خلف الحصري
خَلَف الحُصْري
[الأعلام للزركلي]
خلف الحصري: محتال بويع بالخلافة في الأندلس، على أنه هشام بن الحكم (المؤيد باللَّه) وذلك أنه بعد مقتل هشام، كان قاضي إشبيلية محمد بن إسماعيل (ابن عباد) قد انفرد بإمارتها، وقيل له: إن هشاما المؤيد ما زال حيا، وهو منزو في مسجد بقلعة رباح (Calatrava) وذلك سنة 42 هـ فذهب إليه، فوجده يشبه هشاما، واسمه خلف الحصريّ، فأتي به إلى إشبيلية، واستحضر بعض عبيد المؤيد، وعرضه عليهم، فقام أحدهم وقال: هذا مولاي! وقبل قدمه، فألبسه ابن عباد كسوة الخلافة، وقبل يده، وأمر مناديا يصيح: (يا أهل إشبيلية اشكروا الله على ما أنعم به عليكم. هذا مولاكم أمير المؤمنين هشام قد صيره الله إليكم، ونقل الخلافة من قرطبة إلى بلدكم) فتسابق الناس لرؤية الخليفة، فجعل بينه وبينهم سترا، يكلمهم من ورائه وقال إنه ولاه حجابته، وأشهد عليه شهودا قال ابن عذاري: ومن أبى أن يشهد حلَّ به البلاء. وأخرجه يوم جمعة، فخطب وصلى بالناس. وكتب ابن عباد إلى ملوك الأندلس يرغبهم في طاعة (هشام) وقاتل في سبيله، فدانت له المدن. وأقام نيفا وعشرين سنة، يخطب له على المنابر ويدعى بأمير المؤمنين وحجابه من آل عباد يحكمون البلاد. ومات في أيام المعتضد فأخفى موته إلى أن أحكم أمره، ثم أظهر ذلك سنة 451 هـ 1. سير النبلاء للذهبي - خ. والطبقة الثالثة والعشرون. البيان المغرب لابن عذاري 3: 197 - 316 وانظر تعليقنا على ترجمة المؤيد، هشام بن الحكم، في الحاشية.