قرقيسيا:
كورة من كور ديار ربيعة، بين الحيرة والشام (1)، وفي الجانب الشرقي من الفرات، فتحها عنوة عمرو (2) بن مالك بن عتبة بن نوفل بن عبد مناف، أمر عمر بن الخطاب (3) سعد بن أبي وقاص أن يوجهه في جند فخرج يعارض الطريق حتى جاء قرقيسيا في غرة فأخذها عنوة، فأجاب أهلها إلى الجزية. وإلى قرقيسيا (4) فرَّ زفر بن الحارث العامري ثم الكلابي بعد وقيعة مرج راهط، وكان مع الضحاك بن قيس الفهري، فلما قتل الضحاك ولى زفر، ومعه رجلان من بني سُلَيْم فقصر فرساهما فغشيتهما اليمانية من خيل مروان، فقال له صاحباه: انج بنفسك فإنا مقتولان فولى راكضاً، وقتل الرجلان، وفي ذلك يقول زفر من أبيات: لعمري لقد أبقتْ وقيعةُ راهط. .. لمروان صدعاً بيننا متنائيا أريني سلاحي لا أبا لك إنني. .. أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا فقد ينبت المرعى على دمن الثرى. .. وتبقى حزازات النفوس كما هيا أتذهب كلبْ لم تنلها رماحنا. .. وتترك قتلى راهط هي ما هي فلم ترَ منّي نبوة قبل هذه. .. فراري وتركي صاحبيَّ ورائيا عشية أعدو في الفريقين لا أرى. .. من القوم إلا من عليّ ولا ليا أَيذهب يوم واحد إن أسأته. .. بصالح أيامي وحسن بلائيا وانتهى زفر بن الحارث من هزيمته إلى قرقيسيا فغلب عليها، واستقام الشام لمروان. (1) نقل هذا التحديد عن معجم ما استعجم 3: 1066، وفي لفظة ((الحيرة)) خطأ واضح؛ وقارن بياقوت (قرقيسيا). (2) الطبري: عمر. (3) الخبر في الطبري 1: 2479. (4) مروج الذهب 5: 202.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]