البحث

عبارات مقترحة:

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...


صقلاب

أرض صقلاب في غربي الإقليم السادس والسابع. وهي أرض متاخمة لأرض الخزر في أعالي جبال الروم؛ قال ابن الكلبي: روم وصقلاب وأرمن وفرنج كانوا اخوة، وهم بنو ليطى بن كلوخيم بن يونان بن يافث بن نوح، عليه السلام، سكن كل واحد بقعة من الأرض فسميت البقعة به. والصقالبة قوم كثيرون صهب الشعور حمر الألوان ذوو صولة شديدة. قال المسعودي: الصقالبة أقوام مختلفة بينهم حروب، لولا اختلاف كلمتهم لما قاومتهم أمة في الشدة والجرأة، ولكل قوم منهم ملك لا ينقاد لغيره: فمنهم من يكون على دين النصرانية اليعقوبية، ومنهم من يكون على دين النسطورية ومنهم من لا دين له ويكون معطلاً، ومنهم من يكون من عبدة النيران. ولهم بيت في جبل ذكرت الفلاسفة أنه من الجبال العالية، ولهذا البيت أخبار عجيبة في كيفية بنائه، وترتيب أحجاره، واختلاف ألوانها، وما أودع فيه من الجواهر، وما بني من مطالع الشمس في الكوي التي تحدث فيه والآثار المرسومة التي زعمواأنها دالة على الكائنات المستقبلة، وما تنذر به تلك الجواهر من الآثار والحوادث قبل كونها، وظهور أصوات من أعاليه وما كان يلحقهم عند سماع ذلك! حكى أحمد بن فضلان لما أرسله المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة، وقد أسلم، حمل إليه الخلع. وذكر من الصقالبة عادات عجيبة منها ما قال: دخلنا عليه وهو جالس على سرير مغشى بالديباج، وزوجته جالسة إلى جانبه، والأمراء والملوك على يمينه، وأولاده بين يديه، فدعا بالمائدة فقدمت إليه وعليها لحم مشوي، فابتدأ الملك: أخذ سكيناً فقطع لقمة أكلها ثم ثانية ثم ثالثة ثم قطع قطعة دفعها إلي، فلما تناولتها جاؤوا بمائدة صغيرة ووضعت بين يدي، وهكذا ما كان أحد يمد يده إلى الأكل حتى أعطاه الملك، فإذا أعطاه الملك جاؤوا له بمائدة صغيرة وضعت بين يديه، حتى قدم إلى كل واحد مائدة لا يشاركه فيها أحد. فإذا فرغوا من الأكل حمل كل واحد مائدته معه إلى بيته. ومنها أن كل من دخل على الملك من كبير أو صغير حتى أولاده وإخوته، فساعة وقوع نظرهم عيه أخذ قلنسوته وجعلها تحت إبطه، فإذا خرج من عنده لبسها، وإذا خرج الملك لم يبق أحد في الأسواق والطرقات إلا قام وأخذ قلنسوته من رأسه وجعلها تحت إبطه، حتى إذا جاوزهم تقلنسوا بها. ومنها أنه إن رأوا أحداً عليه سلاحه وهو يبول أخذوا سلاحه وثيابه وجميع ما معه، وحملوا ذلك على جهله وقلة درايته، ومن جعل سلاحه ناحية حملوا ذلك على درايته ومعرفته ولم يتعرضوا له. ومنها ما ذكر أنه قال: رأيت الرجال والنساء ينزلون في النهر ويغتسلون عراة، لا يستتر بعضهم من بعض ولا يزنون البتة. والزنا عندهم من أعظم الجرائم، ومن زنى منهم كائناً من كان ضربوا له أربع سكك وشدوا يديه ورجليه إليها، وقطعوا بالفأس من رقبته إلى فخذيه، وكذلك بالمرأة، ويفعلون مثل ذلك بالسارق أيضاً. ومنها ما ذكره أبو حامد الأندلسي أن أحدهم إذا تعرض لجارية الغير أوولده أخذ منه جميع ما يملكه، فإن كان فقيراً يباع عليه أولاده، فإن لم يكن له أولاد يباع عليه نفسه، فلا يال يخدم لمولاه حتى يفدي أحد عنه. وإذا عامل أحد منهم غريباً وأفلس يباع عليه أهله وولده ومسكنه ونفسه، ويقضى دين الغريب، وهؤلاء نصارى نسطورية. ومنها أنه يظهر في كل عشرين سنة عندهم السحر من العجائز، فيقع بسبب ذلك فساد كثير بين الناس، فيأخذون كل عجوز وجدوها في بلادهم ويشدون أيديهن وأرجلهن، وفهم نهر عظيم يلقونهن في ذلك النهر، فالتي طفت على الماء علموا أنها ساحرة فأحرقوها، والتي رسبت علموا أنها ليست بساحرة فسيبوها. ومنها أن الرجل إذا صار صاحب ولد قام بأمره حتى يحتلم، فإذا احتلم دفع إليه قوساً ونشاشيب ويقول: مر احتل لنفسك! ويخرجه من عنده ويجعله بمنزلة الغريب الأجنبي. ومنها أن بناتهم الأبكار يخرجن مكشوفات الرأس ويراهن كل أحد، فمن رغب في واحدة منهن ألقى على رأسها خماراً، فصارت زوجة له فلا يمنعه عنها أحد، فيتزوج عشرين أو أكثر، ولهذا عددهم كثير لا يحصى. بها نهر ماؤه أسود مثل ماء بحر الظلمات، إلا أنه عذب وليس فيه شيء من السمك. وبه الحيات الكبار السود، وليس فيها أذية. وفي هذا النهر السمور، وهو حيوان أصغر من السنور، شعره في غاية النعومة يقال له سنور الماء، وفي هذا النهر منه كثير جداً، يحمل جلده إلى سقسين وبلغار يتعاملون عليه، وإنه فروة ناعمة جداً.

[آثار البلاد وأخبار العباد]