الأخدود
الحفرة المستطيلة في الأرض كالخندق. .. وقد جاء ذكره في السيرة، وفي القرآن: قال تعالى: قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ.. والأخدود المذكور هنا، في مدينة (نجران) جنوب المملكة العربية السعودية. وقصته معروفة.
[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]
الأخدود
المذكور في قوله تعالى: " قتل أصحاب الأخدود " (البروج: 4) (1)، كان في قرية من قرى نجران، وأصحاب الأخدود قيل إنهم قوم كانوا على دين حق، كان لهم ملك يزني بأخته ثم حمله بعض نسائه أن يسن في الناس نكاح الأخوات والبنات، فحمل الناس على ذلك فأطاعه كثير وعصته فرقة، فخد لهم أخاديد، وهي حفائر طويلة كالخنادق، وأضرم لهم ناراً وطرحهم فيها، ثم استمرت المجوسية بمن أطاعه وعلى هذا فقوله تعالى: " قتل أصحاب الأخدود " إخبار بأن النار قتلتهم، وقيل بل المعنى: فعل الله
عز وجل بهم، ذلك لأنهم أهل له، فهو على جهة الدعاء بحسب كلام البشر، وقيل في أصحاب الأخدود أن ملكاً من ملوك حمير كان بمذارع من اليمن اقتتل هو والكفار مع المؤمنين ثم غلب في آخر الأمر فحرقهم على دينهم إذ أبوا دينه، وفيهم كانت المرأة ذات الطفل التي تلكأت فقال لها الطفل: امضي في النار فإنك على الحق، وعن علي
رضي الله عنه قال: إن نبي أصحاب الأخدود كان حبشياً وأن الحبشة بقية أصحاب الأخدود، وقيل صاحب الأخدود ذو نواس في قصة عبد الله بن الثامر، وهي مذكورة مشروحة في أول سير ابن إسحاق (2) وقيل كان أصحاب الأخدود في بني إسرائيل. (1) أنظر الروايات في قصة أصحاب الأخدود في الثعلبي: 436 - 439. (2) أنظر سيرة ابن هشام 1: 34.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
الأخدود
وَهُوَ حُفْرَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ فَالْأَرْضُ كَالْخَنْدَقِ: جَاءَ فِي النَّصِّ: فَمَلَكُوهُ - يَعْنِي ذَا نَوَّاس ٍ - وَاجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ حِمْيَرُ وَقَبَائِلُ الْيَمَنِ، فَكَانَ آخِرُ مُلُوكِ حِمْيَرَ، وَهُوَ صَاحِبُ الْأُخْدُودِ. وَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّصَّ الْوَحِيدَ الَّذِي ذَكَرَ الْأُخْدُودَ، وَلَكِنَّنَا كَمَا قَدَّمْنَا لَسْنَا مَعْنِيِّينَ بِاسْتِقْصَاءِ النُّصُوصِ إنَّمَا تَحْدِيدُ الْمَعَالِمِ الْوَارِدَةِ فِي السِّيرَةِ، وَقَدْ سُمِّيَتْ مَدِينَةُ نَجْرَانَ - آنَذَاكَ - الرَّئِيسِيَّةُ «مَدِينَةَ الْأُخْدُودِ» وَهِيَ الْيَوْمَ آثَارٌ ذَاتُ مَبَانٍ مُنْكَرَةٍ، وَخُيِّلَ إلَيَّ أَنَّنِي وَجَدْت الْأُخْدُودَ فِي الْمَدِينَةِ، بَلْ وَجَدْت الرَّمَادَ فِيهِ، وَوَصَفْت ذَلِكَ كُلَّهُ فِي كِتَابِي «بَيْنَ مَكَّةَ وَحَضْرَمَوْتَ». وَلَيْسَ فِي نَجْرَانَ مَنْ يَجْهَلُ مَدِينَةَ الْأُخْدُودِ، وَقَدْ أُقِيمَتْ بِجِوَارِهَا مَدْرَسَةٌ سُمِّيَتْ مَدْرَسَةَ الْأُخْدُودِ. وَقَدْ ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ: قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ.
[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]