محمّد بن فلاح بن هبة الله، من سلالة الإمام موسى الكاظم
المشَعْشَع
[الأعلام للزركلي]
محمّد بن فلاح بن هبة الله، من سلالة الإمام موسى الكاظم: رأس دولة (المشعشعين) وأول سلاطينهم. ولد بواسط، وتعلم في الحلة، وتفقه بعلوم الشيعة الاثني عشرية، وأولع بفنون من الشعوذة فأتقنها. وخرج إلى بادية خوزستان عام 840هـ فادعى أنه (المهدي) وسمى شعوذاته (التشعشع) فتبعه بعض الأعراب فسماهم (المشعشعين) واستولى بهم على الحويزة (بين واسط والبصرة) وقاتلته جيوش بغداد، وكانت الدولة للتركمان، فانخذل، ثم ظفر سنة 861 وعظم أمره، فامتلك ولاية خوزستان والجزائر وأطاعه أكثر عرب العراق، وجعل (الحويزة) قاعدة لسلطنته، ومات بها. قال أحد مؤرخيه: (آل المشعشع: دولة عربية ملكت الأهواز والحويزة وأكثر بلاد خوزستان) وفي سيرته وتاريخ ظهوره خلاف بين مؤرخي عصره 1. تاريخ العراق 3: 107 - 165 وفي حوادث الدهور لابن تغري بردي 2: 305 و 306 في حوادث سنة 861 ما محصله: (الشعشاع، بشينين معجمتين أولاهما مكسورة: الزنديق الخارج بنواحي البصرة من العراق يخيف السبل ويقطع الطرق على الحجاج وغيرهم. كان قد خرج قديما من نواحي وادي التيم وادعى الشرف وتزندق، ثم سار إلى العراق وأباح المحرمات واجتمع عليه خلائق مما أظهر لهم من أنواع السحر، ثم ادعى النبوة وأفسد اعتقاد خلائق في تلك البلاد، وعظم أمره وعجز عنه ملوك تلك الأقطار، لا لقوته بل لكونه كان إذا مشى لقتاله الملوك يهرب منهم ويختفي بتلك الجزائر ويجعل المراكب عنده، وقد صنع أكثر من ألف مركب، ويقول المكثر عشرة آلاف، فأعجز الملوك بهذه الحركة فقوي أمره، هذا مع ما يظهر للناس من الخوارق من أنواع السحر وإباحة ما تهواه النفوس من المحرمات، وطال عمره حتى أهلكه الله) وفي صفحات لم تنشر من تاريخ ابن إياس، ص 17 و 35 و 48 ما مجمله: (في ذي الحجة 858 جاءت الاخبار بظهور شخص يقال له المشعشع قتل من الناس ما لا يحصى ونهب الركب العراقي) - (ولم يحج أحد من العراق سنة 860 خوفا منه) - (وفي ذي القعدة 861 جاء من بغداد أنه كسر الخارجي المشعشع وقتل غالب عسكره وتجهز الحج العراقي بعد انقطاعه عن الحج مدة).