البحث

عبارات مقترحة:

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

تحويل الذكر إلى أنثى والعكس

يرغب فئات من الناس بتغيير نوعهم من الذكر إلى الأنثى أو العكس، وذلك بعمليات جراحية، وإضافة هرمونات النوع الآخر الذي يريد التحول إليه، وهذا لا يجوز شرعًا، لتغييره خلق الله، ويستثنى الخنثى المشكل الذي اجتمع فيه علامات الذكر والأنثى، فله تصحيح الجنس، وينظر إلى الأغلب في حاله.

صورة المسألة

ما حكم أن يحول الذكر نوعه إلى الأنثى، أو أن تحول الأنثى نوعها إلى ذكر؟

فتاوى أهل العلم المعاصرين

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال الأول: من الفتوى رقم (1542) : «س: نشاهد ونقرأ في بعض الصحف العربية عن عمليات يقوم بها بعض الأطباء في أوروبا يتحول بها الذكر إلى أنثى والأنثى إلى ذكر فهل ذلك صحيح، ألا يعتبر ذلك تدخلا في شؤون الخالق الذي انفرد بالخلق والتصوير؟ وما رأي الإسلام في ذلك؟ ج1: لا يقدر أحد من المخلوقين أن يحول الذكر إلى أنثى ولا الأنثى إلى ذكر، وليس ذلك من شؤونهم ولا في حدود طاقتهم مهما بلغوا من العلم بالمادة ومعرفة خواصها. إنما ذلك إلى الله وحده، قال تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ﴾ [الشورى: 49] ﴿أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ [الشورى: 50]. فأخبر سبحانه في صدر الآية بأنه وحده هو الذي يملك ذلك ويختص به. وختم الآية ببيان أصل ذلك الاختصاص، وهو: كمال علمه وقدرته، ولكن قد يشتبه أمر المولود فلا يدرى أذكر هو أم أنثى، وقد يظهر في بادئ الأمر أنثى وهو في الحقيقة ذكر أو بالعكس، ويزول الإشكال في الغالب وتبدو الحقيقة واضحة عند البلوغ فيعمل له الأطباء عملية جراحية تتناسب مع واقعه من ذ كورة أو أنوثة، وقد لا يحتاج إلى شق ولا جراحة، فما يقوم به الأطباء في مثل هذه الأحوال إنما هو كشف عن واقع حال المولود بما يجرونه من عمليات جراحية، لا تحويل الذكر إلى أنثى ولا الأنثى إلى ذكر، وبهذا يعرف أنهم لم يتدخلوا فيما هو من شأن الله إنما كشفوا للناس عما هو من خلق الله. والله أعلم».

