تهران
قرية كبيرة من قرى الري كثيرة البساتين كثيرة الأشجار مؤنقة الثمار. ولهم تحت الأرض بيوت كنافقاء اليربوع، إذا جاءهم قاصد عدو اختبأوا فيها، فالعدو يحاصرهم يوماً أو أياماً ويمشي. فإذا خرجوا من تحت الأرض أكثروا الفساد من القتل والنهب وقطع الطريق. وفي أكثر الأوقات أهلها عصاة على السلاطين، ولا حيلة إلى ضبطهم إلا بالمداراة. وفيها اثنتا عشرة محلة كل محلة تحارب الأخرى، وإذا دخلوا في طاعة السلطان يجتمع عاملها بمشايخ القرية يطالبهم بالخراج، وتوافقوا على اداء الخراج المعهود للسلطان. يأتي أحدهم بديك ويقول: هذا بدينار! والآخ يأتي باجانة ويقول: هذا بدينار! ويؤدون الخراج على هذا الوجه وإلا فلا فائدة منهمأصلاً. وهم موترصدون للخلاف، ويرضى الوالي منهم بأن يقال: انهم في الطاعة وأدوا الخراج. وانهم لا يزرعون على البقر خوفاً من أنهم إذا خالفوا يؤخذ عواملهم، وإنما يزرعون بالمساحي ولا يقتنون الدواب والمواشي لما ذكرنا أن أعداءهم كثيرون فيأخذون مواشيهم. وفواكههم كثيرة وحسنة جداً، سيما رمانهم فإن مثلها غير موجود في شيء من البلاد.
[آثار البلاد وأخبار العباد]