البحث

عبارات مقترحة:

الشكور

كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الولي

كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...

المنان

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...

الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين ابن عون، من أحفاد أبي نميّ...

الملِك حُسَين

[الأعلام للزركلي]


الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين ابن عون، من أحفاد أبي نميّ ابن بركات، الحسني الهاشمي: أول من قام في الحجاز باستقلال العرب عن الترك. وآخر من حكم مكة من (الأشراف) الهاشميين. ولد في الآستانة، وكان أبوه منفيا بها. وانتقل معه إلى مكة، وعمره ثلاث سنوات. فتأدب وتفقه ونظم الشعر الملحون (الحميني) ومارس ركوب الخيل وصيد الضواري. وأحبه عمه الشريف عبد الله باشا (أمير مكة) فوجهه في المهمات، فدخل نجدا وأحكم صلته بالقبائل. ومات أبوه وعمه. وآلت إمارة مكة إلى عمه الثاني (عون الرفيق) فلم يحتمل هذا تدخله في شؤون الإمارة، وكانت تابعة للدولة العثمانية، فطلب إبعاده من الحجاز، فنفي إلى الآستانة سنة 1309 هـ وجعل فيها من أعضاء مجلس (شورى الدولة) وأقام إلى أن توفي عون الرفيق، ثم عمه الثالث عبد الإله فعُين أميرا لمكة (سنة 1326 هـ فعاد إليها. وقاد حملة إلى بلاد عسير، نجدة للترك، فقاتل صاحبها يومئذ الإدريسي. ونشبت الحرب العامة الأولى سنة 1332 هـ (1914 م) واشتدت جمعية (تركيا الفتاة) السرية، في العمل بواسطة حزبها العلني (الاتحاد والترقي) على تتريك العناصر في الدولة. فقتلت جمهرة من حملة الفكرة العربية وطلائع يقظتها الحديثة، وشرّدت كثيرين، ونمت في بلاد الشام والعراق والحجاز روح النقمة على الترك والدعوة إلى الانفصال عنهم. وانتهز البريطانيون الفرصة، وهم في حرب مع دولة آل عثمان والألمان، فاتصلوا بصاحب الترجمة، وكاتبوه من مصر، وكان على غير وفاق مع موظفي (الدولة) في الحجاز، يبيّتون له ويبيّت لهم، فنهض نهضته المعروفة، وأطلق رصاصته الأولى بمكة (في 9 شعبان 1334 - 1916 م) وحاصر من كان في البلاد الحجازية من عساكر الترك. وأمده الإنكليز بالمال والسلاح، ونعت بالملك (المنقذ) ووجه ابنه فيصلا إلى سورية فدخلها مع الجيش البريطاني، فاتحا. وبانتهاء الحرب العامة (سنة 1918 م) تم استيلاء الحسين على الحجاز كله. وأرسل ابنه الثاني (عبد الله) بجيش ضخم لإخضاع واحتي (تَرَبَة) و (الخُرْمة) في شرقيّ الطائف، وكانتا مواليتين لابن سعود (الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، زعيم نجد في ذلك الحين) فعسكر بينهما. وباغته رجالهما يقودهم بعض أتباع ابن سعود (سنة 1337 هـ 1919 م) فانهزم عبد الله بفلول قليلة من عساكره. وأضاع الحسين في هذه الحملة أكبر قوة جمعها. وأخرج الفرنسيون ابنه فيصلا من سورية بعد معركة ميسلون (سنة 1920 م) واحتلوها، فاستنجد بعض زعمائها بالحسين، فوجه (عبد الله) ليثأر لأخيه، أو ليجمع على حدود سورية قوة تكون نواة لجيش يقلق المحتلّ. واقترب منها عبد الله، ونزل ببلدة (عمّان) ودعاه الإنكليز إلى القدس، فاتفقوا معه على أن تكون له إمارة (شرقي الأردن) فأقام بعمان، وتناسى ما جاء من أجله. واستفحلت ثورة العراق على الإنجليز، فساعدوا فيصلا على تولي العرش ببغداد، فتولاه. وأصبح للحسين، وهو في الحجاز، جناحان قويان: فيصل في شمال شبه الجزيرة، وعبد الله في شمالها الغربي. وبادره جاره (ابن سعود) راغبا في مصافاته، فاستهان به الحسين واشتط في مطالبه. وزار عمّان (سنة 1924 م) فبايعه أناس بالخلافة، وعاد إلى مكة ملقبا بأمير المؤمنين. وأراد أهل (نجد) الحج، فلم يأذن بدخولهم الحجاز. واشتدّ توتر الحال بينه وبين ابن سعود، فأقبلت جموع من نجد وتربة والخرمة إلى مدينة (الطائف) فمزقت جيش الحسين المرابط فيها، واحتلتها. وسرى الذعر إلى مكة، فاتصل بالقنصل البريطاني في جدة، فأجابه هذا بأن حكومته قررت الحياد. واجتمع بجدة بعض ذوي الرأي من أهلها وأهل مكة، فاتفقوا على نصح الحسين بالتخلي عن العرش لكبير أبنائه (عليّ) ففعل. وانتقل من مكة إلى جدة (سنة 1343 هـ 1924 م) فركب البحر إلى (العقبة) آخر حدود الحجاز، في الشمال، وكانت في ولاية ابنه عبد الله. وأقام بضعة أشهر. ثم أخبره ابنه بأن البريطانيين يرون أن إقامته فيها قد تحمل (ابن سعود) على مهاجمتها. وتلقى إنذارا بريطانيا بوجوب رحيله عنها. ووصلت إلى مينائها مدرَّعة بريطانية، ركبها وهو ساخط، إلى جزيرة قبرص (سنة 1925 م) فأقام ست سنين، ومرض، فأذن الإنجليز بسفره إلى عمّان. وجاءه ابناه فيصل وعبد الله، فصحباه إليها. فمكث معتلّا، ستة أشهر وأياما، ووافته منيته. فحمل إلى القدس، ودفن في المسجد الأقصى 1. مذكرات المؤلف. وانظر ملوك العرب 1: 23 - 68 وما رأيت وما سمعت 109 - 136 والزهراء 1: 190 وقلب جزيرة العرب 316.