محمد تقي بن محب علي بن محمد علي كلشن الحائري الشيرازي
محمَّد تَقِيّ الشِّيرازي
[الأعلام للزركلي]
محمد تقي بن محب علي بن محمد علي كلشن الحائري الشيرازي: مجتهد إمامي، من أركان الثورة العراقية على الإنجليز سنة 1920، وأول من دعا إليها من رجال الدين. ولد بشيراز، ونشأ في الحائر، وأقام بسامراء. وولاه حملة الفكرة الاستقلالية في (النجف) زعامتهم الدينية، فانتقل إلى كربلاء، وأصدر فتواه في (أن المسلم لا يجوز له أن يختار غير المسلم حاكما عليه) فكانت الصيحة الأولى للثورة. وألف مجلسا سريا للمشورة، أعضاؤه مهدي الخالصي، وأبو القاسم الكاشاني، ومحمد علي هبة الدين الشهرستاني، وأحمد الخراساني، ومحمد رضا الشيرازي. وتوالت الاجتماعات السرية بين النجفيين ورؤساء عشائر الفرات. وأوفدوا السيد (هادي زوين) إلى بغداد، فقابل بعض كبرائها، ومنهم محمد الصدر، ويوسف السويدي، ومحمد جعفر أبو التُّمَّن. وعاد إلى كربلاء ومعه ابو التمن، فعقد الشيرازي اجتماعا تقرر فيه أن يكتبوا إلى السلطة البريطانية يطالبونها بإنجاز ما وعدت به من تحقيق استقلال العراق، فان لم يجدوا ما يرضيهم بداوا بالعمل. وكتب الشيرازي إلى رؤساء القبائل الإمامية في السماوة والرميثة بالتهيؤ للثورة إذا تصلب الإنجليز ورفضوا طلبات العراقيين. ثم كتب رسالة عامة ابتدأها بقوله: (إلى إخواننا العراقيين) يقول فيها: (إن إخوانكم في بغداد والكاظمية والنجف وكربلاء وغيرها اتفقوا على القيام بمظاهرات سلمية، وقد قامت جماعات منهم بتلك المظاهرات، طالبين حقوقهم المشروعة المنتجة لاستقلال العراق إن شاء الله بحكومة إسلامية، فعليكم أن توفدوا مندوبيكم إلى بغداد للمطالبة بهذه الحقوق، وإياكم والإخلال بالأمن أو التشاجر فيما بينكم، واوصيكم بالمحافظة على جميع الملل والنحل التي في بلادكم إلخ) الإمضاء: (الأحقر، محمد تقي الحائري الشيرازي). وتتابعت الوفود إلى بغداد. وعمدت السلطات البريطانية إلى المطل، ثم إلى الأخذ بالشدة، فكان من جملة فتاواه: (إن المطالبة بالحقوق واجبة على العراقيين، وعليهم رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا امتنع الإنكليز من قبول مطالبهم). وليس هنا مجال الإسهاب في وقائع الثورة (سنة 1920 م) وقد ظل صاحب الترجمة يرعاها إلى أن وافاه أجله قبيل أيامها الأخيرة. ودفن بكربلاء. ورثاه كثير من الشعراء. وله كتب فقهية، منها (حاشية المكاسب) و (رسالة صلاة الجمعة) و (رسالة الخلل) و (ديوان شعر فارسي) 1. الحقائق الناصعة: انظر فهرسته. ونقباء البشر 1: 261 - 264.