فخر الدّين (الثاني) ابن قرقماس ابن فَخْر الدِّين الأول، من آل معن
فَخْر الدِّين المَعْنِي
[الأعلام للزركلي]
فخر الدّين (الثاني) ابن قرقماس ابن فَخْر الدِّين الأول، من آل معن: من أكبر أمراء هذه الأُسرة، من دروز الشوف (بلبنان) وكان لبعض أسلافه في أيام الحروب الصليبية بسورية شأن. ولد في الشوف وثبتت له إمارتها بعد أبيه (سنة 1011 هـ ووالاه الحرافشة (حكام بعلبكّ في عهده) وعظم أمره وناوأ حكومة الآستانة، واستولى على صيدا وصفد وبيروت. وجردت عليه الحكومة التركية قوة لا قبل له بها، فركب البحر فارّا إلى إيطاليا. وكان له اتصال بآل مديسي (Medici) أمراء فلورنسة، فنزل عندهم سنة 1021 هـ وأقام إلى سنة 1026 هـ وعفت عنه الحكومة العثمانية، فعاد إلى لبنان، وأعيد إلى إمارته. وأنعم عليه لقب " سلطان البر ". وكان جده فخر الدين الأول، ينعت به. وامتدت سلطته من حدود حلب فلبنان إلى حدود القدس غربا. إلا أن ولايات حلب ودمشق والقدس لم تكن له علاقة بها، فطمع بالاستيلاء عليها. وشعرت الحكومة بفكرته هذه سنة 1036 فقبض عليه وحمل إلى الآستانة مقيدا مع ولدين له (سنة 1043 هـ فسجن مدة. ثم عفا عنه السلطان واستبقاه في الآستانة. فكثرت الوشايات به، فأمر السلطان بقتله وولديه، فقتلوا. وكان شجاعا باسلا، طموح النفس، عزيزها، كثير الفتك بأعدائه، محبا للعمران، أبقى آثارا تدل عليه. قال المحبّي: رأيت مدائحه مدونة في كتاب يبلغ مئة ورقة. قلت: ولعيسى إسكندر المعلوف كتاب " تاريخ الأمير فخر الدين المَعْني الثاني - ط " في سيرته 1. خلاصة الأثر 3: 266 وفيه: " يزعمون أن نسبتهم إلى معن بن زائدة، ولم يثبت، وكان بعض حفدة فخر الدين حكى لي عنه أنه كان يقول: أصل آبائنا من الأكراد ". والشدياق 163 و 253 و 257 و 268 وما بعدها. ومجلة العرفان 18: 39 وكتاب في سبيل لبنان 107 قلت: سبق التعريف بصاحب الترجمة، بأنه " من دروز الشوف " ونبهني المحامي داود التكريتي الدمشقيّ إلى كلمة كتبها الشيخ سليم الدحداح في مجلة المشرق 4: 389 خلاصتها أن الأمراء المعنيين " سنّيون " حكموا الشوف والعراقيب والجرد مدة طويلة، وإنما =