البحث

عبارات مقترحة:

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

الشافي

كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

عبد الله بن أحمد بن الوزير

ابن الوَزِير

[الأعلام للزركلي]


عبد الله بن أحمد بن الوزير: ثائر، من دهاة اليمن وأعيانها وشجعانها، من أسرة علوية النسب هاشمية، تلي أسرة البيت المالك، في البلاد اليمانية، مباشرة. وهو من علماء الزيدية، من أهل صنعاء. كان من مستشاري الإمام يحيى حميد الدين، وثقاته، أرسله سنة 1343هـ على رأس جيش لإخضاع جموع من العصاة في الجوف (شرق اليمن) فنج، ووجّهه الى التهائم، فاستسلمت له باجل والحديدة، وضبط موانئ ابن عباس والصليف واللّحية وميدي، ودخل مدن تهامة: الضحى، والزهرة، والمنيرة، والزيدية، والمراوعة، وغيرها. وعين لها الإمام عمالا وحكاما. وأرسله سفيرا عنه إلى الملك عبد العزيز آل سعود، قبيل حرب اليمن (أوائل سنة 135 هـ فعاد بمعاهدة " الطائف " أشرف معاهدة عرفتها السياسة الدولية. وحج في آخر هذه السنة، فكانت مؤامرة بعض اليمانيين لاغتيال الملك عبد العزيز، في جوار الكعبة، ونجا الملك، فحمى ابن الوزير من نقمة الجماهير. وعاد إلى صنعاء ثم إلى الحديدة - وكانت له إماراتها - فاستمر بضع سنوات، واستقدمه الإمام يحيى إلى صنعاء فجعله عنده بمكانة " رئيس الوزارء " فاتسع نفوذه بين زعماء اليمن، من العلماء والقواد والأمراء والقضاة. وكان يضمر حقدا على وليّ العهد سيف الإسلام أحمد بن يحيى. ومرض الإمام يحيى، وولي العهد غائب عن صنعاء، فطمع ابن الوزير بالملك، واتصل ببعض الناقمين، فأحكم التدبير لقتل الإمام، وأرسل إليه من قتله في ظاهر صنعاء (سنة 1367 هـ وأبرق إلى ملوك العرب وروساء جمهورياتهم يخبرهم بأن الإمام يحيى قد " مات " وأن الإمامة عرضت عليه فاعتذر ثم اضطره ضغط " الأمة " إلى قبولها، وأنه نضب " إماما شرعيا وملكا دستوريا " في 8 ربيع الآخر 1367 (18 فبراير 1948 م) وارتاب ملوك العرب، وفي مقدمتهم الملك عبد العزيز آل سعود، في الموقف، فآثروا التريث في إجابته حتى ينجلي الأمر. وظهر على الأثر أن يحيى مات " مقتولا " وأن دمه في عنق ابن الوزير. وكانت البيعة قد عقدت لهذا، في قصر غمدان، ولقب بالإمام " الهادي إلى الله " وألف مجلسا للشورى، من ستين فقيها جعل سيف الحق " إبراهيم بن يحيى " رئيسا له، قبل قيامه من عدنان إلى صنعاء - على طائرة بريطانية - كما ألف وزارة كان وزير الخارجية فيها حسين بن محمد الكبسي، وأرسل إلى سيف الإسلام " أحمد " وهو كبير أبناء الإمام يحيى وولي عهده، يدعوه إلى البيعة، ويهدده إن تخلف. وكان سيف الإسلام " أحمد " في " حجّة " يومئذ، فلم يجب ابن الوزير، ودعا إلى نفسه وإلى الثأر لأبيه. وعجزابن الوزير عن إحكام أمره، فزحفت القبائل على صنعاء تسلب وتنهب. واعتصم هو بغمدان، وانتشرت الفوضى. وأبرق إلى ملوك العرب وروسائهم يستنصرهم. وأرسل وفدا إلى الملك عبد العزيز (ابن سعود) إلى الرياض، يشرح له خطر " الغوغاء " في صنعاء. وأبرق إليه غيره أن إعراضهم عن إغاثته قد يضطره إلى الاستعانة با لاجانب (الإنكليز). وما هي إلا أربعة وعشرون يوما، تلك مدة ابن الوزير في الإمامة والملك (18 فبراير - 14 مارس 1948) حتى كان أنصار الإمام الشرعي " أحمد بن يحيى " في قصر غمدان، يعتقلون ابن الوزير ومن حوله. وحملوا إلى " حجة " حيث أمر الإمام أحمد بقتله وقتل وزير خارجيته الكبسي، فقتل بالسيف في صبيحة الخميس (29 جمادى الأولى 1367) في معتقله، ثم نقل إلى الميدان العامّ في حجة، حيث صلب ثلاثة أيام. وأعدم وزير خارجيته الكبسي بالسيف أيضا بعده بنحو شهر في الميدان العام 1. مذكرات المؤلف. وانظر " ليلتان في اليمن " لعبد القادر حمزة. ومجلة العرب: محرم 1394 ص 566.