الوَتِيرُ
بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء، وراء، قال الأصمعي: الوتيرة الأرض، ولم يحدّها، والوتيرة: الوردة الصغيرة، والوتيرة: المداومة على الشيء، والوتير، بغير هاء: اسم ماء بأسفل مكة لخزاعة، بالراء، وربما قاله بعض المحدثين الوتين، بالنون، فيقول عمرو بن سالم الخزاعي يخاطب رسول الله، صلى الله عليه وسلّم: يا ربّ إني ناشد محمّدا حلف أبيه وأبينا الأتلدا فانصر هداك الله نصرا أعتدا إنّ قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكّدا وزعموا أن لست أدعو أحدا وهم أذلّ وأقلّ عددا هم بيّتونا بالوتير هجّدا وقتّلونا ركّعا وسجّدا وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، لما صالح قريشا عام الحديبية أدخل خزاعة في حلفه ودخلت كنانة في حلف قريش فبغت كنانة على خزاعة وساعدتها قريش فذلك كان سبب نقض الصلح وفتح مكة، وكانت الوقعة بين كنانة وخزاعة في سنة سبع من الهجرة، فقال بديل بن عبد مناة: تعاقد قوم يفخرون ولم تدع لهم سيّدا يندوهم غير نافل أمن خيفة القوم الألى تزدريهم تجير الوتير خائفا غير آيل؟ وقال أبو سهم الهذلي: ولم يدعوا بين عرض الوتير وبين المناقب إلا الذّئابا وقالوا في تفسيره: الوتير ما بين عرفة إلى أدام، وقال أهبان بن لغط بن عروة بن صخر بن يعمر ابن نفاثة بن عدي بن الدّئل من كنانة: ألا أبلغ لديك بني قريم مغلغلة يجيء بها الخبير فزدوا لي الموالي ثم حلّوا مرابعكم إذا مطر الوتير
[معجم البلدان]
باب زبير ودبير ووتير
أما اْلأَوَّلُ: - بِفَتْحِ الزاي وكسر الباء المُوْحَّدَة وآخره راءٌ -: قال بعض المُفسرين: الزبير اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى وأما الثَّاني: - أوله دال مُهْمَلَة مَفْتُوحةٌ والباقي نحو اْلأَوَّلُ -: قَرْيَة على فرسخ من نيسأَبُور يُنْسَبُ إليها أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن يوسف بن خُرشيد الدبيري، سمع قُتيبة بن سعيد ومُحَمَّد بن أبان وإسحاق بن راهويه، وجَمَاعَة، روى عنه أَبُو حامد والشيوخ توفي سنة سبع وثلاث مئة وأما الثَّالِثُ: - أوله [واو] مَفْتُوحةٌ بَعْدَهَا تاء مَكْسُورَة تَحْتَهَا نُقْطَتَان -: واد عند حُتن قال أُهبان:
فَرُدُّوا لِيْ الْمَوْاليْ ثُمَّ حُلُّوْا | مَرَابِعَكُم إذَا مُطِرَ الْوَتِيْرُ 399 - |
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
الوتير (1) :
ماء في أرض خزاعة، عليه كانت الوقيعة بين بني الديل وبني بكر بن عبد مناة بن كنانة وبني خزاعة، وكان الذي هاج ما بينهم أن حليفاً للأسود بن رزن الديلي خرج تاجراً، فلما توسط أرض خزاعة عدوا عليه فقتلوه وأخذوا ماله، فعدت بنو بكر على رجل من خزاعة فقتلوه، فعدت خزاعة، قبيل الإسلام، على بني الأسود بن رزن: سلمي وكلثوم وذؤيب، وهم منخر بني كنانة وأشرافهما، كانوا في الجاهلية يؤدون ديتين ديتين لفضلهم في قومهم، فقتلتهم خزاعة بعرفة عند أنصاب الحرم، ثم حجز بينهم الإسلام وتشاغل الناس به، فلما كان صلح الحُدَيْبية دخلتْ خزاعة في عقد رسول الله
ﷺ ودخلتْ بنو بكر في عقد قريش فلما كانت الهدنة اغتنمتها بنو الديل فخرجوا حتى بيتوا خزاعة على الوتير، ماء لهم، وأصابوا منهم رجلاً، وتحاوزوا (2) واقتتلوا، ورفدت قريش بني بكر بالسلاح، وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفياً، فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله
ﷺ من العهد والميثاق. مما استحلوا منهم، وكانوا في عقده وعهده، خرج عمرو بن سالم الخزاعي الكعي حتى قدم على رسول الله
ﷺ المدينة، فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهري الناس فقال: يا ربِّ أني ناشدٌ محمّدا. .. حلف أبينا وأبيه الأتلدا. .. قد كنتم ولداً وكنا والدا. .. ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا. .. فانصر هداك الله نصراً أعتدا. .. وادع عباد الله يأتوا مددا. .. فيهم رسول الله قد تجردا. .. أبيض مثل البدر يسمو صعدا. .. في فيلق كالبحر يجري مزبدا. .. إن قريشاً أخلفوك الموعدا. .. ونقضوا ميثاقك المؤكدا. .. وجعلوا لي في كداء رصدا. .. وزعموا أن لست أدعو أحدا. .. وهم أذل وأقل عددا. .. هم بيتونا بالوتير هجدا. .. وقتلونا ركّعاً وسجَّدا. .. يقول: قتلنا وقد أسلمنا. فقال رسول الله
ﷺ: " نصرت يا عمرو بن سالم "، ثم عرض لرسول الله
ﷺ عنان من السماء فقال: " إن هذه السحابة لتسهل بنصر بني كعب ". (1) انظر معجم ما استعجم 4: 1368، وانظر عنده مادتي ((ادام)) و ((فاثور))، والنقل عن السيرة 2: 389. (2) ص ع: وتحاجزوا.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]