبس حتى حكم فيه عبد الله بن خالد بن أسيد فخلّى سبيلهم. ويقال: إن عثمان أول من اتّخذ الأروقة حين زاد فى المسجد فلما كان ابن الزبير زاد فى حيطانه لا فى سعته، وجعل فيه عمدا من الرخام، وزاد فى أبوا به وحسنّها، وزاد عبد الملك بن مروان فى ارتفاع حائطه وحمل إليه السوارى من مصر فى البحر إلى جدّة، وحملت على العجل من جدّة إلى مكة وأمر الحجاج فكسا الكعبة الديباج، ثم ولّى الوليد بن عبد الملك فزاد فى حليّها وصرف فى ميزابها وسقفها ما كان فى مائدة سليمان بن داود من الذهب والفضة، وكانت المائدة جىء بها من طليطلة بالأندلس حين افتتحت وحملت على بغل قوىّ فتفسخ تحتها، فضرب منها حلية الكعبة، وزاد المنصور وبعده ابنه المهدىّ فى إتقان المسجد وتحسين هيئته، ولم يحدث فيه بعد ذلك عمل إلى الآن.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]