قرارات المجامع الفقهية

المجمع الفقهي الإسلامي
قرار رقم: 65 (6/11): بشأن تحويل الذكر إلى أنثى وبالعكس. «الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، برابطة العالم الإسلامي، في دورته الحادية عشرة، المنعقدة بمكة المكرمة، في الفترة من يوم الأحد 13 رجب 1409هـ الموافق 19 فبراير 1989م إلى يوم الأحد 20 رجب 1409هـ الموافق 26 فبراير 1989م قد نظر في موضوع تحويل الذكر إلى أنثى، وبالعكس. وبعد البحث والمناقشة بين أعضائه قرر ما يلي: أولاً: الذكر الذي كملت أعضاء ذكورته، والأنثى التي كملت أعضاء أنوثتها، لا يحل تحويل أحدهما إلي النوع الآخر، ومحاولة التحويل جريمة يستحق فاعلها العقوبة؛ لأنه تغيير لخلق الله، وقد حرَّم سبحانه هذا التغيير، بقوله تعالى، مخبرًا عن قول الشيطان: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه﴾[النساء: 119]. فقد جاء في صحيح مسلم، عن ابن مسعود، أنه قال: «لعَن اللهُ الوَاشِمَاتِ والمُسْتَوْشِمَاتِ، والنَّامِصاتِ والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجَاتِ للحُسْنِ، المُغيِّراتِ خَلْقَ اللهِ عز وجل»، ثم قال: ألا ألعن من لعن رسول الله ، وهو في كتاب الله عز وجل- يعني قوله: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7]. ثانيًا: أما من اجتمع في أعضائه علامات النساء والرجال، فينظر فيه إلى الغالب من حاله، فإن غلبت عليه الذكورة جاز علاجه طبيًّا بما يزيل الاشتباه في ذكورته، ومن غلبت عليه علامات الأنوثة جاز علاجه طبيًّا، بما يزيل الاشتباه في أنوثته، سواء أكان العلاج بالجراحة، أم بالهرمونات، لأن هذا مرض، والعلاج يقصد به الشفاء منه، وليس تغييرًا لخلق الله عز وجل. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. والحمد لله رب العالمين».
هيئة كبار العلماء
قرار هيئة كبار العلماء رقم (176) وتاريخ 17 /3 /1413 هـ «الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين، نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه. ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد: فإن مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والثلاثين المنعقدة في مدينة الطائف في الفترة من 24 /2 /1413 هـ إلى 18 /3 /1413 هـ. اطلع على الاستفتاء الوارد من استشاري طب الأطفال /د. إبراهيم سليمان الحفظي المؤرخ في 25 /11 /1412 هـ. المتعلق بطفلة أنثى اتضح بالفحص الطبي عليها أنها تحمل بعض خصائص الذكورة، ودرس المجلس موضوع تحويل الذكر إلى أنثى والأنثى إلى ذكر واطلع على البحوث المعدة في ذلك، كما اطلع على قرار المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي الذي أصدره في دورته الحادية عشرة في الموضوع - وبعد البحث والمناقشة والدراسة قرر المجلس ما يلي: أولًا: لا يجوز تحويل الذكر الذي اكتملت أعضاء ذكورته، والأنثى التي كملت أعضاء أنوثتها إلى النوع الآخر، وأي محاولة لهذا التحويل تعتبر جريمة يستحق فاعلها العقوبة؛ لأنه تغيير لخلق الله، وقد حرم سبحانه هذا التغيير بقوله تعالى مخبرًا عن قول الشيطان : ﴿ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾ [النساء: 119]، وقد جاء في "صحيح مسلم" عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال «لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل» ثم قال : وما لي لا أعلن من لعن رسول الله وهو في كتاب الله عز وجل: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7]. ثانيًا: أما من اجتمع في أعضائه علامات النساء والرجال فينظر فيه إلى الغالب من حاله، فإن غلبت عليه علامات الذكورة جاز علاجه طبيًّا بما يزيل الاشتباه في ذكورته، ومن غلبت عليه علامات الأنوثة جاز علاجه طبيا بما يزيل الاشتباه في أنوثته سواء كان العلاج بالجراحة أم بالهرمونات؛ لما في ذلك من المصلحة العظيمة ودرء المفسدة. ثالثًا: يجب على الأطباء بيان النتيجة المتضحة من الفحوص الطبية لأولياء الطفل ذكرًا كان أو أنثى حتى يكونوا على بينة من الواقع. وبالله التوفيق ، صلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم».

الخلاصة الفقهية

تحويل الذكر إلى أنثى والعكس لا يخلو: إن كان ممن كملت فيه أعضاء الذكورة أو الأنوثة فلا يجوز تحويل نوعه إلى النوع الأكبر، وهذا من تغيير خلق الله، وهي جريمة تستحق العقاب. وإن كان ممن اجتمع في أعضائه علامات النساء والرجال: فيجوز علاجه طبيًّا بما يزيل الاشتباه، وينظر فيه إلى الغالب من حاله ذكورة أو أنوثة، ويحول إليها، وهذا علاج بقصد الشفاء ولا يعد من تغيير خلق الله، وفيه مصلحة عظيمة. انظر: "المجمع الفقهي الإسلامي" قرار رقم: 65 (6/11).