أَبَرْقُوه
بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وضم القاف والواو ساكنة وهاء محضة: هكذا ضبطه أبو سعد، ويكتبها بعضهم أبرقويه، وأهل فارس يسمّونها وركوه، ومعناه: فوق الجبل، وهو بلد مشهور بأرض فارس من كورة إصطخر قرب يزد. قال أبو سعد: أبرقوه بليذة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها، فإن لم يكن سهوا منه فهي غير الفارسية، ونسب إليها أبا الحسن هبة الله بن الحسن بن محمد الأبرقوهي الفقيه، حدّث عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن مندة بالكثير، روى عنهالحافظ أبو موسى محمد بن عمر المديني الأصبهاني. مات في حدود سنة 518. وقال الاصطخري: أبرقوه، آخر حدود فارس، بينها وبين يزد ثلاثة فراسخ أو أربعة. قال: وهي مدينة حصينة كثيرة الزّحمة تكون بمقدار الثّلث من إصطخر، وهي مشتبكة البناء والغالب على بنائها الآزاج، وهي قرعاء ليس حولها شجر ولا بساتين إلا ما بعد عنها، وهي مع ذلك خصبة رخيصة الأسعار. قال: وبها تلّ عظيم من الرماد، يزعم أهلها أنها نار ابراهيم التي جعلت عليه بردا وسلاما. وقرأت في كتاب الابستاق، وهو كتاب ملّة المجوس: أن سعدى بنت تبّع زوجة كيكاووس، عشقت ابنه كيخسرو وراودته عن نفسه، فامتنع عليها، فأخبرت أباه أنه راودها عن نفسها، كذبا عليه، فأجّج كيخسرو لنفسه نارا عظيمة بأبرقوه، وقال: إن كنت بريئا فإن النار لا تعمل في شيئا، وإن كنت خنت كما زعمت، فإن النار تأكلني. ثم أولج نفسه في تلك النار وخرج منها سالما ولم تؤثر فيه شيئا، فانتفى عنه ما اتّهم به. قال: ورماد تلك النار بأبرقوه شبه تلّ عظيم، ويسمّى ذلك التلّ اليوم، جبل إبراهيم، ولم يشاهد إبراهيم، عليه السلام، أرض فارس ولا دخلها، وإنما كان ذلك بكوثاربّا من أرض بابل. وقرأت في موضع آخر: أن إبراهيم، عليه السلام، ورد إلى أبرقوه ونهى أهلها عن استعمال البقر في الزرع، فهم لا يزرعون عليها مع كثرتها في بلادهم. وحدّثني أبو بكر محمد المعروف بالحربي الشيرازي، وكان يقول إنه ولد أخت ظهير الفارسي، قال: اختلفت إلى أبرقوه ثلاث مرّات، فما رأيت المطر قط وقع في داخل سور المدينة. ويزعمون أن ذلك بدعاء إبراهيم عليه السلام. وإلى أبرقوه هذه ينسب الوزير أبو القاسم علي بن أحمد الأبرقوهي وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه. وذكر الاصطخري مسافة ما بين يزد إلى نيسابور، فقال: تسير من أزادخرّه إلى بستاذران مرحلة، وهي قرية فيها نحو ثلاثمائة رجل، وماء جار من قناة، ولهم زروع وبساتين وكروم، ومن بستاذران إلى أبرقوه مرحلة خفيفة، وأبرقوه قرية عامرة، وفيها نحو سبعمائة رجل، وفيها ماء جار وزرع وضرع وهي خصبة جدّا، ومن أبرقوه إلى زادويه، ثم إلى زيكن، ثم إلى استلست، ثم إلى ترشيش، ثم إلى نيسابور، فهذه أبرقوه أخرى غير الأولى، فاعرفه.
[معجم البلدان]
أبرقوه
بلدة مشهورة بأرض فارس. هم يسمونها دركوه يعني قرب الجبل، لأن بها تلاً عظيماً. حكي في أخبار الفرس أن سعدى بنت تبع كانت زوجة كيكاوس، ملك الفرس، عشقت ابن زوجها سياوش وراودته عن نفسه، فامتنع عليها فأخبرت أباه أنه راودها كذباً عليه. فغضب الملك على ابنه فأجج سياوش ناراً عظيمة بأبرقوه ليدخلها، فإن كان بريئاً لا تعمل فيه النار، وإن كان خائناً يحترق، وكان هذا يمينهم، فدخلها سياوش وخرج منها سالماً فانتفتمنه التهمة، فتأذى من أبيه وفارقه، وذهب إلى افراسياب ملك الترك فأكرمه وزوجه ببنته، ثم قيل لافراسياب: انه يريد الغدر بك، فأخذه وقتله، فوقعت الخصومة بين الفرس والترك إلى هذا الوقت، فذكر أن التل العظيم بأبرقوه رماد نار سياوش. ومن عجائب ابرقوه أن المطر لا يقع في داخلها إلا قليلاً، وإنما يقع في حواليها دون السور، ويزعمون أن ذلك بدعاء الخليل، عليه السلام، وزعموا أن الخليل، عليه السلام، منعهم عن استعمال البقر في الزرع، وهم لا يستعملونها مع كثرتها بها.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
أبرقوه
بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وضمّ القاف وهاء محضة. وربما كتبها بعضهم أبرقوية، وأهل فارس يسمّونها وركوه، ومعناه فوق الجبل: بلد مشهور بأرض فارس من كورة إصطخر قرب يزد. وقال أبو سعد: أبرقوه: بليدة بنواحى أصبهان على عشرين فرسخا منها، فإن كانت أخرى وإلا فهو سهو منه. وقال الإصطخرى: أبرقوه أحد حدود فارس بينها وبين يزد ثلاثون فرسخا. وقيل ثلاثة فراسخ أو أربعة.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]