عبد الرحمن بن عبد الله بن بشر بن الصارم الغافقي، أبو سعيد
عَبْد الرَّحْمن الغَافِقي
[الأعلام للزركلي]
عبد الرحمن بن عبد الله بن بشر بن الصارم الغافقي، أبو سعيد: أمير الأندلس، من كبار القادة الغزاة الشجعان. أصله من غافق (من قبيلة عك، في اليمن) رحل إلى إفريقية. ثم وفد على سليمان بن عبد الملك الأموي، في دمشق. وعاد إلى المغرب، فاتصل بموسى بن نصير وولده عبد العزيز، أيام إقامتهما في الأندلس. وولي قيادة الشاطئ الشرقي من الأندلس. وكثرت جموعه بعد مقتل السمح بن مالك (سنة 102 هـ فانتقل إلى أربونة، فانتخبه المسلمون فيها أميرا، وأقره والي إفريقية. ونشأ خلاف بينه وبين عنبسة بن سحيم (أحد القادة) فعزل عبد الرحمن وولي عنبسة مكانه، فصبر مدة يغزو مع الغزاة إلى أن ولاه هشام بن عبد الملك إمارة الأندلس سنة 112 هـ فزار أقاليمها وتأهب لفتح بلاد الغال (Gaule أو) Gallia وكانت تعرف بالأرض الكبيرة، وهي فرنسة الآن، فدعا العرب من اليمن والشام ومصر وإفريقية إلى مناصرته، وأقبلت عليه الجماهير، فاجتاز بهم جبال البرانس (Pyrenees) وأوغل في مقاطعتي أكيتانية وبورغونية، واستولى على مدينة بوردو، ودحر جيوش (شارل مارتل) وتقدم يريد الإيغال، فجمع (شارل) جيشا كبيرا من الغاليين والجرمانيين، فنشبت حرب دامية في بواتيه (Poitiers) بقرب نهر اللوار، قتل فيها عَبْد الرحمن. وكانت قاعدة الأندلس في أيامه مدينة قرطبة. وهو الذي بنى قنطرتها المشهورة في سعتها وعظمتها وأبراجها 1. ابن الأثير 5: 64 وغزوات العرب 87 - 102 والبيان المغرب 2: 26 و 28 ونفح الطيب 1: 111 وجمهرة الأنساب 309 وفي علماء الأندلس لابن الفرضيّ 214 وعرفه بالعكي، نسبة إلى بني وغافق بطن منهم. وأرخ (Gregoire) مقتله في حربه مع شارل مارتيل، في 7 أكتوبر 732 وهو يوافق شعبان 114 وسماه (عبد الرحمن) أو (Abderame) وقال: هو سابع الولاة في اسبانية.