الحسن بن علي بن أبي الحسين الكلبي
الحَسَن الكَلْبي
[الأعلام للزركلي]
الحسن بن علي بن أبي الحسين الكلبي: أول الأمراء الكلبيين في صقلّيّة. كان في مبدإ أمره قائدا في جيش المنصور الفاطمي (صاحب إفريقية) ورأى منه المنصور نشاطا وإقداما فاستعمله والياُ على جزيرة صقلّيّة (SiciIe) سنة 336 هـ فحاول بعض أهل الجزيرة الشغب عليه، فقمع فتنتهم بالشدة، فهابه الناس. وفي أيامه وجه ملك الروم قسطنطين أسطولا عظيما للاستيلاء على الجزيرة، فاستعد الحسن لقتاله وأمده المنصور بأسطول فيه 7000 فارس و 3500 راجل فزحف على مسيني (Messini) في إيطاليا، وهاجم جيشه ريو (Reggio) وانبثت سراياه في أرض قلورية (Calabria في جنوب إيطاليا) فانهزمت الروم، وامتلك ريو، وبنى بها مسجدا، وعاد. ولم يزل في صقلّيّة إلى أن بلغته وفاة المنصور (سنة 341 هـ وقيام المعزّ بعده. فأقام قليلا، ثم عهد بامارة الجزيرة إلى ابنه أحمد، ورحل إلى المهدية (بإفريقية) فكان في خواص المعزّ مدة، ثم عاد إلى صقلّيّة. وخرج بأسطول عظيم سنة 345 هـ وتتابعت وقائعه مع (الروم) إلى أن كانت معركة رَمْطة (Rametta) وهي قلعة بجزيرة صقلّيّة، فظفر فيها ظفرا عجيبا، قال لسان الدين ابن الخطيب: (التقى حسن ابن علي مع مقدمة الروم في شوال 352 وهو في شرذمة قليلة، لولا أن الله رزق المسلمين النصر، فقتلوا في البر والبحر خلقا عظيما، جُزّت منهم رؤوس عشرة آلاف) واعتل الحسن لفرط فرحه، فتوفي بعد نحو شهر من الوقعة، بصقلية 1. ابن الأثير 8: 156 وأعمال الأعلام 50 والمسلمون في جزيرة صقلّيّة 144 - 150 وفيه أن الوقعة كانت سنة 354 هـ يوم عرفة. ومثله في معجم البلدان 4: 285.