البحث

عبارات مقترحة:

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

القطع والسكت

أما القطع: فمعناه في اللغة الإبانة والإزالة تقول قطعت الشجرة إذا أبنتها وأزلتها. وفي الاصطلاح: قطع القراءة رأسًا، أي الانتهاء منها. والقارىء به - أي بالقطع - كالمعرض عن القراءة، والمتنقل منها إلى حالة أخرى غيرها؛ كالذي يقطع على حرب أو ورد أو في ركعة، ثم يركع، وما إلى ذلك مما يؤذن بانتهاء القراءة والانتقال منها إلى حالة أخرى، ولا يكون إلا على رؤوس الآي لأن رؤوس الآي في نفسها مقاطع بخلاف الوقف فقد يكون على رؤوس الآي، وعلى أثنائها. وإذا عاد القارىء إلى القراءة بعد أن قطعها فيستحب له الإتيان بالاستعاذة ثم بالبسملة إن كان العود من أول السورة، وإن كان من أثنائها فله التخيير في الإتيان بالبسملة بعد التعوذ أو عدم الإتيان بها. وأما السكت: فهو في اللغة المنع، وفي الاصطلاح قطع الصوت زمنًا دون زمن الوقف من غير تنفس بنية العود إلى القراءة في الحال، ويكون في وسط الكلمة وفي آخرها وعند الوصل بين السورتين لمن له ذلك، وليس منهم حفص عن عاصم، وأكثره وقوعًا على الساكن قبل الهمز، سواء كان هذا الساكن صحيحاً أو شبه الصحيح أو كان حرف مد. فالساكن الصحيح نحو ﴿وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ وهو المعروف بسكت "أل" ونحو ﴿إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ﴾ وهو المعروف بسكت المفصول ونحو القرآن في نحو قوله تعالى: ﴿لرَّحْمَـنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾. وهو المعروف بسكت الموصول. والساكن شبه الصحيح ما كان الساكن فيه حرف لين فقط ويشمل المفصول نحو ﴿خَلَوْاْ إِلَى﴾ ﴿الرِّيَاحَ بُشْراً﴾ ويشمل كذلك الموصول نحو ﴿فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي﴾، ﴿كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ﴾. والساكن حرف مد نحو ﴿قَالُوا آمَنَّا﴾. ﴿يَابَنِي إِسْرَائِيلَ﴾. ﴿لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ﴾ وهو المعروف "بسكت المد". وقد سكت حفص عن عاصم، وكذلك ابن ذكوان عن ابن عامر، وإدريس عن خلف العاشر على الساكن قبل الهمز، ما لم يكن حرف مد في أحد الوجهين عنهم من طريق طيبة النشر. وكذلك سكت حمزة على الساكن قبل الهمز عمومًا سواء كان الساكن صحيحاً أو شبهه أو حرف مد من طريق "طيبة النشر" وهو المعروف بالسكت المطلق، وهنا كلام يرجع إليه من مظانه في كتب الخلاف لحمزة وغيره تركنا ذكره هنا رغبة في الاختصار ومن أراد الوقوف عليه فليطلبه من كتبه إذ ليس محل ذكره هنا. ولكن سنتكلم على الضروري منه بالنسبة للوارد في رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية فحسب إذ هو طريق العامة فنقول وبالله التوفيق: ورد عن حفص عن عاصم من الشاطبية أنه كان يسكت سكتة لطيفة من غير تنفس بقدر حركتين في حالة الوصل في أربعة مواضع في التنزيل بالاتفاق وهي كالآتي: السكتة الأولى: على الألف المبدلة من التنوين في لفظ ﴿عِوَجَا﴾ بأول الكهف حالة الوصل ثم يقول ﴿قَيِّماً﴾ وهذا لا يمنع من الوقف على "عوجاً" لأنه رأس آية. وإنما السكت حالة وصل "عوجاً" بـ"قيماً" فتأمل. السكتة الثانية: على الألف من لفظ ﴿مَّرْقَدِنَا﴾ بياسين ثم يقول: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمـنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾. ويجوز الوقف على لفظ "مرقدنا" وهو تام كما ذكره سيدي على النوري في غيث النفع وعليه فلا سكت عندئذ وعند عدم الوقف يجب السكت من "الشاطبية". السكتة الثالثة: على النون من لفظ "من" في قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ﴾ بالقيامة ثم يقول: "راق" ويلزم من السكت إظهار النون الساكنة عند الراء لأن السكت يمنع الإدغام. السكتة الرابعة : على اللام من لفظ "بل" في قوله تعالى: ﴿كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ بالمطففين ثم يقول: "ران" ويلزم من هذا السكت أيضاً إظهار اللام عند الراء لأن السكت يمنع الإدغام هنا كذلك وسَكْتُ حفص في هذه المواضع الاربعة من النوع الذي يأتي على آخر الكلمة. قال الإمام الشاطبي رضي الله عنه ونفعنا بعلومه: وسكْتَةُ حفصٍ دون قطعٍ لطيفةٍ*****على ألِفِ التنوين في عِوَجاً بَلا وفي نون مَنْ راق ومرْقَدِنا ولا*****م بل ران والباقُون لا سَكْتَ مُوصَلا وكذلك يسكت حفص في وجه له بين السورتين من غير تنفس في موضع واحد في التنزيل، وهو بين آخر سورة الآنفال وأول سورة براءة، ومحله على الميم من "عليم" ثم يقول براءة: كما تقدم له في باب الإدغام السكت وعدمه على الهاء من لفظ "ماليه" في قوله تعالى: ﴿مَآ أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ بسورة الحاقة والوجهان صحيحان مقروء بهما والسكت هو المقدم في الأداء ومجمل القول أن حفصاً عن عاصم له في القرآن الكريم ست سكتات أربع منهن لم يشاركه فيهن أحد من القراء وهن المذكورات أولاً. والخامسة: بين آخر الأنفال وأول براءة، وقد شاركه فيها باقي القراء العشرة في وجه لهم. و السادسة: في أحد الوجهين عنه على الهاء من "مالية هلك" بالحاقة وقد شاركه فيها باقي القراء العشرة في أحد الوجهين عنهم كذلك إلا حمزة ويعقوب فتأمل. ولحفص من طريق "طيبة النشر" هذه خمسة مذاهب وبها نأخذ قراءة وإقراء وهي كالتالي: الأول: السكت على الجميع. الثاني: عدم السكت على الجميع كذلك. الثالث: السكت على عوجاً ومرقدنا وحدهما. الرابع: السكت على "من راق، "بل ران" دون غيرهما. الخامس: عدم السكت على مرقدنا والسكت في غيره. وعلى كل من هذه المذاهب الخمسة أحكام خاصة وأوجه أداء لا تنفك عنها. هذا: وقد ذكرنا بعض أحكام عدم السكت على هذه المواضع والوجوه المرتبة عليه في الأداء على القراءة بقصر المنفصل، وإشباع المتصل، لحفص من طريق طيبة النشر في باب المد والقصر من كتيبنا هذا، وبالله التوفيق. "هداية القاري" للمرصفي.