المِقْيَاسُ
هو عمود من رخام قائم في وسط بركة على شاطئ النيل بمصر له طريق إلى النيل يدخل الماء إذا زاد عليه وفي ذلك العمود خطوط معروفة عندهم يعرفون بوصول الماء إليها مقدار زيادته فأقلّ ما يكفي أهل مصر لسنتهم أن يزيد أربعة عشر ذراعا فإن زاد ستة عشر ذراعا زرعوا بحيث يفضل عندهم قوت عام وأكثر ما يزيد ثمانية عشر ذراعا والذراع أربعة وعشرون إصبعا، قال القاضي القضاعي: وكان أول من قاس النيل بمصر يوسف، عليه السّلام، وبنى مقياسه بمنف وهو أول مقياس وضع، وقيل: إنه كان يقاس بأرض علوة بالرصاصة قبل ذلك، ثم لما صار الأمر إلى دلوكة العجوز التي ذكرتها في حائط العجوز بنت مقياسا بأنصنا وهو صغير ومقياسا آخر بإخميم، وقيل: إنهم كانوا يقيسون الماء قبل ذلك بالرصاصة، قال: ولم يزل المقياس فيما مضى قبل الفتح بقيسارية الأكسية ومعالمه هناك باقية إلى أن ابتنى المسلمون بين الحصن والبحر أبنيتهم الباقية إلى الآن ثم ابتنى عمرو بن العاص عند فتحه مصر مقياسا بأسوان ثم بني في أيام معاوية مقياس بأنصنا ثم ابتنى عبد العزيز بن مروان مقياسا بحلوان وكانت منزله، قال: فأما المقياس القديم الذي بالجزيرة فالذي وضع أساسه أسامة بن زيد التنوخي وهو الذي بنى بيت المال بمصر في أيام سليمان بن عبد الملك وكان بناؤه المقياس في سنة 97، قال ابن بكير: أدركت المقياس يقيس الماء بمنف ويدخل زيادته كل يوم إلى الفسطاط، ثم بنى بها المتوكل مقياسا في سنة 247 وهو المقياس الكبير المعروف بالجديد وأمر أن يعزل النصارى عن قياسه فجعل على المقياس أبا الرّدّاد المعلّم واسمه عبد الله بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي الردّاد وأصله من البصرة، ذكره ابن يونس وقال: قدم مصر وحدّث بها وجعل على قياس النيل وأجرى عليه سليمان بن وهب صاحب خراج مصر يومئذ سبعة دنانير في كل شهر فلم يزل المقياس منذ ذلك الوقت في يد أبي الرداد وولده إلى الآن، وتوفي أبو الرداد سنة 266، ثم ركب أحمد بن طولون سنة 259 ومعه أبو أيوب صاحب خراجه وبكّار بن قتيبة قاضيه فنظر إلى المقياس وأمر بإصلاحه وقدّر له ألف دينار فعمّر، وبنى الخازن في الصّنّاعة مقياسا وأثره باق ولا يعتمد عليه.
[معجم البلدان]
المقياس
وهو عمود من رخام قائم فى وسط بركة على شاطىء النيل بمصر، له طريق إلى النيل، يدخل الماء إليه، وفيه خطوط يعرفون بوصول الماء إليها قدر الزيادة، فأقلّ ما يكفى أهل مصر لسنتهم أربعة عشر ذراعا، فإن زاد ستة عشر ذراعا زرعوا ما يفضل عن سنتهم قوت سنة أخرى، وأكثر ما يزيد ثمانية عشر ذراعا. قيل: كان أوّل من قاس النيل بمصر يوسف عليه السلام، وبنى مقياسه بمنف، وهو أوّل مقياس وضع، ثم صار إلى دلوكة العجوز، وهى التى ينسب إليها حائط العجوز، فبنت مقياسا بأنصنا ومقياسا آخر بإخميم. وقيل: إنهم كانوا يقيسون الماء قبل ذلك بالرصاصة. والمقاييس فى مواضع، لكنّ الذي بمصر، وهو الكبير، عليه حصن مبنى له وال بوظيفة شهرية يأخذها، فإذا أخذ فى الزيادة خرج فنادى فى البلد كلّ يوم بقدر الزيادة حتى تأخذ الزيادة المقدار الذي يحتاج إليه ثم يكسر الخليج، وذلك هو هدم السّكر الذي فيه يرد الماء عن انبساطه على الأراضى، فإذا كسر جرى الماء من النيل، وعمّ جميع أراضى مصر، وهو الذي يسمى بالعراق الكبس. وكلما امتلأ موضع وأخذ حاجته سدّ الماء عنه إلى غيره، وكلما انصب الماء فى موضع عن شىء من الأرض زرعت حتى يصل الماء إلى أسفل تلك الأرض وينصب فيزرع، وقد عمّ الزرع جميع الأرض.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]