البحث

عبارات مقترحة:

الولي

كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...

المتعالي

كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...

النصير

كلمة (النصير) في اللغة (فعيل) بمعنى (فاعل) أي الناصر، ومعناه العون...

سعد الله بن عبد القادر لطفي الجابري

الجابِري

[الأعلام للزركلي]


سعد الله بن عبد القادر لطفي الجابري: رجل دولة. كان زعيم حلب بعد الحرب العامة الأولى. وبها مولده ومنشأه. تعلم بالأستانة. وكان ضابطا في الجيش التركي أيام الحرب (1914) وعمل بعدها في مقاومة الانتداب الفرنسي. وأمدّ ثورة (هنانو) بالمال والرجال. واعتقله الفرنسيون أكثر من مرة وانتخب نائبا عن بلده وتولى رئاسة الوزارة السورية (1943) وكان رئيسا لمجلس النواب يوم ضرب الفرنسيون مبنى المجلس الني أبي في دمشق بالمدافع (29 أيار 1945) وأحرقوا الشوارع وطاردوا رجال الحكومة، فما كان من الجابري إلا أن تزيا بزي راهب وخرج إلى حيفا، فاتصل بالإنكليز، وأبرقوا إلى لندن، وأبرق هو إلى مجلس الأمن وأمرت القيادة البريطانية في فلسطين بالتدخل. ودخلت مصفحاتها دمشق، ثم جلت مع القوات الفرنسية (17 نيسان 1945) وعد ذلك اليوم عيدا قوميا في سورية. وتوفي الجابري في بلده (حلب) ودفن في جوار هنانو 1. معالم وأعلام 219 وقطعة من مذكرات الأستاذ سليم الزركلي عن حادث الفرنسيين في دمشق، وكان يومئذ رئيس ديوان رئاسة الوزراء فيها. ومن المفيد أن أثبت هنا نص ما كتب عن ذلك اليوم. وهو: بمهاجمة سراي الحكومة بنيران الرشاشات الثقيلة، ومبني المجلس الني أبي بالمدفعية وقتل كل من كان فيه من حراس أفراد الدرك. وأحرقوا شارع رامي، أقرب الشوارع التجارية لساحة الشهداء بدمشق. وراحوا يطلقون الرصاص على كل من يشاهدونه في الشوارع والطرقات، التجأت الحكومة بكامل أعضائها إلى بيت خالد العظم وكان وزيرا، وعقدت اجتماعها هناك. وما كاد يصل نبأ هذا الاجتماع إلى أسماع السلطة الفرنسية حتى صوبت مدفعيتها إلى تلك الدار والحي الذي هي فيه. وما كان من رئيس مجلس النواب سعد الله الجابري إلا أن تسلل من مقر سكنه في فندق الشرق في زي راهب، وسافر إلى حيفا وأبرق من هناك إلى مجلس الامن، وإلى المستر تشرشل، وكان رئيسا للوزارة البريطانية، فأرسل تشرشل إلى الجنرال ديغول إنذاره المشهور، طالبا إيقاف المجزرة التي بدأتها السلطات العسكرية الفرنسية في دمشق، وبعض المدن السورية فورا، والايعاز إلى أفراد الحاميات الفرنسية بالعودة إلى ثكناتها في الحال، وأبلغه فيها أن القيادة البريطانية في فلسطين قد أمرت بالتدخل وبنقل قواتها المصفحة، إلى دمشق، للحيلولة دون متابعة فصول المجزرة الدامية. وأبلغ مجلس الامن بنبأ تدخل القوات البريطانية. ودخلت المصفحات البريطانية عصر يوم الثلاثين أو الحادي والثلاثين من أيار، دمشق. وراحت تضغط على الحاميات الفرنسية للعودة إلى ثكناتها. ومن ثم تم الاتفاق بين الحكومتين الفرنسية والبريطانية على انسحاب القوات الفرنسية من سورية وتم ذلك في 17 نيسان 1945 وأعقبتها القوات البريطانية بالانسحاب. وأعلن ذلك اليوم عيدا قوميا في سورية. استردت فيه حريتها وسيادتها).