علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم، أبو القاسم...
القَاضي التَّنُوخي
[الأعلام للزركلي]
علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم، أبو القاسم التنوخي: قاض، أديب، شاعر، عالم أصول المعتزلة. ولد بأنطاكيّة، ورحل إلى بغداد في حداثته، فتفقه بها على مذهب أبي حنيفة، وكان معتزليا. وولي قضاء البصرة والأهواز، وغيرهما. ثم أقام زمنا ببغداد، وكان من جلساء الوزير المهلبي. وزار سيف الدولة الخمداني، ومدحه. له " ديوان شعر " ومن شعره مقصورة عارض بها الدريدية، أوليها: " لولا التناهي لم أطع نهي النهى أيَّ مدى يطلب من جاز المدى " يذكر بها مفاخر تنوخ وقضاعة. توفي بالبصرة 1. وفيات الأعيان 1: 353 وتاريخ بغداد 12: 77 وإرشاد الأريب 5: 332 - 347 ويتيمة الدهر 2: 105 - 115 والفوائد البهية 137 وفي مرآة الجنان 2: 335 " كان من أذكياء العالم ". وفي معاد التنصيص 2: 12 كما في وفيات الأعيان: " يحكى أن القاضي بالتنوخي كان من جملة القضاة الذين ينادمون الوزير المهلبي ويجتمعون عنده في الأسبوع ليلتين على اطراح الحشمة والتبسط في القصف والخلاعة، وهم ابن قريعة وابن معروف الايذجي وغيرهم، وما منهم إلا أبيض اللحية طويلها، وكذاك كان المهلبي، فإذا تكامل الأنس وطاب المجلس ولذ السماع وأخذ الطرب منهم مأخذه، وهبوا أثواب الوقار للعقار، وتقلبوا في أعطاف بالعيش بين الخفة والطيش، ووضع في يد كل منهم طاس من ذهب ألف مثقال مملوء شربا قطر بليا أو عكبريا، فيغمس لحيته فيه بل ينقعها حتى تشرب أكثره، ثم يرش بها بعضهم على بعض ويرقصون بأجمعهم، وعليهم المصبغات، ومخانق البرم، فإذا أصبحوا عادوا لعادتهم من التزام التوقر والتحفظ بأبهة القسضاء وحشمة المشايخ الكبراء