النُّجَيْرُ
هو تصغير النجر، وقد تقدم اشتقاقه: حصن باليمن قرب حضرموت منيع لجأ إليه أهل الردّة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر،
رضي الله عنه، فحاصره زياد بن لبيد البياضي حتّى افتتحه عنوة وقتل من فيه وأسر الأشعث بن قيس وذلك في سنة 12 للهجرة، وكان الأشعث بن قيس قد قدم على النبي، صلّى الله عليه وسلّم، في وفد كندة من حضرموت فأسلموا وسألوا أن يبعث عليهم رجلا يعلّمهم السنن ويجبي صدقاتهم، فأنفذ معهم زياد بن لبيد البياضي عاملا للنبي، صلّى الله عليه وسلّم، يجبيهم، فلما مات النبي، صلّى الله عليه وسلّم، خطبهم زياد ودعاهم إلى بيعة أبيبكر،
رضي الله عنه، فنكص الأشعث عن بيعة أبي بكر،
رضي الله عنه، ونهاه ابن امرئ القيس بن عابس فلم ينته فكتب زياد إلى أبي بكر بذلك فكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية وكان على صنعاء بعد قتل العنسي أن يمدّ زيادا بنفسه ويعينه على مخالفي الإسلام بحضرموت، وكتب إلى زياد أن يقاتل مخالفي الإسلام بمن عنده من المسلمين، فجمع زياد جموعه وواقع مخالفيه فنصره الله عليهم حتى تحصنوا بالنّجير فحصرهم فيه إلى أن أعيوا عن المقام فيه فاجتمعوا إلى الأشعث وسألوه أن يأخذ لهم الأمان، فأرسل إلى زياد بن لبيد يسأله الأمان حتى يلقاه ويخاطبه فآمنه، فلما اجتمع به سأله أن يؤمّن أهل النّجير ويصالحهم فامتنع عليه ورادّه حتى آمن سبعين رجلا منهم وأن يكون حكمه في الباقي نافذا، فخرج سبعون فأراد قتل الأشعث وقال له: قد أخرجت نفسك من الأمان بتكملة عدد السبعين، فسأله أن يحمله إلى أبي بكر ليرى فيه رأيه فآمنه زياد على أن يبعث به وبأهله إلى أبي بكر ليرى فيه رأيه، وفتحوا له حصن النجير وكان فيه كثير فعمد إلى أشرافهم نحو سبعمائة رجل فضرب أعناقهم على دم واحد ولام القوم الأشعث وقالوا لزياد: إن الأشعث غدر بنا، أخذ الأمان لنفسه وأهله وماله ولم يأخذ لنا وإنما نزل على أن يأخذ لنا جميعا، وأبى زياد أن يواري جثث من قتل وتركهم للسباع، وكان هذا أشدّ على من بقي من القتل، وبعث السبي مع نهيك بن أوس بن خزيمة وكتب إلى أبي بكر: إنّا لم نؤمنه إلا على حكمك، وبعث الأشعث في وثاق وأهله وماله معه، فترى فيه رأيك، فأخذ أبو بكر يقرّع الأشعث ويقول له: فعلت وفعلت، فقال الأشعث: أيها الرجل استبقني لحربك وزوّجني أختك أمّ فروة بنت أبي قحافة، ففعل أبو بكر ذلك وكان الأشعث بالمدينة مقيما حتى ندب عمر الناس لقتال الفرس فخرج فيهم، وقال أبو صبيح السكوني: ألا بلّغا عني ابن قيس وبرمة: أأنفذت قولي بالفعال المصدّق أقلّت عديد الحارثيين بعد ما دعتهم سجوع ذات جيد مطوّق فيا لهف نفسي، لهف نفسي على الذي سبانا بها من غيّ عمياء موبق فأفنيت قومي في ألايا توكدت، وما كنت فيها بالمصيب الموفّق وقال عرّام: حذاء قرية صفينة ماءة يقال لها النجير وبحذائها ماءة يقال لها النجارة بئر واحدة وكلاهما فيه ملوحة وليست بالشديدة، قال كثير: وطبّق من نحو النجير كأنه بأليل لما خلّف النخل ذامر وقال الأعشى ميمون بن قيس يمدح النبي، صلّى الله عليه وسلّم: ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا، وبتّ كما بات السليم مسهّدا وما ذاك من عشق النساء وإنما تناسيت قبل اليوم خلّا مهدّدا ولكن أرى الدهر الذي هو خائن إذا أصلحت كفّاي عاد فأفسدا كهولا وشبّانا فقدت وثروة، فلله هذا الدهر كيف تردّدا! وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع. .. وليدا وكهلا، حين شبت، وأمرداوأبتذل العيس المراقيل تغتلي. .. مسافة ما بين النّجير وصرخدا وقال أبو دهبل الجمحي: أعرفت رسما بالنّجي ر عفا لزينب أو لساره لعزيزة من حضرمو ت على محيّاها النضارة
[معجم البلدان]
نُجَيْرٌ
تصغير نجار: وهو في الأصل ماء في ديار بني تميم، كذا قاله الأصمعي.
