محمد بن عبد الرحمن بن هشام الحسني
المَوْلى محمَّد السِّجِلْمَاسي
[الأعلام للزركلي]
محمد بن عبد الرحمن بن هشام الحسني: من ملوك الدولة السجلماسية العلوية بالمغرب الأقصى. كان له في عهد أبيه التصرف في أعمال الدولة، كبيرها وصغيرها، يقود الجيوش ويولي ويعزل، وحين يكون أبوه بمراكش يكون هو بفاس أو بمكناسة، وبالعكس. وتوفي أبوه بمكناسة، فأقبل من مراكش، وبويع في أوائل سنة 1276هـ واستولى الإسبانيول على (تطاون) فأرسل جيشا لقتالهم، فكانت الغلبة للعدو. وتجددت المعارك. ثم اتفق الفريقان على الصلح (سنة 1276) بأن يخرج الإسبانيول من تطاون وما بينها وبين سبتة، وأن يدفع السلطان إليهم عشرين مليون ريال، فدفع لهم نصفها بعد عام، واتفق معهم على أن يستوفوا النصف الثاني من واردات مراسي المغرب، ثم خرجوا من تطاون (سنة 1278) وكانت آخر حرب بين الإسبانيول والمسلمين. قال السلاوي: (ووقعة تطاون هذه هي التي أزالت حجاب الهيبة عن بلاد الغرب واستطال النصارى - الإفرنج - بها وانكسر المسلمون، وكثرت الحمايات ونشأ عن ذلك ضرر كبير) وأخذ السلطان بعد هذا بتنظيم جيشه على النظام الحديث، وفرض الضرائب، وأرسل بعثة من الطلاب إلى مصر. وظهر في أيامه مشعوذ يسمى (الجيلاني الروكي) في بلاد (كورت) فقتله السلطان (سنة 1278) وثار عرب (الرحامنة) فأوقع بهم. وصلح حال الدولة بعد ذلك، فعم الأمن والرخاء. واستمر إلى أن توفي بمراكش. أبقى آثارا في أيام إمارته وخلافته، منها إجراء بعض الأنهار وإصلاح الريّ وإنشاء معمل للسكّر ومصنع للبارود بمراكش، وفنار في البحر قرب طنجة، ومساجد وبساتين وأسوار. وفي أيامه أنشئت المطبعة الحجرية بفاس (سنة 1284 هـ وكان معاصرا لنابليون الثالث مصادقا له. وكثر في أيامه عدد التجار الفرنسيين في المغرب، فتساهل معهم، ومنحهم امتيازات اتخذوها بعد ذلك ذريعة لهم للاستعمار والاحتلال 1. الاستقصا 4: 211 - 234 والدرر الفاخرة 89 وإتحاف أعلام الناس 3: 366.