المؤخر
كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...
سُمِّيت سورة (الإخلاص) بهذا الاسم؛ لحديثها عن إخلاص العبادة لله عز وجل، وتوحيده.
* سورة ﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾:
سُمِّيت بهذا الاسم؛ لافتتاحها به، وقد ورد في كثير من الأحاديث؛ من ذلك:
ما جاء عن أبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه، عن النبيِّ ﷺ، قال:
«أيَعجِزُ أحدُكم أن يَقرأَ في ليلةٍ ثُلُثَ القرآنِ؟»، قالوا: وكيف يَقرأُ
ثُلُثَ القرآن؟ قال: «﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾: تَعدِلُ ثُلُثَ القرآنِ». أخرجه مسلم (811).
عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال لرجُلٍ مِن أصحابِه: «هل تزوَّجْتَ يا فلانُ؟»، قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ، ولا عندي ما أتزوَّجُ به، قال: «أليس معك ﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾؟»، قال: بلى، قال: «ثُلُثُ القرآنِ»، قال: «أليس معك ﴿إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ﴾؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك ﴿قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ﴾؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «تزوَّجْ، تزوَّجْ»». أخرجه الترمذي (2895).
وعن أبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه، عن النبيِّ ﷺ، قال: «أيَعجِزُ أحدُكم أن يَقرأَ في ليلةٍ ثُلُثَ القرآنِ؟»، قالوا: وكيف يَقرأُ ثُلُثَ القرآن؟ قال: «﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾: تَعدِلُ ثُلُثَ القرآنِ». أخرجه مسلم (811).
قال ابنُ تيميَّةَ في تحديدِ وجهِ عَدِّ سورة (الإخلاص) ثُلُثَ القرآن: «لأنَّ القرآنَ ثلاثةُ أثلاثٍ: ثُلُثٌ: توحيد، وثلث: قَصَص، وثلث: أمرٌ ونهيٌ. وثُلُثُ التوحيد أفضَلُ من غيره». "مجموع الفتاوى" (9/306).
كان النبيُّ عليه الصلاة والسلام يقرأ سورةَ (الإخلاص) في غير موضع:
* في سُنَّة الفجر:
عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي ركعتَينِ قبل الفجرِ، وكان يقولُ: «نِعْمَ السُّورتانِ يُقرَأُ بهما في ركعتَيِ الفجرِ: ﴿قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ﴾، و﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾»». أخرجه ابن ماجه (1150).
وعن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «رمَقْتُ النبيَّ ﷺ شهرًا، فكان يَقرأُ في الرَّكعتَينِ قبل الفجرِ: ﴿قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ﴾، و﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾». أخرجه الترمذي (417).
* في صلاة الوتر:
عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ في الوترِ بـ ﴿سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى﴾ و﴿قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ﴾ و﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾ في ركعةٍ ركعةٍ». أخرجه الترمذي (462).
* في سُنَّة صلاة المغرب:
عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «رمَقْتُ رسولَ اللهِ ﷺ عِشْرينَ مرَّةً، يَقرأُ في الرَّكعتَينِ بعد المغربِ وفي الرَّكعتَينِ قبل الفجرِ: ﴿قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ﴾، و﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾». أخرجه النسائي (992).
* قبل النوم:
عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان إذا أوَى إلى فراشِه، جمَعَ كفَّيْهِ، ثم نفَثَ فيهما، وقرَأَ فيهما بـ ﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلْفَلَقِ﴾، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلنَّاسِ﴾، ثمَّ يَمسَحُ بهما ما استطاعَ مِن جسدِه، يَفعَلُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ». أخرجه ابن حبان (5544).
* في ركعتَيِ الطواف خلف مقام إبراهيمَ:
عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في الرَّكعتَينِ - أي: ركعتَيِ الطَّوافِ -: ﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾، و﴿قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ﴾». صحيح مسلم (1218).
* قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ 1 اْللَّهُ اْلصَّمَدُ 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ 3 وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾ [الإخلاص: 1-4]:
عن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه: «أنَّ المشركين قالوا لرسولِ اللهِ ﷺ: انسُبْ لنا رَبَّك؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ 1 اْللَّهُ اْلصَّمَدُ﴾؛ فالصَّمَدُ: الذي ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾؛ لأنَّه ليس شيءٌ يُولَدُ إلا سيموتُ، ولا شيءَ يموتُ إلا سيُورَثُ، وإنَّ اللهَ عز وجل لا يموتُ ولا يُورَثُ، ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾، قال: لم يكُنْ له شبيهٌ ولا عِدْلٌ، وليس كمِثْلِه شيءٌ». أخرجه الترمذي (3364).
وَحْدانية الله، والإخلاص في عبادته (1-4).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /452).
يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقاصدها: «إثباتُ وَحْدانية الله تعالى.
وأنه لا يُقصَد في الحوائج غيرُه.
وتنزيهُه عن سمات المُحدَثات.
وإبطال أن يكونَ له ابنٌ.
وإبطال أن يكونَ المولودُ إلهًا؛ مثل: عيسى عليه السلام». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /612).