[معجم البلدان]
النجير
color="#800000">النجير: كان حصنا باليمن قرب حضرموت، دارت حوله حروب بين المرتدين من بني كندة، والمسلمين بقيادة زياد بن لبيد البياضي الأنصاري. والنجيراليوم: بقايا أطلال في حضرموت، في شمالها الغربي على مسافة ستين كيلا. وأما صرخد: فهي بلد في ديار الشام، أظنها في حوران والأعشى يدلل على بعد المسافة، بين حضرموت والشام على كثرة أسفاره.
[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]
باب بحير وبحتر ونجير
أما اْلأَوَّلُ: - بعد الباء المَضْمُومَة حاء مُهْمَلَة مَفْتُوحةٌ -: قال أَبُو سعيد الكندي في " أسماء جبال تهامة ": البحير عين كبيرة في يليل، وادٍ ينبع يخرج من جوف رمل من أغزر ما يكون من العيون، وأكثرها ماء يجري في رمل فلا يمكن الزارعين عليها إلا في مواضع يسيرة، بين أحناء الرمل فيها نخيل، وتتخذ فيها البقول والبطيخ. وأما الثَّاني: - بعد الباء المَضْمُومَة حاء سَاكِنَة ثُمَّ تاء فوقها نُقْطَتَان -: روضة وسط أجا عند جو. وأما الثَّالِثُ: - أوله نُوْن مَضْمُومَة، ثُمَّ جيم مَفْتُوحةٌ، وياء سَاكِنَة تَحْتَهَا نُقْطَتَان -: حُصن بالْيَمَن منيع، لجأ إِلَيْهِ أهل الردة في زمن أبي بكرٍ
رضي الله عنه. 87 -
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
النجير (1) :
هي حضرموت وأنشدوا للأعشى: وأبتذل العيس المراقيل تغتلي. .. مسافة ما بين النجير فصرخدا وقيل هو حصن في اليمن، فيه تحصن الأشعث بن قيس بن معدي كرب ومن ارتد معه، فقال له من نصحه (2) : أنشدك الله يا أشعث ووفادتك على رسول الله
ﷺ وإسلامه أن تنقضه اليوم، والله ليقومن بهذا الأمر من يقتل من خالفه، وإياك إياك، أبق على نفسك، فإنك إن تقدمت تقدم الناس، وإن تأخرت افترقوا واختلفوا، فأبى الأشعث وقال: قد رجعت العرب إلى ما كانت الآباء تعبد، ونحن أقصى العرب داراً من أبي بكر، فكيف يبعث إلينا الجيوش، قال: أي والله وأحرى ألا يدعك عامل رسول الله
ﷺ ترجع إلى الكفر، يعني زياد بن لبيد الأنصاري، وكان النبي
ﷺ بعثه إليهم فتضاحك ثم قال: أما يرضى زياد أن أجيره، فقال له: سترى، ثم قام الأشعث فخرج من المسجد إلى منزله وقد أظهر ما أظهر من الكلام القبيح من غير أن يكون نطق بالردة، ووقف (3) يتربص وانحاز بأصحابه إلى حصن النجير فأغلقوه، فحاصره المسلمون لا يفارقونه ليلاً ولا نهاراً، وقذف الله الرعب في قلوبهم، فلما اشتد عليهم الحصار بعث إلى زياد بن لبيد أن تنح عنا حتى نخرج ونخليك والحصن، قال: لا أبرح شبراً واحداً حتى نموت عن آخرنا أو تنزلوا على حكمنا ورأينا، وجعل يكابدهم لما يرى من جزعهم، وكتب على لسان أبي بكر
رضي الله عنه كتاباً إليه فيه: احصرهم ولا تقبل منهم إلا ما خرجوا منه أو السيف، وقد بعثت إليك بعشرة آلاف رجل عليهم فلان وخمسة آلاف عليهم فلان، فإن أظفرك الله تعالى بهم فإياك والبقيا في أهل النجير، حرق حصنهم بالنار واقطع معايشهم واقتل المقاتلة واسب الذرية وابعث بهم إلي إن شاء الله، وإنما كتب هذا مكايدة لعدوه، فلما قرئ عليهم الكتاب أيقنوا بالهلكة واشتد عليهم الحصار، وندموا، فقال الأشعث: إلى متى هذا الحصر؟ قد غرثنا وغرث عيالنا، وهذه البعوث تقدم علينا بما لا قبل لنا به، قد ضعفنا عمن معنا، فكيف بمن يأتينا من هذه الأمداد، والله للموت بالسيف أحسن من الموت بالجوع، قالوا: وهل لنا قوة بالقوم. فما ترى لنا فأنت سيدنا. قال: أنزل فآخذ لكم أماناً قبل أن تدخل هذه الأمداد بما لا قبل لنا به، فجعل أهل الحصن يقولون: يا أشعث افعل وخذ لنا أماناً، قال: فأنا أنزل، فأرسل إلى زياد: أنزل فأكلمك وأنا آمن؟ قال: نعم، فنزل الأشعث من النجير فخلا بزياد فقال: يا ابن عم، قد كان هذا الأمر ولم يبارك لنا فيه، وإن لي قرابة ورحماً وإن أبا بكر يكره قتل مثلي، وقد جاءك كتابه ينهاك عن قتل الملوك من كندة، فأنا أحدهم، وإنما أطلب منك الأمان على أهلي ومالي، فقال زياد: لا أؤمنك أبداً على دمك، وأنت كنت رأس الردة، فقال: أيها الرجل دع ما مضى واستقبل الأمور إذا أقبلت، قال: وماذا؟ قال: أفتح لك النجير، فأمنه على أهله وماله على أن يقدم به على أبي بكر
رضي الله عنه فيرى فيه رأيه، وفتح له النجير فأخرجوا المقاتلة، فعمد زياد إلى سبعمائة من أشرافهم فضرب أعناقهم على دم واحد، ولام القوم الأشعث وقالوا لزياد: غدر بنا فأخذ الأمان لنفسه وأهله، وإنما نزل على أن يأخذه لجميعنا، وجاء كتاب أبي بكر
رضي الله عنه: إن ظفرت بأهل النجير فاستبقهم، فقدم عليه ليلاً وقد قتل منهم في أول النهار سبعمائة في صعيد واحد، وأبى زياد أن يواري جثثهم وتركوا للسباع، فكان هذا أشد على من بقي من القتل. (1) أول المادة عن معجم ما استعجم 4: 1299 ثم تجيء المادة التاريخية، انظر الطبري 1: 2006 وما بعدها. (2) عن الاكتفاء (تاريخ الردة) : 161. (3) انتقل إلى النقل عن الصفحة: 166 - 169.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
النجير
كَأَنَّهُ تَصْغِيرُ نَجْرٍ: جَاءَ فِي قَوْلِ أَعْشَى قَيْسٍ يَمْدَحُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَبْتَذِلُ الْعِيسَ الْمَرَاقِيلَ تَغْتَلِي مَسَافَةَ مَا بَيْنَ النُّجَيْرِ فَصَرْخَدَا أَلَا أَيُّهَذَا السَّائِلِي أَيْنَ يَمَّمَت ْ فَإِنَّ لَهَا مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ مَوْعِدَا قُلْت: كَانَ حِصْنًا بِالْيَمَنِ قُرْبَ حَضْرَمَوْتَ، دَارَتْ حَوْلَهُ حُرُوبٌ بَيْنَ الْمُرْتَدِّينَ مِنْ بَنِي كِنْدَة وَالْمُسْلِمِينَ بِقِيَادَةِ زِيَادِ بْنِ لَبِيَدِ الْبَيَاضِيّ الْأَنْصَارِيّ فَفَتَحَ الْحِصْنَ وَقَتَلَ سَبْعِمِائَةٍ مِنْ أَشْرَافِ الْمُرْتَدِّينَ وَتَرَكَهَا لِلسِّبَاعِ، وَسَبَى نِسَاءَهُمْ وَذَرَارِيَّهُمْ ; كَذَا وَرَدَ فِي مَصَادِرِ حُرُوبِ الرِّدَّةِ. وَالْبَيْتُ الثَّانِي يُرْوَى: مَسَافَةً مَا بَيْنَ النُّجَيْرِ وَصَرْخَدَ وَصَرْخَدُ بِبِلَادِ الشَّامِ، وَالْأَعْشَى يُدَلِّلُ بِبُعْدِ الْمَسَافَةِ بَيْنَ حَضْرَمَوْتَ وَالشَّامِ عَلَى كَثْرَةِ سَفَرَاتِهِ. وَالنُّجَيْرُ الْيَوْمَ: بَقَايَا أَطْلَالٍ - فِي حَضْرَمَوْتَ - جَنُوبَ غَرْبِيِّ الْعِبْرِ عَلَى قَرَابَةِ سِتِّينَ كَيْلًا، أَيْ شَمَالَ غَرْبِيِّ حَضْرَمَوْتَ. «رَوَى ذَلِكَ الْأُسْتَاذُ هَادُونَ الْعَطَّاسُ».
[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]