البحث

عبارات مقترحة:

الوكيل

كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

المقدم

كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء سابقًا على غيره، واسم (المقدّم) من أسماء الله الحسنى، يدل على ثبوت صفة التقديم لله عز وجل، وهو تقديم كوني كتقديم بعض الموجودات على بعض، وتقديم شرعي كتقديم أهل الصلاح على غيرهم.

التعريف

التعريف لغة

(المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (قَدَّمّ يُقَدِّمُ) والمصدر منه (التَقَدِيم) وهو جعل الشيء سابقًا على غيره، وهو عكس التأخير. انظر للاستزادة "اللسان" لابن منظور (5/3552).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله تعالى يدل على ثبوت فعل التقديم لله سبحانه وتعالى، وله مقاصِدُ عدّة، تصنَّف إجمالًا إلى: تقديم كوني، وتقديم شرعي، وفصّل فيهما الشيخ السعدي رحمه الله في كلامه عن اسمي (المقدم والمؤخر) تفصيلًا وافيًا فقال: «وهذا التقديم يكون كونيًا كتقديم بعض المخلوقات على بعض، وتأخير بعضها على بعض، وكتقديم الأسباب على مسبباتها، والشروط على مشروطاتها، وأنواع التقديم والتأخير في الخلق والتقدير بحرٌ لا ساحل له. ويكون شرعيًا كما فضَّل الأنبياء على الخلق، وفضل بعضهم على بعض، وفضل بعض عباده على بعض، وقَدَّمهم في العلم والإيمان والعمل والأخلاق وسائر الأوصاف، وأخَّر من أخَّر منهم بشيء من ذلك، وكل هذا تبعٌ لحكمته». ولا بد في هذا الاسم من الاقتران مع اسمه تعالى (المؤخِّر) إذ لا يتم معنى الكمال المقصود إلا بذكرهما معًا، قال الشيخ السعدي: «والمقدم والمؤخر من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد منها على الله إلا مقروناً بالآخر، فإن الكمال من اجتماعها، فهو تعالى المقدم لمن شاء والمؤخر لمن شاء بحكمته». انظر "الحق الواضح المبين" (ص100-101).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

الاصطلاح موافق للاستعمال العربي الفصيح، ولا خلاف بين المعنيين، إلا أن المعنى الاصطلاحي ثابت لله عز وجل على ما يليق به جل جلاله، وعلى وجه الكمال الذي لا يكون لغيره.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة التقديم لله تعالى

الأدلة

السنة النبوية

المقدم في السنة النبوية
· ورد اسم الله تعالى (المقدِّم) في صفة صلاة النبي ومنه حديث علي رضي الله عنه، قال في آخره: ثُمَّ يَكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ بيْنَ التَّشَهُّدِ والتَّسْلِيمِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلّا أَنْت». مسلم (771). وفي رواية: كان رسولُ اللهِ إذا فرَغ مِن الصَّلاةِ وسلَّم قال: «اللَّهمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ وما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ وما أسرَفْتُ وما أنتَ أعلَمُ به منِّي أنتَ المقدم وأنتَ المُؤخِّرُ لا إلهَ إلّا أنتَ». أبي داود (1509). · وعَنِ أبو موسى الأشعري عن النبيِّ أنَّه كانَ يَدْعُو بهذا الدُّعَاءِ: «رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ» البخاري (6398).

الإجماع

اسم الله تعالى (المقدِّم) ثابت بالإجماع، قال القرطبي في كلامه عن اسمي (المقدم المؤخِّر): «وأجمعت عليهما الأمة» "الأسنى" (1/373).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

