البحث

عبارات مقترحة:

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

القريب

كلمة (قريب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فاعل) من القرب، وهو خلاف...

لام التعريف

وهي المعروفة في علم التجويد (بلام أل) وكلامنا فيها هنا على ناحيتين: الأولى: تعريفها. والثانية: حالتها بالنسبة لما يقع بعدها من الحروف الهجائية. أما تعريفها: فهي لام ساكنة زائدة عن بنية الكلمة مسبوقة بهمزة وصل مفتوحة عند البدء وبعدها اسم سواء صح تجريدها عن هذا الاسم كـ ﴿الشمس والقمر﴾ [الرحمن: 5] أم يصح كـ ﴿التي﴾ [البقرة: 24] و ﴿الذى﴾ [الناس: 5]. فقولنا: "لام ساكنة زائدة عن بنية الكلمة.. إلخ" خرج به اللام الساكنة الأصلية التي من بنية الكلمة المسبوقة بهمزة قطع مفتوحة وصلاً وبدءاً وليس بعدها اسم مستقل ليصح تجريدها عنه سواء كانت في اسم نحو ﴿أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾ [الروم: 22] و ﴿أَلْفَافاً﴾ [النبأ: 16] أو في فعل نحو ﴿أَلْهَاكُمُ﴾ [التكاثر: 1] ﴿وَأَلْزَمَهُمْ﴾ [الفتح: 26] ﴿فَأَلْهَمَهَا﴾ [الشمس: 8] وما إلى ذلك: وتسمى الأولى لام اسم والثانية لام فعل وسيأتي بسط الكلام عليهما قريباً. هذا: ولام التعريف المقصودة الصادق عليها هذه التعريف تقع قبل الحروف الهجائية عموماً إلا حروف المد الثلاثة فلا تقع اللام قبلها بحال إذ فيه الجمع بين الساكنين على غير حده. أما حالتها بالنسبة لما يقع بعدها من الحروف الهجائية فاثنتان: الأولى: أن تكون مظهرة. الثانية: أن تكون مدغمة. ولكل من الحالتين تفصيل خاص نوضحه فيما يلي: أما حالة الإظهار: فعند أربعة عشر حرفاً مجموعة في قول صاحب التحفة "إبغ حجك وخف عقيمه" وهي الهمزة والباء والغين والحاء والجيم والكاف والواو والخاء والفاء والعين والقاف والياء والميم والهاء. فإذا وقع حرف من هذه الأحرف بعد لام التعريف وجب إظهارها ويسمى إظهاراً قمريّاً وتسمى اللام حينئذ لاماً قمرية لظهورها عند النطق بها في لفظ ﴿القمر﴾ [القمر: 1] ثم غلبت هذه التسمية على كل اسم يماثله في ظهورها فيه: وإليك الأمثلة على ترتيب هذه الحروف: فالهمزة نحو ﴿الأول والآخر﴾ [الحديد: 3] والباء نحو ﴿البارىء﴾ [الحشر: 24]. والغين نحو ﴿الغفار﴾ [غافر: 42] والحاء نحو ﴿هُوَ الحي﴾ [غافر: 65] والجيم نحو ﴿الجبار﴾ [الحشر: 23] والكاف نحو ﴿الكبير﴾ [الرعد: 9] والواو نحو ﴿الودود﴾ [البروج: 14] والخاء نحو ﴿الخالق﴾ [الحشر: 24] والفاء نحو ﴿ الفتاح﴾ [سبأ: 26] والعين نحو ﴿العليم﴾ [سبأ: 26] والقاف نحو ﴿القهار﴾ [الزمر: 4] والياء نحو ﴿اليقين﴾ [التكاثر: 7] والميم نحو ﴿الملك﴾ [الحشر: 23] والهاء نحو ﴿عَنِ الهوى﴾ [النازعات: 40] وسمي إظهاراً لظهور لام التعريف عند هذه الأحرف. ووجهه التباعد أي بُعد مخرج اللام عن مخرج هذه الحروف. وقد أشار صاحب التحفة إلى الحالتين معاً والتنبيه على أولاهما بقوله فيها: لِلَامِ ألْ حَالَان قبْلَ الأحْرُفِ ***** أولاهُمَا إظهارها فليعرَفِ قبل ارْبَعٍ مَعْ عَشْرَة خُذْ عِلْمَهْ ***** مِنْ إبْغِ حَجَّك وَخَفْ عَقِيمَهُ وأما حالة الإدغام: فعند أربعة عشرة حرفاً وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الإظهار