النَّجَفُ
بالتحريك، قال السهيلي: بالفرع عينان يقال لإحداهما الرّبض وللأخرى النجف تسقيان عشرين ألف نخلة، وهو بظهر الكوفة كالمسنّاة تمنع مسيل الماء أن يعلو الكوفة ومقابرها، و قشور الصّلّيان، وبالقرب من هذا الموضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،
رضي الله عنه، وقد ذكرته الشعراء في أشعارها فأكثرت، فقال علي بن محمد العلوي المعروف بالحمّاني الكوفي: فيا أسفي على النجف المعرّى، وأودية منوّرة الأقاحي وما بسط الخورنق من رياض مفجّرة بأفنية فساح ووا أسفا على القنّاص تغدو خرائطها على مجرى الوشاح وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي يمدح الواثق ويذكر النجف: يا راكب العيس لا تعجل بنا وقف نحيّ دارا لسعدى ثم ننصرف وابك المعاهد من سعدى وحارتها، ففي البكاء شفاء الهائم الدّنف أشكو إلى الله يا سعدى جوى كبد حرّى عليك متى ما تذكري تجف أهيم وجدا بسعدى وهي تصرمني، هذا، لعمرك، شكل غير مؤتلف دع عنك سعدى فسعدى عنك نازحة، واكفف هواك وعدّ القول في لطف ما إن أرى الناس في سهل ولا جبل أصفى هواء ولا أعذى من النّجف كأنّ تربته مسك يفوح به، أو عنبر دافه العطّار في صدف حفّت ببرّ وبحر من جوانبها، فالبرّ في طرف والبحر في طرف وبين ذاك بساتين يسيح بها نهر يجيش بجاري سيله القصف وما يزال نسيم من أيامنه يأتيك منها بريّا روضة أنف تلقاك منه قبيل الصبح رائحة تشفي السقيم إذا أشفى على التلف لو حلّه مدنف يرجو الشفاء به إذا شفاه من الأسقام والدّنف يؤتى الخليفة منه كلما طلعت شمس النهار بأنواع من التّحف والصّيد منه قريب إن هممت به يأتيك مؤتلفا في زيّ مختلف فيا له منزلا طابت مساكنه. .. بجيز من حاز بيت العزّ والشرفخليفة واثق بالله همّته. .. تقوى الإله بحق الله معترف
[معجم البلدان]
النجف:
بالعراق بظهر الكوفة، وهو البساتين والمتنزهات التي يشرف الخورنق عليها، وذكر صاحب المنطق أن موضع البر قد يكون بحراً وموضع البحر قد يكون براً، قال: وللمواضع شباب وهرم وحياة وموت كما في الحيوان، وقد كان البحر فيما سلف في الموضع المعروف بالنجف، وهو بالحيرة، وكانت ترفأ هناك سفن الهند والصين، ترد على ملوك الحيرة فصار بين الحيرة وبين البحر الآن مسيرة أيام كثيرة، ومن رأى النجف وأشرف عليه تبين ما وصفنا. وبالنجف (1) نزل خالد بن الوليد في سلطان أبي بكر
رضي الله عنهما بعد أن فتح الله اليمامة، وقتل كذابها يريد الحيرة، فتحصن منه أهلها في القصر الأبيض، فلما نزل خالد
رضي الله عنه بالنجف بعث إليهم أن ابعثوا إلي رجلاً من عقلائكم، فبعثوا إليه عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني وبقيلة هو الذي بنى القصر الأبيض، ودعي بقيلة لأنه خرج يوماً وعليه ثياب خضر، فقال له قومه: ما هذا إلا بقيلة، وعبد المسيح هذا هو الذي رأى سطيحاً وسأله عن رؤيا الموبذان وارتجاج الأبوان فأتى عبد المسيح خالداً وله يومئذ ثلثمائة سنة وخمسون، فتجاهل عبد المسيح وأحب أن يريه من نفسه ما يعرف به عمله، فقال له: من أين أقصى أثرك؟ قال: من صلب أبي، قال: فمن أين جئت؟ قال: من بطن أمي، قال: فعلام أنت ويحك؟ قال: على الأرض، قال: أتعقل؟ قال: أي والله وأقيد، . .. الخبر بطوله، وقد مر في حرف الحاء. وكان خالد قال لعبد المسيح: ما أدركت؟ قال: أدركت سفن البحر ترفأ إلينا في هذا النجف بمتاع الهند والصين، وأمواج البحر تضرب ما تحت قدمك، وقال: رأيت المرأة من أهل الحيرة تأخذ مكتلها فتضعه على رأسها لا تزود إلا رغيفاً، فلا تزال في قرى عامرة وعمائر متصلة وأشجار مثمرة ومياه عذبة حتى ترد الشام، ونراها اليوم قد أصبحت يباباً، وذلك دأب الله تعالى في العباد والبلاد. وحكي أن أبا جعفر المنصور وجه في إشخاص جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي رضى الله عنهم من المدينة إلى العراق، فلما سار إلى النجف توضأ للصلاة ثم قال: اللهم بك أستفتح وبك أستنجح، سهل لي حزونته ولين لي عريكته، وأعطني من الخير ما أرجو، وادرأ عنى من الشر ما أخاف وأحذر، فلما دخل عليه قام إليه وأكرمه وبره وغلفه بيده وأصرفه إلى منزله وإنما كان أشخصه ليقتله
رضي الله عنه. (1) راجع مادة الحيرة.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
النجف
بالتحريك. قيل: بالفرع عينان، يقال لإحداهما العرض ، والأخرى النجف، تسقيان عشرين ألف نخلة. والنجف أيضا بظهر الكوفة، كالمسناة، تمنع مسيل الماء أن يعلو الكوفة ومقابرها. وبالقرب من هذا الموضع قبر أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب المشهور.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]