الإيمان باسمي الله تعالى (المقدم والمؤخر) يثمر في القلب التعلق بالله وحده، والتوكل عليه سبحانه، لأنه لا مقدم لما أخر ولا مؤخر لما قدم، فمهما حاول البشر تقديم شيء لم يرد الله تقديمه، أو تأخير شيء لم يرد الله تأخيره فلن يستطيعوا، وهذا يخلّص القلب من الخوف من المخلوق أو رجائه، لأنه لا يملك تقديم شيء أو تأخيره إلا بإذن الله تعالى وحده. "ولله الأسماء الحسنى" للجليّل (12/609) والإيمان بهذين الاسمين الكريمين يحمل العبد على السعي في نيل تقديم الله عز وجل له، والحذرِ من تأخيره له، ولا يُتوَهَّمْ أن المقصود هو التقدم والتأخر في أمور الدنيا، بل هو التقديم الحقيقي الذي يُثمر نعيمًا أبديًّا، أو هو - والعياذ بالله - التأخير الحقيقي الذي يُسفِر عن شقاء أبديّ، وانظر هذا الكلام النفيس للإمام ابن القيم رحمه الله: «فالعبد سائر لا واقف، فإما إلى فوق، وإما إلى أسفل، إما إلى أمام وإما إلى وراء، وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البتة، ما هو إلا مراحل تطوى أسرع طيٍّ إلى الجنة أو النار، فمُسرع ومُبِطئ، ومتقدم ومتأخر، وليس في الطريق واقف البتة، وإنما يتخالفون في جهة المسير، وفي السرعة والبطء ﴿ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴾ [المدثر: 35 - 37] ولم يذكر واقفًا، إذ لا منزل بين الجنة والنار، ولا طريق لسالك إلى غير الدارين البتة، فمن لم يتقدم إلى هذه بالأعمال الصالحة فهو متأخر إلى تلك بالأعمال السيئة. فإن قلت: كل مُجِدٍّ في طلب شيء لا بد أن يعرِض له وقفة وفتور، ثم ينهض إلى طلبه، قلت: لا بد من ذلك، ولكن صاحب الوقفة له حالان: إما أن يقف ليُجِمَّ نفْسَه، ويُعِدَّها للسَّير، فهذا وقفته سيرٌ، ولا تضره الوقفة، فإن لكل عمل شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة. وإما أن يقف لداعٍ دعاه من ورائه، وجاذب جذبه من خلفه، فإن أجابه أخَّره ولا بد، فإن تداركه الله برحمته، وأطلعه على سبق الركب له وعلى تأخره، نهض نهضة الغضبان الآسف على الانقطاع، ووثب وَجَمَزَ واشتدَّ سعيًا ليلحق الركب، وإن استمر مع داعي التأخر، وأصغى إليه لم يرضَ برده إلى حالته الأولى من الغفلة، وإجابة داعي الهوى، حتى يردَّه إلى أسوأ منها وأنزَلَ دَرَكًا، وهو بمنزلة النكسة الشديدة عقيب الإبلال من المرض، فإنها أخطر منه وأصعب». "المدارج" (1/267-268).

المظاهر في الكون والحياة

إن ما في الناس من تفاوت في القرب والبعد عند الله عز وجل هو من آثار ومظاهر هذا الاسم الكريم، قال الحليمي: «المقدم هو المعطي لعوالي المراتب، والمؤخر هو الدافع عن عوالي الرتب، فقرب أنبياءه وأولياءه بتقريبه وهدايته، وأخّر أعداءه بإبعاده، وضرب الحجاب بينه وبينهم، قدَّر المقادير قبل أن يخلق الخلق، وقدّم من أحب من أوليائه على عبيده، ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات، ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23]، وكل ممكن إنما يتخصص في زمانه وصفاته وسائر أحواله بإرادة الخالق سبحان». انظر "الأسنى" (1/374).

أقوال أهل العلم

«وهو المقدم والمؤخر ذانك الصـ ***** ـفتان للأفعال تابعتان وهما صفات الذات أيضا إذ هما *****بالذات لا بالغير قائمتان» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة النونية (2/109)
«يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه، ويؤخرمن يشاء عن ذلك لخِذلانه» النَّوَوِي "شرح مسلم" (17/40)
«وقدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين، وأخَّر من شاء عن مراتبهم، وثبَّطَهم عنها، وأخَّر الشيء عن حين توقعه لعلمه بما في عواقبه من الحكمة لا مقدِّم لما أخَّر ولا مؤخِّر لما قدَّم». حَمْد الخَطَّابي "شأن الدعاء" (ص86)