السابقة. وقد رمز إليها صاحب التحفة في أوائل هذا البيت: طبْ ثُم صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ ***** دَعْ سُوءَ ظَنٍّ زُرْ شَرِيفاً لِلْكَرَم وهي: الطاء والثاء والمثلثة والصاد والراء والتاء المثناة فوق والضاد والذال والنون والدال والسين والظاء والزاي والشين واللام فإذا وقع حرف من هذه الأحرف بعد لام التعريف وجب إدغامها ويسمى إدغاماً شميسّاً وتسمى اللام حينئذ لاماً شمسية لعدم ظهورها عند النطق بها في لفظ ﴿الشمس﴾ [لرحمن: 5] ثم غلبت هذه التسمية على كل اسم يماثله في إدغامها فيه. وإليك الأمثلة على ترتيب هذه الأحرف: فالطاء نحو ﴿مِنَ الطيبات﴾ [المؤمنون: 51] والثاء المثلثة نحو ﴿الثواب﴾ [آل عمران: 195] والصاد نحو ﴿ يُوَفَّى الصابرون﴾ [الزمر: 10] والراء نحو ﴿الرحمان الرحيم﴾ [البقرة: 163] والتاء المثناة فوق نحو ﴿التَّوَّابُ﴾ [البقرة: 160] والضاد نحو ﴿وَلَا الضآلين﴾ [الفاتحة: 7] والذال المعجمة نحو ﴿والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات﴾ [الأحزاب: 35] والنون نحو ﴿إِلَى النور﴾ [البقرة: 257] والدال المهملة نحو ﴿دَعْوَةَ الداع﴾ [البقرة: 186] والسين نحو ﴿السميع﴾ [البقرة: 127] والظاء المشالة نحو ﴿الظالمين﴾ [البقرة: 145] والزاي ﴿يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ الزرع والزيتون﴾ [النحل: 11] والشين نحو ﴿وَسَيَجْزِي الله الشاكرين﴾ [آل عمران: 144] واللام نحو ﴿وَهُوَ اللطيف الخبير﴾ [الأنعام: 103]. وسمي إدغاماً لإدغام لام التعريف في هذه الحروف. ووجهه التماثل بالنسبة للام في نحو ﴿اللطيف﴾ [الملك: 14] والتجانس بالنسبة للنون والراء في نحو ﴿مِّنَ النور﴾ [البقرة: 257] ، ﴿مِّنَ الرحمان الرحيم﴾ [فصلت: 2] على مذهب الفراء وموافقيه وأما على مذهب الجمهور فللتقارب وكذلك في أكثر الحروف الباقية في غير ما تقدم. وقد أشار صاحب التحفة إلى حالة الإدغام وتسمية اللام فيها بالشمسية وتسميتها في حالة الإظهار الأولى بالقمرية بقوله فيها: ثانيهما إدغامها في أَرْبعِ ***** وعَشْرَة أيضاً ورمزها فَعِ طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ ***** دَعْ سُوءَ ظَنِّ زُرْ شَريفاً لِلْكَرمْ واللامَ الأولى سَمِّهَا قَمَريَّهْ ***** واللامَ الأُخْرى سَمِّها شَمْسِيَّهْ تنبيه: من لامات التعريف الشمسية اللام من لفظ الجلالة "الله" وهي في هذا الاسم من النوع الذي لا يمكن فيه تجريدها عما بعدها كاللام في نحو ﴿الذي﴾ [يس: 80]. ثم إن للفظ الجلالة تصريفاً خاصّاً حاصله أن الأصل فيه "إله" فأسقطت منه الهمزة وأدخلت عليه لام التعريف فالتقت باللام بعدها ثم أدغمت اللام الأولى في الثانية للتماثل كما أدغمت في نحو الليل فصار اللفظ الكريم "الله". وقد أشار بعضهم إلى هذا التصريف بقوله: والاسْمُ ذو التقديس وهو الله*****على الأَصح أَصْلُهُ إل هُ أُسقِطَ منه الهمز ثمَّ أُبْدِلا ***** بال لِتَعْريفٍ لذاكَ جُعِلَا اهـ وفي الاسم الكريم كلام كثير من جهة التصريف. ومن أراد الوقوف عليه فليراجع كتب الصرف ففيها ما يكفي الباحث وما ذكرناه هنا هو الملائم للمبتدئين والله الموفق. "هداية القاري إلى تجويد كلام الباري" للمرصفي.