البحث

عبارات مقترحة:

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...

إشمام

والإشمام في عرف القراءة عبارة عن ضم الشفتين من غير صوت بعد النطق بالحرف الأخير ساكناً إشارة إلى الضم ولابد من إبقاء فرجة "أي انفتاح" بين الشفتين لإخراج النفس وضم الشفتين للإشمام يكون عقب مسكون الحرف الأخير من غير تراخ فإن وقع التراخي فهو إسكان محض لا إشمام معه. وهذا ما أشار إليه إمامنا الشاطبي رحمه الله تعالى في "الشاطبية" بقوله: والاشمام إطباقُ الشفاه بعيد ما ***** يسَكَّن لا صوت هناك فيصحلا اهـ والإشمام يرى بالعين ولا يسمع بالأذن ولهذا لا يأخذه الأعمى عن الأعمى بل يأخذه عن المبصر ليريه كيفيته بخلاف الروم فإن الأعمى يدركه من غيره بحاسة السمع سواء أكان هذا الغير بصيراً أم ضريراً. هذا: والإشمام يكون في المرفوع من المعرب وفي المضموم من المبني. والأمثلة غير خفية لتقدمها في "باب المد والقصر" في فصل العارض للسكون مطلقاً فارجع إليه إن شئت. وإنما جاز الإشمام في المرفوع والمضموم دون غيرهما من الحركات لأنه المناسب لحركة الضمة لانضمام الشفتين عند النطق بها ولم يجز في المجرور والمنصوب والمكسور والمفتوح لخروج الفتحة بانفتاح الضم والكسرة بانخفاضه ولهذا تعسر الإتيان بالإشمام لما تقدم من أنه ضم الشفتين ولأن الإشمام في المفتوح والمكسور يوهم حركة الضم فيهما في الوصل بينما هما ليسا كذلك وهذا هو وجه المنع هنا فاحفظه. وقد أشار إلى صفة الإشمام وما يجري فيه الإمام ابن بري في الدرر بقوله رحمه الله: وصفةُ الإشمام إطباقُ الشفاه*****بعد السكون والضريرُ لا يراهُ من غير صوت عنده مسموع ***** يكون في المضموم والمرفوع اهـ وما تقدم ذكره من منع الوقف بالحركة كاملة ومن جواز الوقف بالأوجه الثلاثة التي هي السكون المحض والروم والإشمام بالشروط المتقدمة ينطوي تحت قول الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية: وحاذر الوقف بكل الحركه ***** إلا إذا رُمت فبعضُ حركه إلا بفتح أو بنصب وأشمْ ***** إشارة بالضمِّ في رفع وضمْ اهـ هذا: وباعتبار ما تقدم من الوقف بالأوجه الثلاثة ينقسم الموقوف عليه إلى ثلاثة أقسام: أولها: ما يجوز فيه الوقف بالأوجه الثلاثة التي هي الوقف بالسكون المحض والروم والإشمام. ثانيها: ما يجوز فيه الوقف بالسكون المحض والروم ولا يجوز فيه الإشمام. ثالثها: ما يجوز فيه الوقف بالسكون المحض فقط ولا يجوز فيه روم ولا إشمام. أما القسم الأول: وهو ما يوقف عليه بكل من السكون المحض والروم والإشمام فهو ما كان متحركاً في الوصل بالرفع نحو "الرحيم ويقبض ويبصط" في قوله تعالى: ﴿لَاّ إلاه إِلَاّ هُوَ الرحمان الرحيم﴾ [البقرة: 163] ، وقوله تعالى: ﴿والله يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ﴾ [البقرة: 245] أو بالضم نحو "قبل وبعد وحيث ويا سماء" في قوله تعالى: ﴿لِلَّهِ الأمر مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ﴾ [الروم: 4] ، وقوله سبحانه: ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام﴾ [البقرة: 149، 150] ، وقوله جل شأنه: ﴿وياسمآء أَقْلِعِي﴾ [هود: 44]. وأما القسم الثاني: وهو ما يوقف عليه بالسكون المحض أو بالروم ولا يجوز فيه الإشمام فهو ما كان متحركاً في الوصل بالجر نحو "حميد، من العلم، بالوحي" في قوله تعالى: ﴿تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 42] ، وقوله سبحانه: ﴿وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ العلم﴾ [البقرة: 145] ، وقوله جل وعلا: ﴿قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بالوحي﴾ [الأنبياء: 45] أو بالكسر نحو "هؤلاء