طومان باي، أبو النصر، الملقب بالملك الأشرف
الأَشْرَف طُومان بايْ
[الأعلام للزركلي]
طومان باي، أبو النصر، الملقب بالملك الأشرف: من ملوك الجراكسة بمصر. اشتراه قانصوه الغوري بمصر، وقدمه إلى الأشرف قايتباي. فلما ولي الناصر محمد بن قايتباي أعتقه، فترقى. ولما آلت السلطنة لقانصوه الغوري، قدمه، ثم جعله (دوادارا كبيرا) وأنابه عن نفسه حين توجه من مصر، لحرب العثمانيين في حلب، سنة 922هـ وجاء الخبر بمقتل قانصوه بحلب، فاتفق الأمراء على تولية طومان باي، فبويع بالقاهرة (سنة 922 هـ والدولة في اضطراب، لخلو الخزائن من المال بسبب الحرب مع العثمانيين، ولاحتلال هؤلاء البلاد الشامية وزحفهم على مصر. فقام بأعباء الملك، ووصل الترك العثمانيون إلى غزة، فجهز جيشا، وسيره لقتالهم، فانهزم. وحشد الجموع من كل أفق، ودافع عن القاهرة دفاع البطولة، فغلب على أمره، ودخلها العثمانيون، يقودهم السلطان سليم (سنة 922 هـ 1516 م) ولم يكد السلطان العثماني يستقر حتى خرج طومان باي من مخبأه، بقوة من المماليك والعبيد، فداهموا العثمانيين ليلا، ونشبت معركة حامية (سنة 923 هـ كاد يتقلص بها ظل العثمانية. ولم يسعفه القدر، فظفر العثمانيون واختفى ثانية. فأعملوا السيف في رقاب الجراكسة حيثما وجدوهم، قال ابن إياس (وكان من الأحياء بمصر في ذلك العهد) : إن أهل مصر عانوا من الشدة والبلاء في هذه المحنة ما لم يحدث مثله من أيام غارة بختنصر البابلي على مصر، يوم هدمها وقتل من أهلها مليون إنسان. وعاد طومان باي بجيش جهزه في الصعيد، فقاتل السلطان العثماني، في قرية (وردان) بقرب الجيزة، فأخفق واختفى، فدل عليه بعض الناس فاعتقل، وأمر به السلطان سليم فاقتيد إلى باب زويلة وأعدم شنقا. وكثر أسف الناس عليه. وكان محمود السيرة في سياسته مع الرعية، أبطل كثيرا من المظالم. ومدة سلطنته ثلاثة أشهر و 14 يوما. وبمقتله دخلت مصر في حكم الدولة العثمانية 1. ابن إياس 3: 68 - 116 ووليم موير 176.