وهذان" في قوله تعالى: ﴿ها أنتم هؤلاء﴾ [آل عمران: 66، النساء: 109، محمد: 38] ، وقوله تعالى: ﴿إِنْ هذان لَسَاحِرَانِ﴾ [طه: 63]. وأما القسم الثالث: وهو ما يوقف عليه بالسكون المحض فقط ولا يجوز فيه روم ولا إشمام فينحصر في خمسة أنواع وهي: النوع الأول: هاء التأنيث وهي قسمان: قسم رسم بالهاء المربوطة "كالصلاة والزكاة والجنة والمغفرة" في قوله تعالى: ﴿وَيُقِيمُواْ الصلاة وَيُؤْتُواْ الزكاة﴾ [البينة: 5] ، وقوله سبحانه: ﴿والله يدعوا إِلَى الجنة والمغفرة بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: 221] فهذا ونحوه يوقف عليه بالسكون المحض بالإجماع ولا يدخله روم ولا إشمام. وقسم رسم بالتاء المفتوحة وقد تقدم الكلام عليه في بابه. وهذا يوقف عليه بالسكون المحض فقط لمن مذهبه الوقف عليه بالهاء المربوطة كابن كثير وأما من وقف عليه بالتاء المفتوحة تبعاً للرسم كحفص عن عاصم فيقف بالأوجه الثلاثة السكون المحض والروم والإشمام وهذا في المرفوع منه نحو "بقيت" في قوله تعالى: ﴿بَقِيَّتُ الله خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ [هود: 86] وبالسكون المحض والروم في المجرور منه نحو "رحمت" في قوله تعالى: ﴿فانظر إلى آثَارِ رَحْمَتِ الله كَيْفَ يُحْيِيِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَآ﴾ [الروم: 50] وبالسكون المحض فقط في المنصوب منه نحو "نعمت" في قوله تعالى: ﴿يا أيها الناس اذكروا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ﴾ [فاطر: 3]. النوع الثاني: ميم الجمع في قراءة من وصلها بواو لفظية في الوصل كقوله تعالى: ﴿وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: 14]. أما في قراءة من أسكنها كحفص فهي عنده من النوع الساكن في الحالين الآتي بعد. النوع الثالث: عارض الشكل وهو ما كان محركاً في الوصل بحركة عارضة إما للنقل نحو اللام من قوله تعالى: ﴿قُلْ أُوحِيَ﴾ [الجن: 1] في قراءة من نقل الحركة إلى الساكن قبلها كورش. وإما للتخلص من التقاء الساكنين كالراء من نحو قوله تعالى: ﴿أَنْ أَنذِرِ الناس﴾ [يونس: 2] ومنه ميم الجمع قبل الساكن في نحو قوله تعالى: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسباب﴾ [البقرة: 166] وقوله جل شأنه: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ﴾ [آل عمران: 139]. وقد تقدم الكلام مستوفياً على هذا النوع كما تقدم وجه منع الروم والإشمام فيه وقفاً عند الكلام على العارض للسكون غير المسبوق بحرف المد واللين فراجعه إن شئت. وقد أشار إلى هذه الأنواع الثلاثة وحكمها الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في الشاطبية بقوله: وفي هاء تأنيث وميم الجميع قلْ ***** وعارض شكل لم يكونا ليدخلا اهـ النوع الرابع: ما كان آخره ساكناً في الوصل والوقف نحو "فأنذر فكبر فطهر فاهجر" في قوله جل وعلا: ﴿يا أيها المدثر * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * والرجز فاهجر﴾ [المدثر: 1 - 5] ومنه ميم الجمع في قراءة من أسكنها كما مر آنفاً. النوع الخامس: ما كان متحركاً في الوصل بالنصب في غير المنون نحو "المستقيم والخبء" أو بالفتح نحو "لا ريب - للمتقين - وتبَّ" في قوله تعالى: ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ [الفاتحة: 6] ونحوه وقوله تعالى: ﴿يُخْرِجُ الخبء فِي السماوات والأرض﴾ [النمل: 25] ، وقوله سبحانه: ﴿ذَلِكَ الكتاب لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 2] ، وقوله عز وجل: ﴿تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ [المسد: 1]. " هداية القاري إلى تجويد كلام الباري" للمرصفي.